401
1
رمضان والناس، بين غربة الديار ونجدة أهل غزة الأبرار..
الحساب الفلكي قال كلمته وحسم الأمر، في أوروبا!!

و عيد الفطر المبارك يكون يوم الأحد 30 مارس .
مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا
الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الجمعة 28 فيفري 2025 الموافق للتاسع والعشرين من شهر شعبان 1466هـ، وفي الوقت الذي كان العالم الإسلامي يترقب بداية شهر رمضان، حيث بدأ تحري هلاله من ساعة لأخرى. حيث يشير الحساب الفلكي خصوصا إلى اليوم المتوقع أن يبدأ به شهر الصيام، كما تلجأ غالبية الدول الإسلامية وعلى رأسها العربية منها خاصة، إلى تحري هلال رمضان بالعين المجردة في آخر شهر شعبان لإعلان بداية شهر الصيام. فيما تعتمد دول أخرى، مثل تركيا و دول غربية على الحسابات الفلكية!!
ويتم عموما إعلان بداية شهر رمضان بمجرد رصد الهلال، حيث يختفي القمر في نهاية الشهر القمري، قبل أن يولد من جديد معلنا بداية شهر قمري جديد.وقالت مراكز فلكية دولية، إن دول العالم الإسلامي ستتحرى هلال شهر رمضان للعام 1446 الهجري في يوم الجمعة 28 فبراير 2025م.
ويتم عموما إعلان بداية شهر رمضان بمجرد رصد الهلال، حيث يختفي القمر في نهاية الشهر القمري، قبل أن يولد من جديد معلنا بداية شهر قمري جديد.وقالت مراكز فلكية دولية، إن دول العالم الإسلامي ستتحرى هلال شهر رمضان للعام 1446 الهجري في يوم الجمعة 28 فبراير 2025م.
وكشفت ذات المراكز أن رؤية الهلال في ذلك اليوم ممكنة باستخدام التلسكوب من غرب آسيا ومعظم أفريقيا وجنوب أوروبا، وهي ممكنة بالعين المجردة من أجزاء واسعة من القارتين الأميركيتين، وأضافت أنه بما أن هناك إمكانية لرؤية الهلال من العالم الإسلامي يوم الجمعة، ونظرا لحدوث الاقتران قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروب الشمس في جميع مناطق العالم الإسلامي، فمن المتوقع إعلان معظم دول العالم الإسلامي غرة شهر رمضان المبارك يوم السبت 1 مارس 2025م.
وفي حال بدأ شهر رمضان في هذا اليوم، فستكون هناك مفارقة غير عادية بأن يبدأ الشهران القمري والميلادي في نفس اليوم، و ذلك ما وقع، كما هو معلوم!
جاليتنا المسلمة في دول الغرب، حسمت امرها، حسابيا
أما بالنسبة لجاليتنا المسلمة في دول الغرب عموما، فقد حسمت أمرها، منذ السنوات القليلة الأخيرة قبيل جائحة كورونا، معتمدة على الحساب والحساب لا غير، كما تبينه كل عام هيئات الفتوى في كل بلد أوروبي أو غربي، وهذا لعدة اعتبارات قانونية وشرعية تخص جاليتنا في الغرب عموما وتشترك في أهمها، منها ضرورة الضبط حسابيا لكل التواريخ مسبقا، منها بداية رمضان ونهايته بأشهر، قصد ترتيب أمورهم، في كراء قاعات التراويح و حفلات الأعياد مسبقا، وتحضير ما يلزم من ترتيبات إحضار الائمة من الخارج، الخ ..
ذلك ما ذهب إليه المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، كعادته، كل سنة، "حول تحديد بداية شهري رمضان وشوال لعام 1446هـ/ 2025م، في بيانه الأخير، مناشدا كعادته جاليتنا المسلمة، بقوله:
" (..) إن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تنتهز هذه الأيام المباركة لتدعو المسلمين قاطبة إلى الاعتصام بحبل الله تعالى ووحدة الصف ولمِّ الشمل متذكرين قول الله تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا....... الأية" 103 آل عمران. مبينا، بقوله : " أن الأصل في دخول الشهر إثبات ذلك بوسيلة قطعية، وأن الحساب الفلكي العلمي يخبرنا مسبقا وبشكل قطعي عن إمكانية توقيت الرؤية الصحيحة، ولا يمكن أن يعارض تحققها، وأنه لا عبرة باختلاف المطالع؛ لعموم الخطاب:
" صُومُوا لرُؤيَتِه وأفْطِرُوا لِرُؤيَته"(متفق عليه)، وقوله صلى الله عليه وسلم:
«صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون» (أخرجه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي وصححه)."
بالنسبة لهلال شهر رمضان لعام 1446هـ، تؤكد:أن بداية رمضان، تكون رسميا، يوم السبت أول مارس 2025م.
