38

0

وقفات وتعليقات على وقائع الندوة الدولية " سؤال النهضة" : أصــداء و أجــواء.. !!

وقفات و تعليقات على وقائع الندوة الدولية " سؤال النهضة

 

 مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا

 

بعد تعريفنا المقتضب بالندوة الدولية الأسبوع الماضي التي نظمها فريق "منارات جزائرية" بالتعاون مع "قناة الأنيس" التلفازية ، يومي الجمعة والسبت 14 و 15 فبراير 2025، الموافق لـ 16/15 شعبان 1446هـ. حول أحد الكتب المطبوعة أخيرا، للمفكر الجزائري الدكتور الطيب برغوث، بعنوان : " سؤال النهضة والحاجة الى منظور السننية الشاملة "، والكتاب يقع في 315 صفحة كما أشرنا لذلك سابقا، والذي دارت حوله مناقشات طويلة وعريضة تصب جلها حول "أسئلة النهضة وفقهها في اهتمامات نخبة الأمة"، كما عنونا، ، الأسبوع الماضي مقالنا حول ذات الندوة.

وخلال هذا الأسبوع طلب مني بعض الافاضل بإلحاح، أن أكتب تعليقات أو ملخصات عن المحاضرات وبعض المحاور التي لازالت تحتاج إلى شرح او تبسيط، علما أني قرأت مسودة الكتاب في مهدها الأول، قبل أن تنشرها جامعة قطر، بتكرم من أستاذنا المؤلف، ولم أستوعب كل الفصول كأصحاب الاختصاص، الذين قدموا أوراقهم لهذه الندوة ونورونا بما فتح الله عليهم، والموضوع لا زال يحتاج الى أوراق أخرى تجيب عن أسئلة عديدة كما تمناها المؤلف ومؤطري الندوة، وذكرنا بعضها في مقالنا السابق، ولازالت مادة الكتاب و مداده في حاجة الى أخذ و رد وتطعيم، أملنا أن يوفق الله الجميع لإتمام المشروع، و نشره!!

 

أسئلة النهضة وفقهها كحضارات الأمم، أخذ وعطاء :

 

  رغم هذا الطلب وذلك الالحاح، لم أجد داعيا للكتابة عن الندوة أكثر مما كتب، لأن كل أشغال الندوة متوفرة بالصورة والصوت، في مواقع المؤسسات المنظمة للندوة، خلال يومي الجمعة والسبت. 

إذ ليس ثمة شكّ في أن أسئلة النهضة وفقهها كحضارات الأمم، أخذ وعطاء، عرض وطلب، فمن لم يمتلك أدوات الأسئلة الصحيحة لم يملك أسباب الفهم والتقدم الحضاري، في زمن من لم يتقدم فيه تأخر، وعليه فإن أسئلة النهضة هي الأدوات الفعالة في تحريك المشاريع الثقافية والاقتصادية والحضارية بوصفها فكرا وإبداعا ويعتبر البحث في آليات الاستثمار في أسئلة النهضة مبحثا فتيا طريا، والنقاش حوله ما يفتأ مفتوحا لأجيال وأجيال !!

 

رسالة شكر وتقدير لمنارات الجزائر :

 

من جهته، كتب أستاذنا الدكتور الطيب برغوث، رسالة شكر وتقدير لفريق

 " منارات الجزائر"، التي أشرفت على تنظيم الندوة و انجاحها، كم كان قد أرسل قبلها رسالة شكر للأساتذة المحاضرين في اليوم الأول للندوة، وقد قرأها نيابة عنه كاتب هذه السطور، حيث كتب الدكتور الطيب لفريق التنظيم، ما يلي :

إخواني (تي) الأعزاء في "منارات الجزائر"؛ أشكركم جزيل الشكر على احتفائكم بشخصية جزائرية شغلها هم نهضة المجتمع الجزائري والأمة الإسلامية واحتلالهما المكانة اللائقة بهما في محيطهما، وفي العالم منذ نعومة أظفاره، وما يزال يواصل جهده وهو في بدايات شيخوخته بل وسيظل يحمل هذا الحلم الكبير بكل قوة وصدق ووعي  ويعمل له بجدية ووعي حتى آخر نفس في حياته.

