1163

0

ربيقة: الذاكرة الوطنية ليست أرشيفا بل ركيزة لهوية الأمة

أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم أن الذاكرة الوطنية ليست مجرد مادة أرشيفية، بل تمثل ركيزة أساسية في بناء هوية الأمة، التي تتجلى في شواهدها ويؤيدها الشعب الجزائري.

نسرين بوزيان 

       

 

جاء ذلك خلال إشرافه على إحياء الذكرى الثلاثين لتأسيس المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، وذلك بقاعة المحاضرات التابعة للمركز، وبمشاركة الجمعية الوطنية لمشعل الشهيد.

وأوضح الوزير أن هذا الصرح العلمي يعد من أبرز المؤسسات والهيئات التي تعمل على حفظ الذاكرة الوطنية وتثمين الرصيد التاريخي لنضال وكفاح الشعب الجزائري، من خلال مأسسة البحث التاريخي وتثبيت دعائمه المنهجية وتطوير أدواته، بما يخدم الحقيقة التاريخية ويدعم الهوية الوطنية، لدحض أطروحات المدرسة الكولونيالية.

وفي هذا السياق، شدد الوزير على ضرورة تحمّل المسؤولية في حفظ التاريخ وصونه من النسيان والتشويه والتزييف والتحريف، مؤكدا أن الذاكرة الوطنية ليست أرشيفا فحسب، بل أساس متين لبناء الأمة.
وأشار الوزير إلى الدعم الكبير والمرافقة التي توليها الوزارة للمركز، من خلال وضع آليات كفيلة بضمان استمرارية نشاطه البحثي وتعزيز حضوره في الفضاءات العلمية الوطنية والدولية. 
كما نوّه المسؤول الأول عن القطاع بالدور الفعال الذي تلعبه المؤسسة في تنفيذ سياسة الدولة الهادفة إلى حفظ التراث التاريخي الوطني وتقديمه للأجيال الصاعدة في إطار خطاب وطني جامع ومنسجم.
مثمنا العناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للتاريخ الوطني والذاكرة، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود المبذولة لتفعيل التعاون بين مختلف القطاعات والهيئات المعنية والمجتمع المدني وكل الفاعلين في مجال النشر والتوثيق التاريخي.
كما أكد الوزير على مواصلة التنسيق والتكامل بين مختلف الفاعلين لترقية البحث التاريخي وترسيخ ثقافة الاعتزاز بالانتماء للأمة.

             

من جانبه، أبرز الأمين العام لمنظمة المجاهدين، حمزة العوفي، التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الشعب الجزائري من أجل استقلال الوطن، مشيدا بشجاعتهم وروح المقاومة لديهم. 
واعتبر أن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر ستظل وصمة عار على جبينه، مؤكدا ضرورة حفظ وصون الذاكرة للأجيال الحالية من أبناء سليل جيش التحرير الوطني.
 كما أشاد العوفي بالازدهار الذي تعرفه الجزائر اليوم وبجهود أبنائها في سبيل ترقية الوطن.

                   

 

بدوره، أبرز المؤرخ والباحث سعدي بن زيان، الزخم التاريخي والمعرفي الذي يتمتع به المركز، نظير الكم الهائل من الدراسات والمؤلفات التي أنتجها منذ تأسيسه،  موضحا أنه كان من المتابعين الدائمين لنشاطات المركز منذ نشأته، حيث اعتاد زيارة مقره بانتظام والاطلاع على منشوراته وكتبه، التي وصفها بالمرجع الأساسي لكل باحث ومهتم بالتاريخ الوطني.
وفي هذا السياق، وجه بن زيان دعوة مفتوحة للباحثين والمؤرخين ، لزيارة المركز والاستفادة من محتوياته الغنية، بما في ذلك الأرشيف، والدراسات، والمجلات، والمؤلفات، التي توثق لمختلف مراحل النضال الوطني.

                   

في تصريح لـ" بركة نيوز" أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، خالفة مبارك، أن المركز يعد من بين أهم المؤسسات التابعة لوزارة المجاهدين المنتشرة عبر ولايات الوطن، مشيرا إلى أن الانطلاقة الحقيقية له كانت سنة 1995، خلال فترة الرئيس اليمين زروال، وبمساهمة من الأمين العام الأسبق لمنظمة المجاهدين، علي كافي، ووزير المجاهدين آنذاك السعيد عبادو. 
وأوضح أن هذه المرحلة جاءت بعد مبادرة الوفاق الوطني في جانفي 1994، حيث تم اعتماد منظمات الأسرة الثورية والمجتمع المدني، وانبثق منها المجلس الوطني الانتقالي.
وأشار مبارك  إلى أن تأسيس المركز كان بغرض جمع الوثائق التاريخية وتوثيق رموز الثورة والتحضير لكتابة الموروث التاريخي وتقديمه للأجيال المتعاقبة في إطار بناء جزائر مستقلة وموحدة.

                 

من جهته، قال الدكتور الجامعي ومدير المركز الوطني للدراسات والبحث سابقا، نور الدين السد، لـ" بركة نيوز" في الذكرى الثلاثين لتأسيس المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 " بأن المؤسسة تواصل عملها في تسجيل التاريخ الوطني وكتابة الشهادات الحية للمجاهدين، بهدف حفظ وصون الذاكرة الجماعية للأمة،.
وأضاف أن المركز أنجز عدة مؤلفات حول المقاومة الشعبية والحركة الوطنية والثورة التحريرية (1830 – 1962)، إلى جانب إنتاج أفلام وثائقية تاريخية وتنظيم العديد من الندوات العلمية، لتسليط الضوء على مراحل النضال الوطني من خلال مؤلفاته وأعماله.

         

 

وفي ختام الحفل، كرم الوزير كلا من عائلة وزير المجاهدين الأسبق، المجاهد السعيد عبادو، وعائلة أول مدير للمركز المرحوم محمد لخضر العلوي ، عرفانا بتضحياتهم وإسهاماتهم في صون الذاكرة الوطنية.
 كما تم تكريم الوزير من طرف المركز الوطني للدراسات والبحث، نظير جهوده المبذولة في دعم المركز و حفظ الذاكرة الوطنية.

         

 

 

 

 

                 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services