في مجال استخلاص الحمض النووي، تبرز شابتان جزائريتان، كلثوم بن ديدة  و إكرام خديجة بقادة، خريجتان  المدرسة العليا للعلوم البيولوجية بوهران ،تخصص بيولوجية جزيئية وقد استطاعت هاتان المهندستان الواعدتان تقديم مشروعهن المبتكر، الحاصل على وسم لابل أول مشروع مبتكر على مستوى المدرسة.

مريم بوطرة

يقدم المشروع طريقة استخلاص فعالة ومبتكرة ويعكس استحداثًا استثنائيًا في مجال استخلاص الأحماض النووية، حيث يعتمد على تقنية مبتكرة تمكن من استخلاص ADN وARN من كل أنواع الخلايا الحية باستخدام منتج واحد، وهذا ما يعتبر  تقدمًا بارزا في مجال البيو تكنولوجيا، حيث يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للأبحاث والتحاليل الطبية.

فوائد المشروع... لمخابر البحث العلمي والمخابر الطبية

تسهم هذه التقنية الجديدة في تحسين أداء المخابر الطبية بشكل كبير كما تساهم في تسريع عمليات استخلاص الأحماض النووية من الخلايا، مما يقلل من وقت إجراء التحاليل الطبية ويساهم في تحسين الكفاءة التشخيصية هذا ويسهم في تقلل من التكلفة، حيث يعتبر المنتج الوحيد القادرً على استخلاص الأحماض النووية سواء كانت بكتيرية، نباتية، دموية، فيروسية، أو فطرية  .

تعتبر تلك التقنية الابتكارية دعامة أساسية لتحسين جودة الرعاية الصحية في الجزائر، من خلال توفير أسلوب استخلاص موحد وفعال للأحماض النووية، يمكن للمخابر الطبية الاعتماد على نتائج دقيقة وموثوقة، بالإضافة إلى ذلك، يمثل الابتكار الذي قدمته الطالبتان خطوة نحو الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، حيث لن يعتمد المختبرون بشكل كبير على استراد هذه المنتجات من الخارج  بل سيكون لديهم إمكانية تحقيق توازن مالي أفضل وتوفير الوقت والجهد.

وأشادت بن ديدة بالمدرسة العليا للعلوم البيولوجية بوهران التي اعتبرتها بيئة حاضنة للمبتكرين والرواد، حيث تخصصت في تقديم تكوينات وورشات عمل تطبيقية في مجال المقاولاتية  خلال فترة دراستهما التي استمرت خمس سنوات، شكلت هذه المدرسة الرافد الأساسي لتحفيز ابتكار بن ديدة وبقادة.

وبعد حصولهما على مهندس دولة في البيو تكنولوجيا، لاحظت بن ديدة وبقادة نقصًا كبيرًا في توفر منتجات استخلاص الأحماض النووية في الجزائر. استنادًا إلى هذا الدافع، قررا تحويل فكرتهما إلى واقع عملي. في هذا السياق، كان للتأطير الذي تلقياه من الدكتور مرزوق محمد والاستاذة زاتر ياسمين دور كبير في تشجيعهما وتوجيههما نحو تحقيق الفكرة.

 فالدعم الفعّال من قبل الجهاز التدريسي وإدارة المدرسة ساهم في تمكين بن ديدة وبقادة من تحقيق رؤيتهما، إلى جانب ذلك، اشادت بالدعم الدائم من قبل مدير المدرسة البروفيسور سعيدي جمال من خلال توفيره كل الوسائل المادية و المعنوية للعمل على المشاريع.

وبعد مرحلة التكوين والدراسة وبفضل الدعم الذي حفزهما على تحويل فكرتهما إلى واقع ملموس تجسدت خطوتهما الأخيرة في تأسيس مؤسستهما الناشئة "MEGA Moléculaire Startup"، وفي هذا السياق شددت ذات المتحدثة على أن تحقيق هذا المشروع لم يكن ممكنًا دون الخلفية التعليمية القوية والتأطير الفعّال الذي قدمته المدرسة وهو ما يبرز أهمية البيئة التعليمية في تنمية المواهب وتحفيز الروح الريادية.

تجاوز التحديات وتحقيق الابتكار والتميز

تساهم هذه الابتكارات في تجاوز استيراد المنتجات المماثلة وتقديمها بسعر تنافسي أقل بأكثر من 50% من المنتجات المستوردة، عكس المنتجات المستوردة التي تصل مدة استيرادها إلى سنة او أكثر، كما أنها تساهم في تطوير القطاع الصحي والاقتصادي في الجزائر، مما يعزز التقدم العلمي في مجال البحث.

حاليا، يبحث الفريق عن التمويل لافتتاح مؤسستهم الناشئة، حيث يبرز تحدي الطالبتان، بن ديدة وبقادة، في الحفاظ على توازن فعّال بين الابتكار والتسويق باعتباره عامل حاسم لنجاح مشروعهم ،و لم يغفل الفريق عن أهمية بناء الوعي حول منتجهم والتأكيد على فوائده الاقتصادية والعلمية.

 وستكون عمليات الطلب والتسويق عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي وتقنيات التسويق الرقمي بغية التواصل المباشر مع الزبائن، بتوفير موقع إلكتروني سعيا منهما للوصول إلى جمهور أوسع وتسهيل عمليات الطلب والتواصل مع العملاء بشكل فعّال، كما تم إعداد مخطط الأعمال الذي يحتوي على الأسعار وتكاليف المشروع والديون المتوقعة.

رسالة للشباب

بن ديدة وبقادة تعتقدان اعتقادا راسخا أن أي فكرة مهما كانت بسيطة يمكن تحويلها إلى واقع ناجح بفضل التفاني والعمل الجاد.الجد ،وتؤكدان على أهمية تحفيز الشباب للاستمرار في الابتكار.

وأشارتا الطالبتان  على أن طريق نحو النجاح قد تواجهه تحدياته صعبة،لكن العزيمة والإصرار من تكسر الحواجز وتتجاوز العقبات.