931
0
ساعد طيبي مؤسس حاضنة أعمال "مكتبي"يعرض تجربة مميزة في عالم ريادة الأعمال

"مكتبي" حاضنة ومسرعة أعمال، من تأسيس الأخوين ساعد والسعيد طيبي، شعارمميزوأفكارإبداعية انطلاقا من التسمية إلى البرامج والأهداف، لقاء هادف جمعنا بالدكتور ساعد طيبي تطرق في حديثه للكثير من المفاهيم الجديدة في بيئة الأعمال،ومشاريع الشباب وقصص نجاح الشركات الناشئة ومرافقة الشباب صاحب الأفكار والإبتكار.
حاورته زهور بن عياد
قبل الحديث عن حاضنة "مكتبي"،هل يمكنكم اعطائنا نبذة عن مفهوم حاضنات الأعمال، بإعتبار المصطلح صار أكثر تداولا في البيئة الإقتصادية؟
يرجع تاريخ تأسيس أول حاضنة في سنة 1959،ببنسلفانيا بالولايات المتحدة، حيث كانت عائلة تملك حاضنة للبيض وفشلت في مشروعها.
بعد لقاء العائلة بمستثمر حاول انقاذ المشروع باحتضانه، وهناك ظهر لأول مرة هذا المصطلح، لذا فالاحتضان يعني توفير شروط النجاح لمشاريع يعتريها ضعف، ومن هناك جاءت فكرة حاضنات الأعمال.
الحاضنات في الجزائرمفهوم جديد في بيئة الأعمال من أين كانت البداية؟
إذا تحدثنا عن الحاضنات في الجزائرنجد أن هناك مفارقة، فولادة الشركات الناشئة بصفة رسمية جاءت بعد ولادة الحاضنات التي بدأت كإطار عمومي.كحاضنة سيدي عبد الله وحاضنات على مستوى الجامعات.
في 2020 أنشئت وزارة المؤسسات الناشئة رغم أنه في 2019 جاء قرار إعفاء الشركات الناشئة ضريبيا ، لكن لم يكن هناك تعريف محدد للمؤسسات الناشئة.
نشأت الوزارة وتم اطلاق مبادرة إنشاء علامة مشروع مبتكر وعلامة مؤسسة ناشئة، فالفرق بينهما أن علامة مشروع مبتكر تقدم للمشاريع التي ليس لها كيان قانوني، في حين المشاريع التي تملك سجل تجاري يمكن إعطائها علامة مؤسسة ناشئة،ثم انشاء علامة ثالثة "علامة حاضنة أعمال".وهنا تم فتح الحاضنات للخواص سنة 2021.
لذا يمكننا القول أن حاضنات الأعمال كيان جديد،و أننا في مرحلة ماقبل المؤسسات الناشئة.
مؤخرا أعطت الدولة الجزائرية اهتماما بالغا للمؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة، ولكن الكثير منا لا يعرف الفرق بين الشركة الناشئة والشركة المصغرة، هل يمكنك رفع هذا الإلتباس بأسلوب بسيط؟
المحدد الرئيسي للتمييز بين المشاريع الكلاسيكية والشركات الناشئة هو الابداع والابتكار، ونستطيع أن نضرب المثل بشركة "اليسير "التي اطلقت فكرة ابداعية لم تكن موجودة من قبل مؤسسة ناشئة في الجزائر،والتي أحدثت ثورة في عالم النقل .
بالإضافة إلى الإبتكار نجد سرعة النمو، واستعمال التكنولوجيا.
نعود للحديث عن حاضنة "مكتبي"، أول ما لفت انتباهنا شعار الحاضنة 1+1=11،حدثنا عن بداية التأسيس وعن شعاركم وأفكاركم؟
"مكتبي"حاضنة ومسرعة أعمال فالإحتضان يبدأ مع المشاريع التي تنطلق مع بداية إنشاء مؤسسة، في حين التسريع لمؤسسات تكون قد انطلقت في أعمالها.
هناك احصائيات تتحدث عن أن أكثر من 85 بالمئة من الشركات الناشئة قد تتعرض للفشل، فالمخاطر التي ترافقها كثيرة مقارنة مع الشركات العادية.
و في حين أن أكثر من النسبة المذكورة تستطيع النجاح إذا تمت مرافقتها من طرف حاضنات الأعمال.
في 2011 كانت الحاضنة كحلم مشترك مع أخي سعيد إلى غاية تجسيد المشروع عام 2018، لم يكن حينها قد وجدت الحاضنات الخاصة بشكلها القانوني، لكننا كنا نعمل على احتضان المشاريع تحت غطاء آخر.
رافقنا عدة مشاريع ولكن الإطار القانوني لن يتوفر إلا في سنة 2020 وتزامن ذلك مع انشار الجائحة فاقتصر عملنا في هذه الفترة على توسيع شبكة العلاقات ودراسة السوق.
تسمية" مكتبي" جاءت بشكل مدروس ولخلق علاقة وجدانية بين صاحب المؤسسة الناشئة وبين حاضنة الأعمال وتعزيز شعور الإنتماء.
