52

0

شابة جزائرية تبتكر جهازا للكشف المبكر عن سرطان الرئة

لا يزال شباب الجزائر يواصلون تألقهم في مجال الابتكار، خاصة في تطوير الأجهزة والتقنيات الصحية، ومن بين النماذج الملهمة تبرز الشابة إيمان يدو، التي قدمت مشروعا واعدا يعنى بالصحة والوقاية.

نسرين بوزيان 

ابتكرت إيمان جهازا يعد الأول من نوعه في الجزائر وعلى مستوى العالم، يستخدم للكشف المبكر عن سرطان الرئة من خلال تحليل هواء الزفير، ويرافق هذا الابتكار برامج للفحص المبكر ومتابعة الفئات عالية الخطورة مثل المدخنين، والمدخنين السابقين، والعاملين في بيئات مهنية خطرة.

 

سرطان الرئة ثالث قاتل فتاك في الجزائر

 

         

    

في حديثها لـ"بركة نيوز"، أوضحت إيمان أنها ابتكرت جهازا يحمل اسم "Exhaling" ويعني "الزفير"، وأشارت إلى أن هذا الابتكار جاء استجابة لحاجة طبية ملحة، خاصة أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الثالثة بين أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان في الجزائر، وهو الأول عالميا من حيث عدد الوفيات، حيث يسجل أكثر من 2.5 مليون حالة وفاة سنويا في العالم، مع نسبة نجاة لا تتجاوز 20% خلال السنوات الخمس الأولى من التشخيص.
وأشارت إيمان إلى أن التقنية تعتمد على كشف سريع وغير جراحي يبدأ بجمع هواء الزفير في كيس مخصص، ثم يضخ الهواء عبر ضاغط غشائي إلى صندوق يحتوي على كواشف لونية تتفاعل مع مركبات عضوية متطايرة تعد مؤشرات حيوية لوجود السرطان، ما يؤدي إلى تغير لوني يمكن رصده بصريا أو باستخدام جهاز تحليل بسيط.

تصميم محمول للكشف المبكر

     

 وبينت صاحبة مشروع " الزفير"  أن الجهاز يتألف من كيس لجمع  هواء الزفير يمكن إعادة استخدامه حتى سبع مرات من قبل المريض نفسه، بالإضافة إلى ضاغط غشائي بقدرة 230 فولت، وأنبوبين يحتويان على كواشف لونية حساسة، ويبلغ حجم كيس التجميع نحو 54 × 100 × 15 ملم، وهو مصمم لاستيعاب الزفير الكامل لشخص بالغ، في حين لا يتجاوز زمن التحليل ثلاث دقائق.
وعن مزايا الجهاز، أكدت إيمان أنه ينفرد بكونه غير جراحي، سريع النتائج، منخفض التكلفة، وسهل الاستخدام سواء في العيادات أو وحدات الفحص المتنقلة، كما يتمتع بحجمه الصغير الذي يسمح باستخدامه في المناطق النائية وخلال حملات الكشف المبكر.

 

ضوابط استخدام الجهاز

ورغم هذه المزايا، شددت إيمان على ضرورة الالتزام ببعض الضوابط، إذ أن الجهاز مخصص للفحص الأولي فقط، وأي نتيجة إيجابية تتطلب تأكيدا عبر الفحوصات السريرية المتقدمة، كما أكدت على ضرورة عدم مشاركة كيس التجميع بين المرضى، مع تعقيمه جيدا بعد كل استخدام، وحفظ الكواشف اللونية في درجة حرارة لا تتجاوز 25 درجة مئوية بعيدا عن التعرض المباشر للضوء.

لقد استطاعت إيمان، من خلال فكرتها المبتكرة، أن تلفت الأنظار وتكسب إعجاب العديد من المسؤولين، وفي مقدمتهم الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الذي ثمن جهودها وعبر عن إعجابه بالمشروع وبالمستوى العلمي الذي وصلت إليه. 

ويعد هذا التقدير الرسمي اعترافا صريحا بروح الإبداع والطموح التي يتحلى بها الجيل الصاعد، وبقدرته الحقيقية على ابتكار حلول فعالة لمواجهة التحديات الصحية المعاصرة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services