145
0
صالون ابداعات الفتاة الجزائرية... مبادرة لتعزيز التراث الوطني و الثقافة الأمازيغية
بشعار " أصالة ، ابداع "، نظمت مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، بالتنسيق مع رابطة النشاطات الابداعية للفتاة الشابة ، صالون ابداعات الفتاة في طبعته الرابعة، في الفترة الممتدة من 10إلى 12 جانفي 2025، على مستوى قصر المعارض الصنوبر البحري صافكس (جناح الساورة). .
شيماء منصور بوناب
جاء الصالون تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني الأمازيغي، وفي إطار تعزيز الجهود الثقافية الفنية للحفاظ على العادات والتقاليد الجزائرية، لصون الهوية وتوثيق معالمها من خلال الترويج للحضارة الأمازيغية بأبعادها التاريخية.
الحياة الشعبية الامازيغية.... تجسيد للثقافة الوطنية
وبالمناسبة، اوضحت الفنانة التشكيلية والحرفية عزوز أمينة، المختصة في الزخرفة والديكور على جميع المحامل، أن مشاركتها في صالون ابداعات الفتاة، هو استجابة لنداء الواجب التراثي و الثقافي الوطني، الذي يفرض التعريف بالتراث المحلي عامة و الأمازيغي خاصة لأنه الثقافة المشتركة التي تجمعنا في عاداتها وتقاليدها.
مشيرة لمظاهر الحياة الشعبية الأمازيغية التي صورتها في لوحاتها الفنية ، كانعكاس حضاري يمثل جوهر الحياة البدوية التي نشأ عليها أجدادنا في ظروف تبعث بالدفء رغم صعوبتها ، باعتبارها أحد أوجه التراث الوطني الذي نسعى لتوثيقه بمثل هذه المبادرات و المعارض التي تحي في ذواتنا الغيرة على عاداتنا وتقاليدنا.
تثمينا لذلك، أوضحت الحرفية رشيدة نميسي رئيسة جمعية حواء الحرة للنشاطات النسوية والشبانية لولاية قالمة، ان الجمعية تسعى من خلال اهدافها لتخليد وترسيخ التراث الجزائري من خلال ترقية وتشجيع ابداعات المرأة الجزائرية .
مشيرة لتمسك المرأة الجزائرية بأصلها وهويتها في اعمالها و منتجاتها خاصة تلك التي تعتمد فيها على الفخار الذي كان أصل المقتنيات المنزلية للبيت الجزائري، غير انها اليوم اضفت عليه بعض اللمسات العصرية كالرسم و الزخرفة بألوان مبهجة لها دلالات عميقة عن الهوية و التراث المحلي.
وعن مشاركتها اليوم في صالون المرأة ، افادت أن الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة مرتبط بمدى وطنتينا وافتخارنا بثقافتنا التي تفرض العودة لتقاليدنا و عاداتنا المتوارثة من خلال عرض الازياء التقليدية والأكلات الشعبية والحلويات القديمة وكل ما يتعلق بالثقافة الجزائرية.
تدعيما لذلك، لفتت الحرفية عزوز، أن مشاركتها بعدة منتجات تقليدية، تتنوع بين الفخار و اللوحات وكذا الصناديق الصغيرة التي تعمدت نقشها بألوان معينة ترمز في دلالتها للثقافة الأمازيغية التي تعرف بخصوصيتها في حليها الفضي وفي أشكالها و نقوشها ، التي يعكس الطابع الفني التراثي للمنتجات التقليدية التي طبعتها في عدة محامل فنية.
من جانبها أفادت رئيسة جمعية زهرة بلادي ،الحقاوي شهرزاد ، أن تمثيل الثقافة الجزائرية بنفس اصلها هو واجب مشترك نتقاسمه بروح وطنية واحدة تعبر عن استعدادنا التام لصون هويتنا و تراثنا من خلال اقامة مثل هذه المعارض والصالونات التي تتنفس ابداعا واصالة.
يناير في قالمة...عمق تراثي أصيل
وبالعودة لمظاهر الاحتفاء بيناير في ولاية قالمة، قالت نميسي ان العائلة الجزائرية تتعمد طهو بعض المأكولات في يناير" كالغرايف و البراج " ،فضلا عن التركيز على الأطباق التقليدية المصنوعة من الحبوب و الخضر الطازجة، التي تنتجها ارض الجزائر التي تعرف بأنها أرض فلاحية بامتياز.