الكتابة باللاتينية تحمل في ثناياها فكرة أخرى maktabee ،
وهي النحلة "بيي"بالإنجليزية.وهنا نفهم ارتباط الشكل السداسي بشعار الحاضنة واللون العسلي الذي ينتشر في مقرها.كجزء من بناء الهوية،النحل بالذات كرمزية للعمل المشترك كفريق.
أما عن الشعار اللافت للإنتباه ينطلق من مبدأ أن الخبرة ودخول الأسواق لا يقابلها صفر، ومن ثم البداية تكون من رقم 1، بالإضافة إلى أن البداية لن تكون بمفردك سواء كشريك أو موظف ممكن أن توكل له بعض المسؤوليات، لأن التغيير يكون عن طريق المجموعات وليس الافراد.
فضرورة وجود الفريق في بيئة الأعمال، كما أن ماهو متداول أن 1+1 = 2،هي نتيجة عادية،إلا أن في عالم البزنس تكون النتيجة غير متوقعة.
فرقم 11 يحمل دلالات كثيرة، كفريق كرة القدم ،11 محور في حاضنة مكتبي، فالبزنس رياضة جماعية.
مبادئ الحاضنة تتجسد فيها رؤيتنا وتحتوي 11 محور، فالمحور الأول هو الإنسان ، وهنا أعود لشركة "يسير" كنموذج ناجح في المجال، لم تبدأ برأسمال قوي وإنما بفكرة قوية و فريق قوي، فالإنسان أهم عنصر في معادلة النجاح،في حين يتمثل المحور الثاني في وعي بيئة الأعمال ، أما العنصر الثالث فهو تحويل المشكل إلى فرص وهذا ما تقوم عليه فلسفة المؤسسات الناشئة.
أما المحور الرابع تحويل هذه الافكار إلى منتج ، فمحاور عملنا نعتبرها حروف البزنس نقدمها للشباب أصحاب المشاريع ونختم محاورنا بالمرحلة الأخيرة ونسميها الحكاية" وهي تجسيد المشروع والقوة في تنفيذ الفكرة .
ماهي أهم برامجكم وماهي الخدمات التي تقدمها حاضنة "مكتبي"؟
يمكن اعتبار"بدايتك" أهم برامج مكتبي وهو يجمع أغلب خدماتنا من تدريب ومرافقة ويقدم عن بعد وبصورة حضورية.
فالمرحلة الآولى تعتمد على التدريب وهنا نركز على أن يتحصل الشاب على رخصة قيادة مؤسسة ناشئة، كما يتم تصنيف المشاريع واقتناء البعض منها والتي يتم احتضانها فمعايير القبول تتعلق بطبيعة المشروع وبالقائم بالمشروع كذلك.
ففي مرحلة الاحتضان لدينا برنامج مخصص حسب الإحتياج، وفيه نركز على الجانب العملي، أما بعد الإحتضان يكون برنامج أخر مثلا لقاءات و ندوات يؤطرها مستثمرون ورواد أعمال .
باللاتينيةbeedayatech كما نجد في كتابة الحروف الأولى ترمز للنحلة كذلك، وهنا تتجسد رؤية الحاضنة في تثمين العمل المشترك.
بدايتك في رمضان تجربة لعرض الافكار تم تسجيل 400 شاب ثم 2000، كان طلب على دورة مجانية من كل الولايات ومن خارج الوطن، وهنا اكتشفنا حاجة الشباب لقيمة مضافة تحدثنا حول أربعة محاور حول انشاء مشاريع.
كما تم استضافة عدة أساتذة ومختصين في ريادة الأعمال اتنشيط هذا البرنامج .
فخدمات "مكتبي" متنوعة بين استشارات وتدريب ومرافقة المشاريع المتعثرة.
ماهي طموحاتكم وأفكاركم التي تحاولون تبليغها للشباب خاصة أصحاب الأفكار الإبداعية؟
أود تصحيح فكرة أن الكثير يعتقد أن النجاح للمتفوقين فقط، فهذا خطأ شائع لان أصحاب المشاريع ممن كانوا لهم مستوى مقبول ولكن تتعدد مهاراتهم هم الأكثر نجاحا وتميزا.
فنجاح أي مشروع يعتمد على فكرة مبتكرة نابعة من إحتياج إجتماعي، ونضن أن أهم شروط التي أن يجب تتوفر في صاحب المشروع، الابداع.
وهنا أعود لشركة "يسير " كنموذج ناجح ومتميزلأن أصحابها أحدثوا تغيير ثقافي و اجتماعي.
أما عن طموحاتنا المستقبلية، نريد أن نكون في "مكتبي" فاعل رئيسي في بناء بيئة الأعمال في الجزائر ومنطقة شمال افريقيا والعالم العربي وإفريقيا.
فالتميز في مكتبي، أننا لا نعتمد على تقديم معلومات فقط بل عرض تجربة حية نركز فيها على الإنسان باعتبارة العامل رقم 1 في معادلة النجاح