765
0
ريشة تنطق بالقضايا العادلة.. منور مباركة وتجسيد الإنسانية عبر الفن

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ونزار عبد الكريم، بالتنسيق مع نادي الجوهرة الثقافي، جلسة فنية متميزة مع الفنانة التشكيلية منور مباركة، وذلك احتفاء باليوم العالمي للمرأة.
الحاج شريفي
كانت الجلسة فرصة للإبحار في عالم الفن التشكيلي كأداة تعبيرية ورسالة إنسانية، حيث سلطت الضوء على مسيرة فنانة أبدعت في جعل ريشتها صرخة بصرية للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
أدارت الجلسة الأستاذة قادري خديجة بأسلوب راقي ومتقن، حيث قدمت حوارا عميقا مع الفنانة منور مباركة حول بداياتها الفنية، التحديات التي واجهتها، وأهم المواضيع التي تستلهم منها أعمالها.
وأكدت الأستاذة قادري في حديثها أن الفن التشكيلي ليس مجرد مزيج من الألوان، بل هو لغة تعبير تحمل في طياتها قضايا مجتمعية ورسائل إنسانية، تعبر عن هموم وآمال الشعوب.
كما أشادت بدور المرأة الجزائرية في الساحة التشكيلية، مبرزة كيف استطاعت فنانات مثل منور مباركة فرض بصمتهن في المشهد الفني، وإيصال صوتهن من خلال لوحات تجسد معاناة الإنسان، وتحكي قصصا لا تحتاج إلى كلمات.
منور مباركة: الريشة التي تنطق بالوجدان
تحدثت الفنانة منور مباركة عن مسيرتها الفنية الغنية، كاشفة عن أسرار رحلتها مع الألوان والفرشاة، وكيف تحولت ريشتها إلى وسيلة لنقل المشاعر، ورسم القضايا التي تمس الإنسانية. وأكدت أن الفن كان ولا يزال بالنسبة لها وسيلة لإيصال صوتها وتجسيد صراعات الهوية والانتماء، حيث وجدت في القضية الفلسطينية منبع إلهام قوي، باعتبارها رمزا للكرامة والصمود في وجه الظلم.
كما أكدت أن لوحاتها لم تكن مجرد أعمال فنية للعرض، بل كانت رسائل قوية تحمل أبعادا إنسانية وتاريخية.
من بين الأعمال التي عرضتها الفنانة خلال الجلسة، لوحة مؤثرة جسدت مأساة فلسطين، حملت في طياتها مشاهد بصرية قوية تفيض بالألم والصمود.
تظهر في اللوحة خريطة فلسطين و الكوفية تتناثر حولها جثث هامدة، كأنها رماد شهداء سقطوا في سبيل الحرية، كل تفصيل في اللوحة يحكي قصة معاناة لا تنتهي، حيث يسيل الدم بلون قانٍ، وكأنه جرح مفتوح في قلب الإنسانية.
الأكثر تأثيرا في هذه اللوحة تلك العيون التي التي تراقب، عيون تحمل نظرات وكأنها شاهدة على المجازر التي لم تتوقف. استطاعت الفنانة من خلال هذه اللوحة أن تنقل الإحساس العميق بالمأساة، لتكون بمثابة صرخة مدوية تروي قصة نضال شعب بأكمله.
وفي لفتة تقديرية لعطاء الفنانة، ألقى الأخضر بختي كلمة مميزة ومؤثرة، أشاد فيها بمسيرتها الفنية وإبداعاتها التي تجاوزت حدود الألوان، لتكون وسيلة للتعبير عن الإنسانية. كما أكد أن الفن الحقيقي هو ذاك الذي يخلد القضايا العادلة، وينقل معاناة الإنسان بلغة بصرية تصل إلى القلوب قبل العقول.
اختتمت الجلسة وسط إعجاب كبير من الحاضرين، الذين عبروا عن تأثرهم العميق بالحديث الذي جمع الفن بالقضايا الإنسانية. كان اللقاء بمثابة احتفال بالفن كرسالة إنسانية، وتقدير لدور المرأة الجزائرية في الساحة الإبداعية، حيث أثبتت الفنانة منور مباركة أن الريشة يمكن أن تكون أقوى من الكلمات، حين تصبح أداة لإحياء الذاكرة، ووسيلة لنقل الحقيقة عبر الأجيال.