 

إخواني (تي) الأعزاء في " منارات الجزائر" :

 إن نهضة المجتمع والأمة هي أعظم ما يمكن أن يبذل فيه الإنسان شبابه و كهولته وشيخوخته، ويستثمر فيه وقته وجهده وطاقته وماله وفرص حياته، لأنه بذلك يخدم نفسه ودنياه وآخرته فعلا، ويرفع مقامه عند الله تعالى، ويلحق بقوافل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وصاحبكم هذا البسيط الذي تحتفون به اليوم، وعى مبكرا بفضل من الله، و بانفتاحه على مواريث المصلحين الكبار، محورية النهضة في حياة ومصير الأفراد والمجتمعات، فسار في طريق الإصلاح والنهضة، واعتز به، ورجا الله تعالى أن يثبته على ذلك حتى يلقاه وهو على ذلك.

إخواني الأفاضل والفضليات في منارات الجزائر؛ إن نهضة المجتمع الجزائري والأمة الإسلامية، وتصحيح مسارات الحضارة الإنسانية المعاصرة، وامتصاص شحنات الخطر الكامنة فيها، يحتاج الى فكر وفقه ووعي النهضة الشامل والمتكامل، وهو ما شغل فكر صاحبكم هذا منذ شبابه المبكر، وانتهى بعد جهد فكري وتربوي متواصل إلى أن منظور السننية الشاملة الذي جاء به القرآن الكريم هو الذي يمنحنا هذا الفكر والفقه والوعي الذي نصنع به نهضتنا الحضارية ونستمتع بخيريتها وبركتها ورحمتها العامة، وأن أية منظورات جزئية أخرى لا تزيد المجتمع والأمة إلا شرودا عن طريق النهضة الحقيقي، وهدرا للجهود والأوقات والإمكانات والفرص المتاحة.

 أيها الإخوة الأعزاء: جزاكم الله خيرا على هذا العمل المهم الذي قدمتموه للمجتمع وكل المهتمين بالنهضة الحضارية للمجتمع، والعاملين من أجل تحقيقها فعلا، توقيع : أخوكم ومحبكم الدكتور الطيب برغوث

 

خدمة نهضة مجتمعنا الجزائري وأمتنا الإسلامية :

 

من جهتها، ردت إدارة " منارات الجزائر "، على هذه الرسالة، فكتبت تقول :

إلى الأستاذ الدكتور الطيب برغوث المحترم، نشكر لكم جزيل الشكر على كلماتكم الطيبة والمشجعة التي أنارت طريقنا، وألهمتنا لمواصلة العمل بكل جد واجتهاد في خدمة نهضة مجتمعنا الجزائري وأمتنا الإسلامية. إن احتفاءنا بشخصيتكم القيمة هو أقل ما يمكننا تقديمه تقديرًا لإسهاماتكم العظيمة في مجال الإصلاح الفكري والتربوي، ولتوجيهاتكم التي حملت نورًا ووعيًا للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

إننا في "منارات الجزائر" نؤمن تمامًا بمفهوم النهضة الشاملة التي تنطلق من الفهم العميق للقرآن الكريم، ونعتبر ما ذكرتموه عن منظور السننية الشاملة، هو المنهج الأمثل الذي يمكن أن يقود الأمة نحو مستقبل مشرق. ومن خلال رسالتكم، نستلهم العزيمة في مواصلة نشر هذا الوعي، والعمل الجاد نحو بناء مجتمع قادر على استثمار طاقاته وموارده لتحقيق النهضة المنشودة.