وتابعت ، الاعتماد على التمر و القمح في اعداد الأطباق هو احد اهم ما يميز مائدة الاسرة القالمية ، ذلك على غرار الاستفادة من مختلف الخضر الموسمية في الطبخ ،لما تحمله من ذوق رفيع و جودة عالية وكذا ضمانة صحية أيضا، لأن كل أسرة تطبخ من ما تنتجه ارضها الفلاحية التي تكون خالية من أي إضافات كيمائية قد تؤثر على مذاق الطبق الأصيل.
الثقافة المشتركة في المغرب العربي الامازيغي
وبخصوص الثقافة المشتركة قالت الحرفية عزوز ، ان المغرب العربي كما يطلق عليه التسمية اليوم كان فيما سبق "المغرب الأمازيغي" وهو ما يدل على أننا نتقاسم مع الدول الشقيقة عادات وتقاليد كثيرة لكل منها خاصيتها حسب البيئة المتواجدة بها.
فعلى سبيل الذكر نجد ان الحلي الأمازيغي له طابع واحد في العديد من دول لما يحمله من ألوان و رسومات و نقوش ، لكن الاختلاف يكمن في طريقة الارتداء و في بعض اللمسات الأخرى التي تجسد منظور الحياة في كل منطقة.." حسب ما أكدته ذات الحرفية".
المرأة الجزائرية المنتجة...مشروع حضاري يصون الهوية الوطنية
وفي هذا الصدد، نوهت الحقاوي بأن الاهتمام بالمرأة المنتجة خاصة و المرأة الجزائرية عامة له الفضل في الحفاظ على تراثنا ، باعتبارها الحجر الذي يبني المنظومة المجتمعية المتشبعة بالثقافة و التراث، من خلال تعزيز امكانياتها و قدراتها في عدة مجالات على غرار الطرز و الحياكة و الطبخ الذي يرتبك بهويتنا .
وعلى ضوء ذلك اشارت الى إقامة ورشات حية ضمن فعاليات صالون ابداعات الفتاة، تكون موجهة للمرأة في عدة تخصصات ، مثل تعلم صناعات المخللات و كيفية الاحتفاظ بالخضر و تحويلها لمعلبات فصلا على تعلم صناعة الشموع و الحلويات و غيرها من التخصصات التي تستفيد منها النسوة في مسار اطلاق مشاريعهن الخاصة.
مجال التراث... مسؤولية مشتركة لاستكمال مشروع بناء الجزائر
وفي سياق الحفاظ على التراث الوطني، شددت نميسي على اهمية احياء المناسبات الثقافية و اقامة المهرجانات و الصالونات للتحسيس بقيمة الثقافة في بناء الامة، فضلا عن الترويج لها و توثيقها في ضل ما نتعرض له من حملات تشويه لسمعتنا الوطنية.
وبالحديث عن اهتمام الشباب اليوم بثقافتهم وتراثهم، قالت ان غيرتهم اليوم على تراثهم الذي يتعرض لهجمات شرسة من عدة دول شقيقة اشعل نار الغيرة بذاتهم فأصبحوا هم المروجين الأساسين لثقافتهم سواء بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي او في نمط حياتهم من خلال تعميم فكرة العودة للأصل التقليدي و ارتداء الزي الشعبي الذي يمثل حضارتهم.
وبخصوص الاهتمام بالثقافة الوطنية، افادت عزوز أن السلطات الرسمية تسعى جاهدة للترويج للهوية الجزائرية من خلال التعريف بها للجيل الجديد ايمانا منها بقدرته على اكمال مسيرة بناء الجزائر عبر فهم ثقافتهم وتاريخهم بشكل صحيح.
وأضافت ، أن ما نشاهده اليوم في المؤسسات التربوية حين تقام الاحتفالات الوطنية و الثقافية كالاحتفال بيناير هو أحد تلك الجهود التي سمحت للأطفال والشباب من معرفة تاريخ حضارتهم و اهم مقوماتها التي تعد كركيزة اساسية لبناء المجتمع.