169
0
ريم الوافي: حرفية صانعة الإكسسوارات التي تجمع بين حبها للجزائر وهويتها الفلسطينية... جزائرية المولد وفلسطينية الهوية
بين غربة الوطن وحنين العودة، وجدت ريم الوافي وسيلة للتعبير عن حبها لأرضها المحتلة من خلال إبداعها في صناعة الاكسسوارات فقد شغلت قلبها وأيديها بحرفة تعكس عشقها العميق لفلسطين، حيث اختارت ألوان العلم الفلسطيني الأربعة كرموز دائمة على إبداعاتها وأضافت إلى هذه الألوان خريطة فلسطين كرمز لا ينفصل عن هوية الأمة.
مريم بوطرة
عندما تحدثت ريم عن هوايتها، عبرت عن شغفها بالوطن وحرصها على استخدام مواد بسيطة لصنع قطع إكسسوارات تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني وتبعث برسائل تضامنية يومية، فقد بدأت هذه الهواية قبل خمس سنوات، ولا تزال تواصلها بشغف مبرزة ارتباطها العميق بتراثها وبتاريخ بلدها.
قبل خمس سنوات، بدأت ريم في تحويل هذه الألوان إلى قطع اكسسوارات تحمل معها رسالة تضامن وذاكرة الشعب الفلسطيني تتحدث بحماسة وأسى وصمود عن كيفية استخدام المواد البسيطة لتحويلها إلى قطع تروي قصص الأمل والصمود، وتدعو من يرتديها لتذكر معاناة الفلسطينيين وتقدير نضالهم.
نشأت الوافي في الجزائر، ثم انتقلت إلى غزة بعد اتفاقية أوسلو لتعيش هناك تعيش حالياً بين الجزائر وفلسطين، وتعتبر نفسها جزائرية المولد وفلسطينية الهوية، حيث تجمع بين الثقافتين يظهر جليا في إبداعاتها.
تحدثت عن الروابط القوية بين الشعبين، مشيرة إلى أن الجزائر، بفضل موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، كانت دائماً خير مثال على التضامن.
أكدت الوافي أن الجزائر وفلسطين مرتبطتان بروابط تاريخية وإنسانية قوية، مضيفة أن العلاقة بين الجزائر وفلسطين تتجاوز مجرد التوأمة الثقافية، فهي نابعة من تاريخ طويل من التبادل الثقافي والدعم المتبادل.
وأضافت أن العلاقة بين البلدين تشبه رابطة عائلتين وثقافتين نابعتيْن من الصمود، حيث يشعر الشعب الجزائري بتعاطف عميق مع الفلسطينيين بسبب التاريخ المشترك من نضال في سبيل تحقيق النصر.
في هذا الصدد أشارت إلى مثال لمصممة جزائرية شاركت في خياطة ملحفة تجمع بين الطرز التقليدي الجزائري والتطريز الفلسطيني، دمجت بين ثقافتين بأسلوب فني متميز، وفي رأي ريم، هذه العلاقة ليست بحاجة إلى تصنيفات رسمية لتأكيدها، بل هي نابعة من تاريخ طويل من التبادل الثقافي والدعم المتبادل.
فيما يتعلق بهوايتها في تصميم الإكسسوارات، قالت الوافي إن استخدام ألوان العلم الفلسطيني يمثل أكثر من مجرد تصميم؛ إنه تعبير عن التضامن ومعرفة واسعة بالقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الجزائريين بطبيعتهم يولدون مع حب عميق لفلسطين، وتسعى عبر هذه الإكسسوارات إلى نشر هذا الشعور وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.
وعند تأملنا في إبداعات الوافي، لفت انتباهنا تنوع استخدام ألوان العلم الفلسطيني في تصاميمها، قالت الوافي إنها سعت لدمج ألوان علم فلسطين والجزائر في تصاميمها، بما في ذلك دمج الخريطة الفلسطينية في أعمالها.
وأضافت أنها تسعى لتلبية رغبات الناس من خلال تقديم ملابس وإكسسوارات تشعرهم بروح التضامن مع القضية الفلسطينية، فبمجرد ارتداء هذه القطع، لا يتذكر الإنسان القضية، بل يختبر أيضاً إحساساً عميقاً بالتضامن في كل مكان وزمان.
وقالت ريم إن حمل هذا الرمز يشعر الأفراد بالاعتزاز، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية أظهرت قوتها وصبرها بوضوح منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وأثبتت أن الشعب الفلسطيني يتحمل ما لا يتحمله الجبال.
وبالمناسبة، وبالمناسبة، ولأن الحديث عن فلسطين يعني الحديث عن الوطن العزيز وعن الاهل والأولاد لفتت الوافي إلى الوضع الصعب الذي تعيشه غزة، مشيرة إلى استشهاد عائلات كاملة والقصف الذي دمر المباني وجعل المناطق شاحبة خالية من ملامح الحياة.
في ظل هذا الوضع الراهن، شددت ريم على أهمية الحفاظ على الثقافة الفلسطينية في كل مكان كنوع من الصمود، سواء من خلال الثوب الفلسطيني والتطريز الفلسطيني أو بعض الأكلات التقليدية.