وعليه يمكن رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم 29 شعبان 1446هـ في أي بقعة من بقاع الأرض بالعين المجردة أو باستخدام التليسكوب وأجهزة الرصد، معلنا أن " أول شهر شوال (عيد الفطر المبارك) لعام 1446هـ، بإذن الله تعالى يكون يوم الأحد الموافق 30 مارس/ آذار 2025 م.
مبتهلا - في الختام - لله تعالى:" أن يتقبَّل من الجميع صيامهم وصلاتهم وصالح أعمالهم، وأن يجعل هذه الأيام المباركات خيراً، وبركة لعباده في الأرض إنه ولىّ ذلك والقادر عليه" !
رمضان و التوقيت الشتوي في أوروبا:
و لان كان صيامنا هذه السنة في بداية شهر مارس، فإن الأيام و السنوات المقبلة سيكون سهلا جدا مقارنة بصيام السنوات الماضية، بحيث سيتم بكامله و لله الحمد و فضله في فترة التوقيت الشتوي، أين تكون عدد الساعات فيه قليلة ومقبولة في عمومها، بل حتى مواقيت الإفطار تبدأ الساعة السادسة مساء والإنسان لا يزال في الشغل وأيضا مكاتب الإدارة في جل الدول الأوروبية تغلق الساعة السابعة مساء، أي بساعة كاملة تقريبا بعد موعد الإفطار!
وهذا التوقيت لأن يسر الصيام علينا من جانب، فإنه من جانب آخر، يكون قد عسر على مساجدنا ومراكزنا الإسلامية وجمعياتنا الخيرية، التي اعتادت على إعداد موائد الإفطار في متسع من الوقت، لعدم توفر اليد العاملة والمتطوعين الذين لم يخرجوا بعد من أماكن أشغالهم ، فنراهم اليوم قد اكتفوا في إعداد موائد الإفطار أيام نهاية الأسبوع لا غير، أي يومين او ثلاثة أيام من كل أسبوع، الجمعة و السبت و الأحد.
لفتة كريمة هذه السنة من مساجد مسلمي أوروبا نحو أهلنا في غزة:
و تعويضا لباقي إفطارات أيام رمضان في هذا الشهر الفضيل، يبرز دور المسجد ورسالته على امتداد دول أوروبا، رغم اختلاف المذاهب والثقافات، بوصفه مدرسة متعددة الفصول وركنا أساسيا في حياة المسلمين، وتزداد مركزيته الروحانية والتربوية في شهر رمضان الكريم، وخلافا للمساجد في الدول العربية والإسلامية، لا تُدار المساجد عبر جهة مركزية كوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ولا تُتخذ فيها القرارات بصيغة هرمية من الدولة لعموم الناس، وقد حرصت الجالية المسلمة هذه السنة بتوجيه بوصلة صيامها وقيامها وتبرعاتها نحو أهلنا في غزة العزة عموما وفلسطين الجريحة خصوصا، خلافا لما سبق من السنين، حيث جرت العادة أن الجالية في دول الغرب لإحياء بعض العادات الرمضانية وخاصة تلك التي تذكرهم بأجواء الشهر الفضيل في أوطانهم الأصلية أومنها موائد الإفطار الجماعية التي تنظمها المساجد والمراكز الإسلامية، إذ اقتصرت هذه السنة بعض مساجدنا على إعداد الإفطار فقط أيام نهاية الأسبوع، والحرص على التبرع بمال باقي الأيام نقدا لإطعام أهل غزة ونجدتهم في محنتهم. كل مسجد أو عائلة أو مجموعة وفق طريقتها الخاصة و توصيلها عاجلا للمحتاجين هناك عبر قنوات ومعارف ميدانية.
جمعيات خيرية في الميدان لإطعام أهل غزة :
ومن المجموعات التي شدت انتباهنا هذه السنة، ما تقوم به مشكورة جاليتنا المسلمة في سويسرا عبر جمعية فراسة السويسرية و جمعيات أخرى في فرنسا و في الدانمارك، عبر مجموعة " المتسابقون إلى الخيرات"، الذين ينظمون يوميا، بل ليل نهار، حملات تبرع ومساهمات، وفق مشاريع عديدة، تلبية لنداءات المجاعة المميتة التي ضربت أهلنا في غزة، على مختلف الأصعدة، من نقص فادح في كل المواد الغذائية وندرة شرائها بأسعار جنونية أحيانا، من انعدام حليب الأطفال الرضع، إلى قلة المواد الغذائية الرئيسية من زيت وطحين و رز الخ.. كما سارعت جمعيات ومؤسسات أوروبية أخرى لتحريض المسلمين للمساهمة بالمال لإنقاذ حياة شعب بكامله مهدد بالموت البطيء، مناشدين الخيرين أصحاب القلوب الرحيمة، للنفرة قبل فوات الأوان لإنقاذ ما تبقى من أحياء ناهيك عن المرضى والمصابين، مع لفتة نموذجية كريمة، وهي شفافية العملية بتصوير لقطات فيديو ميدانيا من غزة، عن كيفية صرف التبرعات مع ذكر إسم أو بلد المتبرع أو المحسن، إن أراد ذلك...
