تعود الطبعة السابعة لوسام الذاكرة تحت شرف الرئيس الراحل ياسر عرفات، من تنظيم المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة و تبليغ رسالة الشهداء، أمسية اليوم الأحد برياض الفتح لتكريم الشخصيات الوطنية و التاريخية ،وبرعاية سامية لوزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة و وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي.

 

شيماء منصور بوناب

 

في كلمة له بالمناسبة، قال فايز أبو عيطة سفير دولة فلسطين بالجزائر " نحن ندرك حق الإدراك علاقة الأخوة الداعمة بين الجزائر وفلسطين منذ تاريخ طويل جمع ظروفهما القاسية الاستعمارية في كنف واحد مع فارق توقيت فقط ".

وتابع موضحا ، أن رسالة المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة و تبليغ رسالة الشهداء في تكريمها للبطل الراحل ياسر عرفات، لها دلالات عظيمة في في هذا الوقت الذي يعيش فيه شعب غزة بالتحديد وضع استثنائي جراء العدوان الصهيوني الذي يستهدف أبناء الأرض المقدسة في حرب إبادة جماعية دون مراعاة للمواقيق الدولية و حقوق الأنسان .

وبخصوص مستجدات القضية المركزية، يوضح أبو عيطة أن شهداء فلسطين البالغ عددهم 21الف شهيد في غضون 87يوما للعدوان، ليسوا مجرد أرقام بل أمانة شرفاء قدموا على مذبح الحرية لتنعم فلسطين الأبية بالاستقلال و النصر القريب.

وخلال استحضاره  للمواقف التاريخية للراحل ياسر عرفات، ذكّر السفير الفلسطيني بمقولته الشهيرة "الشعب الفلسطيني لن يركع الا  لله تعالى "، لان القضية الفلسطينية قضية وجدان  وضمير ومقدسات لا تعرف التراجع أو التنازل ،فإما النصر أو الاستشهاد. 

من جهته، أكد عطايت الله العربي الامين الوطني للمنظمة المكلف بالتنظيم، أن وقفة اليوم جاءت في ظل ظروف إقليمية دولية معقدة و خطيرة تسترجع ذاكرتنا كجزائريين لسنوات مضت في لحظة تاريخية سجلت اسم الثورة الجزائرية في سجل التاريخ، الذي يشهد اليوم مواقف متشابهة الأبعاد و الأهداف من أرض فلسطين الأبية.

وتابع مشددا على أن تشابه الأحداث التاريخية بين الجزائر و فلسطين، يفسر الرابط الأخوي الذي يجمع كلا الشعبين، والدليل ما نشهده من مواقف دولية ثابتة للجزائر التي ترافع دائما لصالح فلسطين، بمواقف رسمية أعادت للدبلوماسية الجزائرية هيبتها ومكانته الحقيقية.

على صعيد آخر تضمن برنامج الحفل التكريمي، عرض شريط فيديو يوثق أبرز مواقف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تجاه القضية الفلسطينية التي كانت وماتزال القضية الأم  بالنسبة للحكومة الجزائرية حيث نادت بها في كل المحافل الدولية متشبتة بنفس المبدأ و الوعد، وقد أكد رئيس الجمهورية مؤخرا أن "جزائر مع فلسطين حكومة و شعبا ظالمة أو مظلومة." 

في ذات السياق، أكد نور الدين بن براهم رئيس المرصد الوطني للمـــجتمع المــــدني ان دعم ومناصرة فلسطين هو بمثابة نقطة توازن توالت على صونها الأجيال المتعاقبة باعتبارها قضية حق وعقيدة من المقدسات الأساسية التي ترسخ ضرورة الحفاظ على نفس المواقف السياسية الدبلوماسية المبنية على مرجعية رسمية مفادها بيان أول نوفمبر.

أما محمد الطاهر الديلمي، منسق الهيئة الشعبية لدعم فلسطين، فقد أشاد في كلمته بدور المنظمة في الحفاظ على المرجعية التاريخية بكل شخصياتها، بما فيها البطل عرفات رمز الجهاد والشرف ورجل الإجماع الذي وحّد الشتات الفلسطيني و الفصائل ولم يتنازل عن القضية رغم الضغط و الاحتيال التي تعرض له ضمن مسار رحلته الكفاحية.

مذكرا بكلمة عرفات "إن ضاقت بكم الدنيا اذهبوا إلى الجزائر"، مشيرا لمواقف الجزائر بتوالي رؤسائها وعلى رأسهم الراحل هواري بومدين ، حيث شكلت الجزائر الحاضنة الأولى للقضية المركزية التي تعد بالنسبة للجزائر فرضا لا تفاوض فيه.

وعرفانا لمسيرة رجل المواقف الثورية عرفات، استلم السفير الفلسطيني وسام الذاكرة نيابة عن كل الفلسطينيين،مرتديا البرنوس الجزائري الذي أهدته له المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة تعبيرا منها عن الروابط الأخوية التي تجمع كلا الشعبين.

من جهته، أهدى السفير الفلسطيني للأمين العام للمنظمة الوطنية لوحة للمسجد الأقصى عرفانا لمساهماته في الحفاظ على المرجعية التاريخية و تبليغ رسالة الشهداء و دعم و مساندة الشعب الفلسطيني.

وفي اختتام الحفل، وضح الدكتور محمدغرتيل رئيس المكتب الوطني لولاية غيليزان، أن وسام الذاكرة خص في طبعته هذه تكريم الرئيس الراحل ياسر عرفات،  اعترافا لما قدمه لخدمة فلسطين دولة وشعبا رغم الممارسات العنصرية للاحتلال الصهيوني والتي جعلت منه رجل ثورة وزعيم مقاومة آمنت بالنصر والحرية.