نعاهدكم، أستاذنا الفاضل، على أن نكون دائمًا على دربكم، نسعى بكل ما أوتينا من قوة للارتقاء بالفكر والإصلاح في الجزائر وفي العالم الإسلامي. كما أن دعمكم المستمر وتوجيهاتكم القيّمة ستكون دافعًا لنا في كل خطوة نخطوها.

جزاكم الله خيرًا على عطائكم اللامحدود، وبارك في جهودكم، وجعلها في ميزان حسناتكم / مع خالص تحياتنا ، توقيع : فريق منارات الجزائر.

 

من قطر لتركيا الى ماليزيا و أصحاب المنظومات الفكرية المركبة :

 

أما البروفيسور عبد العزيز برغوث، فقد كتب، من ماليزيا، بعد متابعة لقائي ندوة كتاب سؤال النهضة، وسماعه رسالة الدكتور الطيب لمؤطري الندوة  كتب مخاطبا شقيقه الأكبر بهذا التعليق الهام الذي ننشره كما هو تعميما للفائد، قوله:

أنت يا أخي العزيز مفكر عملاق من أصحاب العقول المنظومية الكبرى في الأمة. تذكرني بالغزالي وابن خلدون و الشاطبي وابن رشد ومالك بن نبي...

System Thinker :  باللغة الإنجليزية يسمونها

أي أصحاب المنظومات الفكرية المركبة. جزاكم الله خيرا على جهادكم الفكري والمعرفي والحضاري السنني. في ميزان حسناتكم..."

وجزى كل هؤلاء الأفاضل الذين يدركون أهمية وقيمة منظور السننية الشاملة الذي تطرحونه، ويسعون جادين للتعريف به ومدارسته وتعميق وعي الأجيال به، خدمة لنهضة الأمة وحماية لها.

مضيفا بقوله: " كلام من ذهب. تطبيق صارم لفكرك السنني على أرض الواقع... منذ قرأت كتابك الواقعية... والمعادلة الاجتماعية أدركت أنك على الطريق لدفع الفكر الإسلامي والحركي الدعوى  والحضاري إلى درجة أعلى وهذه هي السننية. لابد من جهد عظيم لتوطين هذا الأمر في الأجيال الحالية والمقبلة... للأسف جامعتنا تعليمنا و نظمنا التربوية والثقافية ذائبة في الشكل والإجرائية والبيروقراطية والمصالحية والتناكف خارج صناعة الوعي السنني. ندرس معارف ينتهي مفعولها بعد الامتحانات في الكثير من الأحيان. والله المستعان."

 

من جهته علق الأستاذ بلقاسم بن اسباع، قائلا :

 

هذا هارون من موسى بارك الله فيكما، أي الاشقاء ( د. الطيب و د. عبد العزيز) وفي كل من نهج هذا النهج ونفع بكما وبإخوانكم وفي كل من وضع لبنة في هذا الصرح العظيم خدمة للإسلام ونسال الله عز وجل أن يشفي أخانا الكبير الشيخ الطيب وأخانا الأكبر سي مولود برغوث الذي شارك في إنقاذ الجيل من براثن الجاهلية فدوره عظيم لمن لا يعرفه فهو الذي أنار منطقة رأس العيون وعين أزال وعين ولمان ونقاوس ومروانة وبريكة ووادي الماء وسريانة إن لم أقل كل ولاية باتنة و ولاية سطيف ومناطق كثيرة في الوطن زمن السبعينيات والثمانينيات فجزاه الله خيرا وجعل جهده في ميزان الحسنات ونتضرع إلى الله أن يشفيه ويبارك في عمره وفي أهله وفي أولاده وفي إخوانه وفي أحبابه وفي كل من شاركه جهده في الدعوة إلى الله العلي القدير وبارك الله في جميع من شارك في هذه القراءة ومزيدا من الخير لأبناء هذا الوطن الغالي الذي يستحق كل التضحيات فهو أي الوطن وأبناؤه أمانة في أعناقنا جميعا وسنسأل عن أمانة الشهداء والمجاهدين يوم القيامة أدينا أم ضيعنا. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