وهذه نماذج حية ننقلها كما هي من نداءاتهم الميدانية :
يقول الحق جل في علاه: " لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ "،
مستمرين بكم ومعكم وفيكم يا من تنفقون أموالكم في سبيل في توزيع أكياس الطحين، على النازحين والمتضررين في مدينة خان يونس المنكوبة، تكلفة كيس الطحين الدقيق 25 كيلو، التكلفة.. لا تدري مقدار وحجم السعادة التي ستدخلها على كل عائلة تأخذ كيس طحين، سينالكم الأجر العظيم إلى يوم القيامة بإذن الله ستنالون الدعوات من الصغار والكبار والنساء والشيوخ من أرض الجهاد والرباط، شاركوا معنا كي نخفف عن إخوتنا النازحين والمتضررين معاناتهم في هذه الظروف الصعبة، فيا باغي الخير أقبل !!
2- مشروع سقيا الماء :
قال صلى الله عليه وسلم :
«من سقى ظمآن سقاه الله من الرحيق المختوم، من سقى مؤمناً قربة من ماء أعتقه الله من النار، ومن سقى ظمأن في فلاة ورد حياض القدس مع النبيين »،
بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن تم بعون الله سقيا الماء للصائمين في غزة بتبرع من مجموعة (...)، تقبل الله منكم أيها الخيرون، سقاكم الله من ماء مختوم..اللهم احفظهم من كل سوء، واصرف اللهم عنهم كل مكروه، وعافهم اللهم من كل هم وغم.
مشروع إطعام الصائمين :
بسم الله، ما شاء الله تبارك الرحمن، اللهم زد وبارك، تم بعون الله توزيع طعام الصائمين اليوم (..) رمضان بأشراف الأستاذ (..) جزاه الله خير الجزاء عن طريق هيئة (..) جزاهم الله خير الجزاء بتبرع كريم من الأخ فلان و.. في غزة الجريحة، هنيئا لكم يامن تطعمون الصائمين جعلكم الله من عتقاء شهر رمضان، جعلكم الله من أهل الريان، اللهمَّ اشفِ مريضهم، ورُدّ غائبهم، وارحم ميتهم، واغنِ فقيرهم، وفرِّج عن مكروبهم، اللهمَّ قدِّرهم على عون أهل غزة ".
"الإفطار الرابع لحم الخروف مع الأرز، تكلفته 7000 أورو، وأملنا إفطار عدد كبير من العائلات كل ليلة، يمكن تحقيق هذا بمساهمة متبرعين".
4- مشروع توزيع الخبز وحليب الأطفال:
بتبرع كريم من فاعلين خير من مجموعة نور الإيمان، وتوزيع الخبز على الأسر النازحة في مراكز الإيواء على نفقة (..) ، وتم توزيع الخبز بالشمال بتبرع كريم من أهل الخير من مسجد (...)، بتبرع كريم من أخوات من لندن تم توزيع الخبز بشمال غزة، كما تم توزيع الماء بتبر من مجموعة المتسابقون للخيرات بدير البلح على النازحين
5- مشروع توزيع المال:
توزيع مبالغ نقدية ( زكاة مال ) على الأسر النازحة في مراكز الإيواء، وعلى أهلنا في قطاع غزة بتبرع كريم من السيدة وفاء وابتسام..، كما تم تنفيذ مشروع توزيع الحليب في شمال غزة بتبرع كريم من مجموعة (...) ، الخ ...
اللهم بردا وسلاما على أهلنا في غزة و فلسطين ..
"غاية من غايات الفريضة على المسلمين، أن يشعر الذين آمنوا بقيمة الهدى الذي يسره الله لهم. وهم يجدون هذا في أنفسهم في فترة الصيام أكثر من كل فترة. وهم مكفوفو القلوب عن التفكير في المعصية، ومكفوفو الجوارح عن إتيانها. وهم شاعرون بالهدى ملموسًا محسوسًا. ليكبروا الله على هذه الهداية وليشكروه على هذه النعمة. ولتفيء قلوبهم إليه بهذه الطاعة"، كما ورد عن صاحب تفسير الظلال رحمه الله.
وهذا حال أهلنا في غزة في هذا الشهر الفضيل، فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا و قلوبهم على دينك، اللهم بردا وسلاما على أهلنا في غزة وفلسطين، اللهم بصر شعوب المسلمين بتقصيرهم في حق بيت المقدس وأهل بيت المقدس، اللهم شتت شمل أعداء دينك، من الصهاينة المعتدين ومن شايعهم من عرب وعجم، وفرّق اللهم جمعهم وأجعل تدبيرهم في تدميرهم وخرّب بنيانهم وبدّل أحوالهم وقرّب آجالهم وأقطع أعمارهم وأشغلهم بأبدانهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر.