27
0
شاب جزائري يبتكر نظام أمني ذكي لحماية المصانع

لم يعد التكوين المهني اليوم، مسارا تعليميا من الدرجة الثانية مقارنة بالتعليم العالي والبحث العلمي، بل أصبح أرضية خصبة لإطلاق الطاقات الشبابية والمبادرات الابتكارية التي تستجيب لمتطلبات السوق، وتسهم في تطوير الاقتصاد الوطني.
شروق طالب
وهذا ما جسده الشاب بن عيسى شرف الدين، أحد خريجي معهد قاسم شريف للتكوين المهني بولاية سطيف، في تخصص الكهرباء الصناعية، من خلال مشروعه الطموح، نظام أمني ذكي لحماية المصانع من المخاطر الصناعية.
من التربص إلى الابتكار: فكرة ولدت من الميدان
تبلورت فكرة المشروع، كما أوضح بن عيسى، خلال فترة التربص التطبيقي التي أجراها في أحد مصانع السيراميك بسطيف، وهي تجربة ميدانية أساسية ضمن البرنامج التكويني للمعهد.
وخلال هذه الفترة، لاحظ أن الآلات التي تستخدم في تصنيع المواد الأولية تصل حرارتها إلى 500 درجة مئوية، وتنتج كميات كبيرة من الغبار والغازات السامة.
ورغم أن المصنع كان مزودا بآلات لسحب الغبار، إلا أنها لم تكن فعالة بما يكفي، مشيرا ان هذه المعاينة دفعته للتفكير في نظام بديل، يكون أكثر ذكاء وفعالية، وقادر على تحسين شروط السلامة داخل بيئة العمل الصناعية.
نظام ذكي متكامل... أكثر من مجرد مروحة
وفي هذا الشأن، كشف بن عيسى ان المشروع يقوم على تصميم مراوح صناعية ذكية تثبت على جدران المصانع، تعمل أوتوماتيكيا على سحب الغازات السامة والدخان والحرارة الزائدة، خصوصا في حالات الطوارئ مثل الحرائق أو تسرب المواد الكيميائية.
وما يجعل النظام فريدا، كما يشرح بن عيسى، هو اعتماده على تقنيات الاستشعار الذكي، حيث تشتغل المراوح بطريقة تلقائية عند استشعار ارتفاع في درجات الحرارة أو كثافة الغازات، وتتوقف آليا عندما تعود الظروف إلى وضعها الطبيعي، دون حاجة لتدخل بشري.
إضافة إلى ذلك، تم ربط النظام بتطبيق رقمي يسمح بالمراقبة والتحكم عن بعد، بحيث يمكن للمسؤولين متابعة حرارة المصنع أوتوماتيكيا عبر الهاتف الذكي، وضبط أداء النظام بكل سهولة.
آفاق متعددة... من الصناعة إلى الفلاحة
رغم أن الفكرة وجهت بأساس إلى المصانع، إلا أن بن عيسى يرى أن مشروعه قابل للتوسيع في عدة مجالات، على غرار
المجال السكني كإدماج النظام في أنظمة الحماية الذكية للمنازل، بالإضافة إلى الفلاحة وتربية الدواجن من خلال التحكم في درجات الحرارة داخل الحظائر والمزارع لضمان سلامة الإنتاج الحيواني والنباتي.
تحديات البداية والطموحات المستقبلية
وعن أبرز التحديات التي واجهت بن عيسى، يذكر أن أبرزها تمثلت في صعوبة توفير القطع الإلكترونية والميكانيكية اللازمة لتجميع المراوح، بالإضافة إلى نقص الدعم التقني والمرافقة المالية في المراحل الأولى للمشروع.
وفيما يخص آفاق المشروع مستقبلا، أكد بن عيسى أنه يعمل حاليا على تطوير المشروع إلى شركة متخصصة في أنظمة الأمن الصناعي الذكية، تتكامل فيها التكنولوجيا مع الحماية، بما يتماشى مع رؤية الدولة الجزائرية في تعزيز التصنيع والإنتاج المحلي.
وشدد في الأخيرعلى أن أي نهضة صناعية يجب أن ترفق بأنظمة أمنية ذكية لضمان سلامة العمال واستدامة الإنتاج.