ومن الجزائر كتب نورالدين مقعاش، عن الندوة و أستاذه، قائلا :

 

إذا كانت رؤيتي أبعد من الآخرين، فذلك لأنني أقف على أكتاف العمالقة"، مقولة خالدة لإسحاق نيوتن سأقوم بإسقاطها على شخصية فكرية وقامة من قامات الجزائر والأمة الاسلامية الشيخ المربي الرسالي الطيب برغوث  شفاه الله وعفاه  الذي شق طريقه  في سن مبكرة  مرتكزا على عظماء الجزائر  في بناء وعيه وفكره  بدءا بمصلح الأمة وباعث نهضتها الإمام عبد الحميد ابن باديس  و فيلسوف الحضارة أستاذنا مالك ابن نبي ليجتمع  عند أستاذنا ما تفرق عند غيره ...قرأت هذه الفقرة للشيخ عبد الحميد ابن باديس وكأنها قبس نوراني ينبع من مشكاة النبوة وهذا نصها: (لا يمكن  أن ينفع أحد نفسه ولا أمته ولا البشرية مادام مهملا مشتتا لا يهديه علم  ولا يمتنه خلق ولا يجمعه شعور  بنفسه ولا بمقوماته  ولا بروابطه  ....وإنما ينفع المجتمع الإنساني ويؤثر في سيره   من كان من الشعوب  قد نظر الى ماضيه وحاضره ومستقبله فأخذ الأصول الثابتة من الماضي  وأصلح من شأنه  في الحال ومد  يده لبناء المستقبل  يتناول من زمانه  وإمام عصره ما يصلح لبنائه معرضا عما لا حاجة له به أو مالا يناسب شكل بنائه الذي وضعه على مقتضى ذوقه ومصلحته)...قلت في نفسي لعل شيخنا الطيب  تلقف هذه الكلمات  فسرت في عقله وقلبه أثمرت وعيا  سننيا بأبعاد كونية  وفكر حضاري شخص الداء وقدم الدواء .

إن أول كتاب أثر في أستاذنا الطيب كما ذكر شروط النهضة لمالك بن نبي ومطلع الكتاب يبدأ بأنشودة رمزية.

وكأني هنا أقرأ رسالة عرفان استشرافية من الأستاذ بن نبي لطالبه الوفي، الطيب برغوث الذي حمل على عاتقه هم النهضة والبناء الحضاري فكان نعم الأمين الناقل والمبدع المطور لفكر بن نبي المتجاوز إلى أفق السننية الكونية

إقرأ الأنشودة ...بعقلك وقلبك وارجع لما سطره أستاذنا الطيب خلال أزيد من نصف قرن تدرك عظمة الرجل.

• "لقد حانت الساعة التي ينساب فيها شعاع الفجر الشاحب بين نجوم الشرق.

• وكل من سيستيقظ بدأ يتحرك وينتفض في خِدر النوم وملابسه الرثّة.

• ستشرق شمس المثالية على كفاحك الذي استأنَفْتَه هنالك في السهل، حيث المدينة التي نامت منذ أمس مازالت مخدّرة.

• ستحمل إشعاعات الصباح الجديد ظل جهدك المبارك، في السهل الذي تبذر فيه بعيدا عن خطواتك.

• وسيحمل النسيم الذي يمرّ الآن البذور التي تنثرها يداك... بعيدا عن ظلّك.

• ابذر يا أخي الزارع. من أجل أن تذهب بذورك بعيدا عن حقلك، في الخطوط التي تتناءى عنك.... في عمق المستقبل".

إن زرعك الطيب أستاذنا الطيب سيظل يؤتي أكله، بإذن ربه، و ما ذلك على الله بعزيز .. !!

 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services