1411

0

رغم جبروت العدو وعنجهيته ..

انتصار للإيمان والصبر  وإهانة للردة والخذلان !؟  ...

 

بقلم مسعود قادري 

هنيئا لشعب غزة وابطالها الصامدين في وجه اعتى قوة عالمية في الوقت الحديث، قوت العدو المدعم بالحلف الأطلسي وقوات الغرب المتحالفة مع بعض العرب، المستغلة لسكوت الجيران والإخوان من  المسلمين والعرب ..
 التهنئة لاتكفي أمام الهجمة البشعة والحقد الدفين من قوات الاحتلال  ومن يواليهم  من الغرب، على شعب اعزل صمم أن لا يسمح بتكرار نكبة الاحتلال الأولى عندما هجر الآباء والأجداد من ارضهم وديارهم  بالقوة وبالتواطؤ الغربي التي أعطي للمحتلين الحرية  في التصرف بالعباد والبلاد التي لاحق له فيها ...
 التهنئة إذن لاتكفي منا كمسلمين،  بل يجب ان نقف وقفة إعزاز وإكبار امام  الصبر المثالي وهذا الصمود المعجز لقوة البشر، بل الوقوف الآن مع شعب سيبقى قدوة ومثلا للمسلمين في الدفاع عن قيمنا وديننا وأوطاننا وأن نتشبث بوحدة صفوفنا والتراص صفا واحدا وراء كل مسلم مظلوم مهما كانت قوة ظالميه، فقوة الله أكبر وأعظم من أي قوى أخرى مهما كانت تعنتها وجبروتها ..

انتصارغزة، هو أعظم إهانة لخونة الداخل الذين وجهوا أسلحتهم دون حياء وحشمة وخوف من الله لصدور وظهور المقاومين في الضفة متهمين المجاهدين المدافعين عن شرفهم وشرف الأمة  بالمنحرفين الخارجين عن القانون، ( أي نفس الاتهام الذي كان عملاء فرنسا يوجهونه للمجاهدين والمناضلين خلال الثورة الجزائرية المباركة) ..

الانتصار إهانة لكل العرب الذين وقفوا إما مع العدو صراحة مدعمين بالسلاح والمؤونة والسند المعنوي أومتفرجين متنازلين عن حدودهم واوطانهم يتصرف فيها العدو ويحرم من خلالها إخوانهم من تلقي المساعدات الإنسانية، التي فقدت صلاحيتها  في حدود دولة عربية تفتخر بقوتها العسرية وتعدادها البشري، لكنها فقدت نخوتها وعروبتها وقيم دينها التي لاتسمح لها بالتفرج على أبناء قومها وهم يبادون .

انتصارغزة، هو انتصار للحق وقهر للظلم والظلمة مهما كانت قوتهم وفخر لكل أحرار العالم الذين وقفوا مع الحق ولم يتراجعوا عن إدانة الإبادة والتقتيل الممنهج لشعب يتفاني في الثبات والإيمان والصبر.. ومازال النصر الكبير قادم بإذن الله .

انتصارغزة ، إهانة للدول التي تدعي الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لأنها تواطأت مع المحتلين الغزاة  في فلسطين ولم يروعها ما أحدثتة آلتهم الحربية من دمار وتقليل وإبادة دون تمييز للعنصر البشري الذي هو من بني الانسان وله الحق في ثلاثية الكذب التي يحملها الغرب " الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان" .. ثلاثية تخص أجناسا دون أجناس وبشر دون آخرين ..

انتصارغزة ، إهانة كبرى لمنظمات حقوق الانسان الحكومية وغير الحكومية التي التزمت الصمت ودخلت في سبات عميق ولم تكن لها الجرأة على رفع صوتها ضد الكيان الصهيوني ومن يواليه من دول العنجهية الغربية، رغم بشاعة الصور الرهيبة المنقولة آنيا من موقع حرب الإبادة الممنهجة والمخططة لأغراض غربية دنيئة ..

انتصارغزة، إهانة أيضا للإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي المتشدق بحرية التعبير، المحرف للحقائق، المزيف للصور والقالب للأوضاع ..إعلام يدعي أصحابه المصداقية في التغطية والتعليق والتحليل، لكنه فقد كل هذه الخرافات مع انطلاق طوفان الأقصى الذي وجد في القنوات الحرة الحقيقية وفي الوسائط الاجتماعية خير ناقل ومعبر عما يجري فوق أرض المعركة بصدق  .. فالحقيقة التي حاول الإعلام الغربي الكبير طمسها وتحريفها بعرض صور كاذبة للعالم عن أصل من يسميهم ظلما وعدوانا الإرهابيين .. اكتشفت الشعوب تضليلهم مع مرور الأيام حيث اتضح للعالم من هو الإرهابي الحقيقي .. فلذين يسمونهم إرهابيين هم مجاهدون دعاة حق يدافعون عن وطنهم وعرضهم  يقاتلون بشرف وأخلاق ولم يتعرضوا لأي طفل أو مدني من أهالي أعدائهم ، عكس ما خلفته قوات الاحتلال من ضحايا بين الأطفال والنساء والعجزة وحتى الحيوانات ..

