385
0
صالون الجزائر الدولي للكتاب....تظاهرة فكرية تعزز بوادر المقروئية
معرض سيلا.... وجهة ثقافية بامتياز
يعود صالون الجزائر الدولي للكتاب "سيلا" في طبعته السادسة و العشرين تحت شعار "افريقيا تكتب المستقبل" ، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة . بمشاركة 1283 دار نشر من مختلف الدول العربية و الأجنبية . في اطار اثراء الرصيد الفكري و الثقافي للمجتمع و خلق بيئة واعية مثقفة.
شيماء منصور بوناب
عرفت التظاهرة الثقافية الدولية للكتاب مشاركة 61 بلد ،بما فيهم مصر التي كانت من ضمن الدول الأساسية التي عرفت حضور كبير في دور نشرها ومنشوراتها . بما فيها دار فكرة للنشر و التوزيع التي تنشط منذ 2010 و تشارك في الصالون الدولي لثاني مرة بعدة إصدارات ،تنوعت بين القانون و الفكر السياسي و الإدارة على غرار المجموعة القصصية و الروايات .
و عن جديد هذه المشاركة يشير ممثلها أيمن صباح إلى المشروع الجديد الخاص بالأطفال و المتمثل في كتيبات صغيرة سهلة الحمل و التخزين ،تحمل عناوين ملهمة تنمي ابداعات الأطفال في شقها الفكري المعرفي ، باعتبارهم مشروع حقيقي يستحق العمل عليه و التوسيع في مجال كتبهم البناءة .
في ذات السياق عرفنا السيد شعبان بدار تشيكل للنشر و التوزيع المصرية الحاصلة على وسام أفضل دار مصرية في2022،و التي تنشط في مجالات متعددة تتمحور أغلبها في " الصحة النفسية و علم النفس و التنمية الذاتية و الشعر و الروايات و مختلف الأنواع الأدبية ".
وعن مشاركتهم في الصالون الدولي ينوه ذات المتحدث إلى أنهم يشاركون للمرة الثانية في الجزائر بإصدارات قيمية تلبي المتطلبات الفكرية للشعب الجزائري و تعكس مدى اهتمامهم كمصريين بالثقافة الجزائرية و قرائها الذين نجدهم متواجدون في مختلف الاجنحة طلبا للمطالعة و المعرفة.
وعن أهم ما شاركوا به من بمنشورات يذكر " كتب التنمية الذاتية لحسن مزين تحت عنوان "رحلة وعي" و الكاتب مصطفى نحاس بعنوان "مساحة نفسية" ، ولعل التركيز على هذه الكتب و الأسماء بالذات كان بسبب قاعدتهم الجماهيرية في الوطن العربي خاصة و العالم عامة ،وهو ما يعزز الاقبال على اقتنائها و الاطلاع عليها .
وفي حديثه عن المقروئية في العالم العربي يقول " لاحظنا تحسن كبير في معدلاتها رغم تداعيات التكنولوجيا و الرقمنة باعتبارها استجابة واقعية لم تلغ ما نشأ عليه الجيل الجديد و ما تربى عليه من قيم فكرية ثقافية تحفزه للاطلاع و التثقيف".
و بالعودة لدور النشر الجزائرية يشير لعوادي عبد الحكيم عن بيت الياسمين للنشر و التوزيع الناشطة بالجزائر العاصمة و المختصة في القصص العالمية وبعض قصص الأطفال بالغة الإنجليزية ، أن مشاركاتها عديدة في الصالون الدولي في طبعاته السابقة واليوم جاء بمنشورات متنوعة تختلف باختلاف توجهاتها و توجهات قرائها.
وعن نسبة المبيعات يوضح لعوادي أنها مرتبطة بمعدل المقروئية ،فتراجعها جاء نتيجة تراجع مؤشرات القراءة و المطالعة في الجزائر في ضل توجه شباب اليوم نحو الوسائط التكنولوجية و مواقع التواصل الاجتماعي بالشكل الذي الغى دور الكتاب في خلق مجتمع واعي .
يضاف اليه الحضور القوي للكتاب الالكتروني الذي يقصده الشباب نتيجة القدرة الشرائية و غلاء المعيشة بالنسبة للمواطن البسيط الذي تشتت أولوياته في الحياة وجعلت الكتاب آخر مقتنياته .
ومن تونس الشقيقة يفيد سالم الأطرش صاحب مجمع الأطرش للكتاب أن مشاركته في معرض سيلا قربته من القارئ الجزائري المثقف ، و سمحت له بالتعرف على الثقافة الجزائرية التي تشترك مع ثقافتهم في أبعادها المختلفة، و بما أنها المشاركة الثالثة له في المعرض فقد أتاحت له الفرصة مرة أخرى من عرض اصدارته الجديدة في الكتاب الجامعي الاكاديمي الخاص بالقانون و التاريخ و علم الاجتماع ،إضافة إلى اللسانيات و الادب و الاسلاميات و الفلسفة و الفكر .
و تضامنا مع اخواننا المستضعفين الفلسطينين، خص المعرض في إحدى جوانبه فضاء مفتوح باسم ساحة غزة للتعبير عن موقف الجزائر الثابت تجاه القضية المركزية التي برمج على ضوىها جدول ثقافي يعالج واقع القضية في ضل مايعيشه أبناؤها من عنف و تهميش و إبادة جماعية.
بجانب ذلك خصص المعرض الدولي في احدى أجنحته فضاءات فنية و حرفية شارك فيه الحرفيين بمنتجاتهم و أعمالهم الخاصة بالصناعة التقليدية و المواد الطبيعية، إضافة إلى ورشات حية لطلبة الفنون الجميلة الذين اتخذوا من فضاء المعرض سانحة للتعبير عن اهتماماتهم و توجهات الفنية.
في الختام يجدر الإشارة إلى أن صالون الجزائر الدولي قد شهد منذ افتتاحه حشد كبير للمواطنين من مختلف الأعمار و الفئات التي تواجدت في مختلف أجنحة المعرض للإطلاع على جديد الطبعة 26.