21
0
وزير التربية: برلمان الطفل فضاء ديمقراطي وتربوي لترسيخ المواطنة والحوار لدى التلاميذ

أشرف وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، رفقة رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، الإثنين 22 ديسمبر ، على تنصيب أول برلمان للطفل الجزائري للعهدة 2025–2027، في مراسم رسمية احتضنها مقر المجلس الشعبي الوطني، بحضور رئيس مجلس الأمة، رئيسة المحكمة الدستورية، وزيرة العلاقات مع البرلمان، المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، إلى جانب عدد من أعضاء غرفتي البرلمان وإطارات من وزارة التربية الوطنية.
ص دلومي
وحسب بيان وزارة التربية الوطنية، جرت مراسم التنصيب وفق برنامج رسمي مضبوط، استُهل بصعود أعضاء المكتب المؤقت لبرلمان الطفل الجزائري إلى المنصة، تلاه نداء الأطفال البرلمانيين والمصادقة على قائمة الأعضاء، ثم تلاوة النظام الداخلي والمصادقة عليه، قبل الاستماع إلى كلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني، في أجواء عكست الطابع المؤسساتي والتربوي لهذا الحدث الوطني.
وفي كلمته بالمناسبة، عبّر وزير التربية الوطنية عن فخره واعتزازه بتنصيب برلمان الطفل الجزائري، مؤكدًا أن هذه التجربة تُعد مكسبًا تربويًا ومواطنيًا يعكس اهتمام الدولة الجزائرية بالطفل وإشراكه في الحياة العامة، مبرزًا أن البرلمان يضم تلاميذ من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب تلميذين من المدرسة الجزائرية الدولية بفرنسا، في صورة تجسد شمولية المدرسة الجزائرية وامتدادها داخل الوطن وخارجه.
وأشار الوزير إلى أن الجزائر كانت سبّاقة في تكريس حق التمدرس لكل الأطفال دون تمييز، معتبرًا ذلك رسالة واضحة للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية، تؤكد التزام الدولة الجزائرية بمبادئ العدالة والمساواة في التعليم، بما في ذلك توفير ظروف التمدرس لأبناء الصحراء الغربية داخل المؤسسات التربوية الجزائرية، في تجسيد عملي لقيم التضامن والإنسانية.
كما ثمّن الوزير التشاركية القائمة بين وزارة التربية الوطنية والمجلس الشعبي الوطني، خاصة مع لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية، معتبرًا أن هذا التعاون أسهم في إنجاح مشروع برلمان الطفل، الذي يهدف إلى ترسيخ ثقافة المواطنة، وتعزيز قيم الديمقراطية التشاركية، وإعداد جيل واعٍ بحقوقه وواجباته.
وهنّأ وزير التربية الوطنية التلاميذ البرلمانيين على الثقة التي وضعها فيهم زملاؤهم، مؤكدًا أن انتخابهم جاء تتويجًا لمسار قائم على التفوق الدراسي والاستحقاق، حيث خضع الترشح لشروط دقيقة، من بينها تحقيق معدلات متميزة، قبل المرور إلى عملية انتخاب ديمقراطية داخل المؤسسات التربوية.
وقدّم الوزير معطيات مفصلة حول مسار انتخاب أعضاء برلمان الطفل الجزائري، الذي تم على مرحلتين، الأولى جرت يوم 10 مارس 2025 على مستوى المؤسسات التعليمية، بمشاركة أكثر من 1.9 مليون تلميذ في التصويت، فيما نُظّمت المرحلة الثانية يوم 9 أفريل 2025 عبر 208 مراكز انتخاب على المستوى الولائي، وأسفرت عن انتخاب 401 تلميذ، من بينهم تلميذان من ذوي الهمم، وممثلون عن الجالية الوطنية بالخارج، إضافة إلى ثلاثة تلاميذ من المؤسسات التابعة لوزارة التضامن الوطني، مع تسجيل نسبة تمثيل إناث بلغت 58.1 بالمائة.
وأكد الوزير أن برلمان الطفل الجزائري يشكل فضاءً ديمقراطيًا وتربويًا حقيقيًا، يتيح للتلاميذ التعبير عن انشغالاتهم، ومناقشة القضايا التي تهمهم، والتدرب على آليات الحوار والمساءلة، بما يجعل المدرسة الجزائرية فضاءً حيًا لممارسة المواطنة وتحمل المسؤولية.
وفي ختام كلمته، جدد وزير التربية الوطنية تهانيه لأعضاء برلمان الطفل الجزائري، متمنيًا لهم التوفيق في أداء مهامهم التمثيلية، وحاثًا إياهم على أن يكونوا صورة مشرفة للجزائر داخل الوطن وخارجه، معربًا عن شكره لرئيس المجلس الشعبي الوطني ولكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث التربوي الهام.