انتصارغزة، إهانة صريحة لمنظمات الطفولة العالمية التي وقفت هي الأخرى متفرجة على أطفال غزة وهم يدفنون بالعشرات يوميا في الأكياس وتلتقط أشلاهم  وأعضاؤهم  كقطع الحصى المفتتة .. الطفل الفلسطيني لم ينل من منظمات الطفولة العالمية  غيرالحصرة والتأوه، وربما دموع بعض المغلوبات على أمرهن في منظمات  عاجزة عن تحمل مسؤولياتها الأنسانية أمام غطرسة كيان ظالم خرق كل القوانين وداس كل القيم وضرب عرض الحائط بكل القرارات الأممية  مهما كان مصدرها ، لأن الجهات التي تحميه ضمنت له حق الفساد في العالم دون خوف أو  أو حياء من قادة دول ـ تجاهلوا قوة الخالق ـ واعتبروا أنفسهم فوق الجميع ...

انتصارغزة، هوأيضا صفعة قوية للمنظمات النسوية العالمية التي يستهويها التدخل في شؤون الدول  تحت ستار تحرير المرأة لتشتت المجتمعات وتحل الأسر بنشر قيم  فاسدة  قضت على المرأة ودورها في الغرب  وهي تسعى لتعميم الفساد ، إذ لاترى في المرأة غير جسد صالح للكشف والإشهار والعرض  لبيع السلع والمنتجات .. هذه المنظمات  ومنها منظمة " الوومن رايت " التي تعطي لنفسها أحقية الدفاع عن نساء العالم ، لم تظهر وجهها ونداءاتها لإنقاذ المرأة الفلسطينية وهي تردم بأسرتها تحت الإنقاذ ، تقتل جريحة في المستشفات و تحرم من حقها في الحياة ولقمة العيش ..  هذه المنظمات التي تحمل أسماء ومهمات أكبر من حجمها أصبحت عاجزة  وغير قادرة عن القيام بدورها في الدفاع عن الجنس البشري الذي تمثله بعدالة ووعي  دون اعتبار لدينه أو جنسه أو انتمائه السياسي ... لأنها  بكل بساطة م منظمات مصلحية موجهة تقتصرمهمتها  على تحقيق أهداف لامؤسسيها ومموليها  ..

انتصارغزة، هو انتصارلكل الشعوب الحرة التي وعت الدرس وفهمت اللعبة الغربية جيدا ووقفت مع أهل الحق مدافعة وصارخة ضد العدوان ومن يسانده من الحكومات التي حرمت أحرارها حتى من التعبير عن مساندة المظلومين في غزة خاصة من دول تحمل راية "الثلاثية الكاذبة..  وتدعم قتل الأبرياء في أوطانهم وفوق أرضهم ..
انتصارغزة، هو تخطيط رباني لرد مكرالماكرين وكيدهم  وتدبيرهم الخبيث  للمنطقة عمواما وفلسطين خصوصا، وهذا الانتصار الذي كان ثمنه باهضا وتضحياته جسيمة، لن يمر مرور الكرام، بل سيعيد ترتيب الأولويات السياسية في المنطقة  ويرد الاعتبار للأمة الإسلامية ودينها الحنيف، ويلغي الكثير من المخططات الاقتصادية المبنية على جعل المحيط الجغرافي للناحية في خدمة الاقتصاد الغربي بالخصوص، دون اقتصاديات الدول المنافسة عالميا .

وانتصارغزة كانت ملامحة بادية منذ بداية طوفان الأقصى في العاشر من أكتوبر 2023، وقد تكهن الكثير من المحللين الاستراتيجيين بأن الطوفان هو البداية الحقيقية للنصر والتحرير الشامل لفلسطين ، مهما كانت قوة المساندين والمدعمين  للعدو والسائرين في الفلك من دول الجوار ومن بعض القوى الداخلية التي استهوت الكراسي والراحة وتنازلت عن تاريخ طويل من الكفاح والنضال والتضحية بآلاف الشهداء وقوافل الأسرى والمحتجزين عند الكيان ظلما، لتختار صف العدو في مواجهة المقاومة..

انتصارغزة . يمكن أن يعيد ترتيب  وتوجيه المساعدات التي تقدمها الدول لفلسطين  بتوجيهها للجهات التي تخدم القضية وليس لمن يستغلها لتحسين معيشته ومحيطه وتدعيم قوات الاحتلال بعناصر مسلحة لاتطرد الذباب عن نفسها أمام التوغل الصهيوني للضفة وقراها ومدنها ولكنه لايتواني في توقيف المقاومين  وتسليمهم للعدو..

انتصارغزة، انتصار الطوفان هو بداية النهاية، بشارة خير للمستقبل القريب والبعيد وفتح مبين للأمة الإسلامية قاطبة، وهو كذلك أكبر إهانة لمن خانوا الأمة وغشيتهم الغمة  واتبعوا نزواتهم وأهوائهم ونسوا مكانتهم ومسؤولياتهم أمام الله وشعوبهم وارتموا في أحضان الغرب ليكشفهم الله في وضح النهار ويحبط مساعيهم  ومكائدهم  العزيز الجبار ..   
أخيرا وليس آخرا، انتصار الطوفان هو لكمة قوية لكل المنظمات العربية التي وقفت متفرجة على مايتعرض له شعب غزة خوفا من الأنظمة ومن القوى الخارجية التي تصنف كل مساند كإرهابي .. أكبر صفعة على الخدين وجهها الطوفان كانت للجنة القدس ورئيسها الأبدي المتحالف مع الصهاينة  رغم أنف شعبه المسكين الذي لم يتوقف عن معارضة التطبيع وإدانة المعتدي وجرائمه .. 
للحديث بقية  .. والله أكبر 


                       

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services