158
3
وقف إطلاق النار في غزة: الجزائر تتحدى إسرائيل و الفيتو الأمريكي
وتبقى للتاريخ وللأجيال، عبارات وعبرات ديبلوماسيتنا "سامحونا، أهل غزة"!!

مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا
مرة أخرى تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بنيويورك.. المشروع يدعو إلى "وقفٍ فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار على أهل غزة، ورفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية وضمان توزيعها بشكل آمن، إضافة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"..
و بمعارضتها المعتادة والمتكررة لإرادة المجتمع الدولي، تعزل الولايات المتحدة نفسها وتمنح إسرائيل مزيدًا من الوقت ومن الجرأة على الاستمرار في ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.
وأمام هذا الغدر بالقيم و المبدئ، وأمام هذا المحفل الدولي، وأمام شاشات العالم، ترفع ديبلوماسية الجزائر عقيرتها كعادتها في ملف القضية الفلسطينية خصوصا، على لسان سفيرها، ابن سكيكدة، السفير عمار بن جامع، صاحب الخبرة الدبلوماسية الطويلة، لتقرع كلماته أسماع الأمة و لتقول لا للظلم العالمي لا للغدر لا لقتل شعب فلسطين الأعزل، بكلمات سلسة تخاطب الضمير وتستنجد بالحق و العدل !!
لما لا والسفير عمار بن جامع يعد منذ مدة رقما أساسيًا في مدرسة الدبلوماسية الجزائرية وإرثها العريق، التي تكوّنت في بوتقة مناهضة الاستعمار، وتغذّت على الولاء المطلق للقيم التحررية للشعوب. انسجاماً مع المواقف التاريخية للجزائر في حق تحرير الشعوب، مثل كل من فلسطين والصحراء الغربية، وقضايا عديدة أخرى تمتد عبر القارات.. لم لا وهو أيضا نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في دورته الحالية!!
الديبلوماسية الواعدة للأجيال".. سامحونا أهل غزة"!!
فعلا، و دون مساحيق تجميل، بكلماته المجردة مثل قوله : " سامحونا، أهل غزة"، يكتب بن جامع تاريخا تردده الأجيال عالي الصدح قوي الرنين، مهما كانت معتقداتهم و أصولهم!!
إنها القدرةُ على الجمع بين فنِّ التعلّم و فن الصياغة وفنِّ الإقناع، واستغلالُ المنبرِ استغلالا امثلا بصوت شجي، يجمع بين طلب النجدة و محاصرة الظلم و الظالمين و التشهير بعنجهيتهم وغدرهم، متناسين المبدأ الرباني الذي لا يحابي و لا يخيب الشعوب، مثل قوله تعالى:" وتلك الأيام نداولها بين الناس" !!
إنها دبلوماسية الافكار، لما تتمتع بها الشخصيات الكاريزمية، بحجج منطقية سليمة، وروح مرتاحة البال، مبرزا مبادئ غير قابلة للتفاوض و لا التشكيك، بإنسانيٌة عالية و ثقة بالله لا تتزعزع، وهو يخاطب أيضًا أصحاب الآراء المخالفة، مُدركًا أن الفعل الدبلوماسي لا يقتصر على الآخرين، بل يجب أن يستند إلى مسألة الحقيقة والعدالة و الواقع!!
نعم قد يقول قائل، قد سبقه أناس رددوا نفس العبارات، لكنها لم تغير شيء ؟ قلنا لا عيب، أن تردد كلمات الحق، لتزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"!!
منذ الأشهر الأولى للطوفان، كيف كان رد الفعل الهمجي الصهيوني
وقد طالعت كما يكون قرأ غيري منذ الأشهر الأولى للطوفان"، كيف كانت حيوانية رد الفعل الصهيوني، وردود أفعال أقلام باكية مستصرخه، لأنها لا تملك إلا ذلك، وهو أضعف الايمان، و جزى الله المحسنين أمثالهم، ورغم الجرح الغائر فإنهم يعدون على الأصابع، كقول أحد، الكتاب المعاصرين، مستصرخا، من مغربنا لمشرقنا:
" يا أهلنا في غزة، سامحونا واغفروا لنا تضامننا معكم بالقلوب فقط، ماذا تفعلون بانكسار قلوبنا على مسلسل محقكم وإبادتكم، التي روّعت الحيوان قبل الإنسان؟ اعذرونا يا أهل غزة، فما ترك لنا النظام العربي العاجز حولًا ولا قوة، ولا حيلة لنجدتكم أو إرسال قطعة خبز لأطفالكم، أو خيمة لنسائكم!! ما ترك النظام العربي من مكان تحت سمائه للكرامة والأنفة ولهفة المظلوم، ما ترك لمواطن من كبرياء"، وما موقف حكومات جيران غزة عن المبصرين ببعيد.
مبينا بقوله: " عصر النفاق العاري هذا، يتبول على الضمير العالمي، الذي وقف يتفرج على همجية نتنياهو لمدة 24 شهرًا .. الحياة بعد هولوكوست غزة لن تكون هي الحياة، بعد أن يتوقف عداد الاستهتار بالحياة، والضمير، والقانون، والعدالة، والرحمة"..
هي كلمات - حسب كاتبها - " ندفع بها اليأس والقنوط، أما الفعل، فإنه معلق إلى زمن آخر.. فاعذرونا يا أهل غزة، لأننا لم نكن في مستوى مدّ يد العون، وردّ المظلوم، ولو برفع الصوت.. إنها صرخة في وجه حياتنا نحن، مذلتنا نحن، وهواننا و خوارنا نحن".
مستدركا بقوله، على آخرين بقوله: " لا كلام يوفي الشهداء حقهم، ولا استعارات قادرة على تأبين أطفال غزة، الذين دُفنوا في مقابر صغيرة على أرضهم المحروقة طولا و عرضا، بوحشية لا توصف" !!
من معان "الصهيونية والعنف الصهيوني"، في فكر المسيري:
و لن أجد في هذه السانحة، ابلغ من وصف، المفكر عبد الوهاب المسيري، رحمه الله، للصهيونية والعنف الصهيوني، حيث كتب يقول، في أحد فصول كتابه «الصهيونية والعنف.. من بداية الاستيطان إلى انتفاضة الأقصى"، طبع دار الشروق، سنة (2001/2002)، وهذه قطوف من نص الطويل، يجزم فيه، بقوله:
أحد الأشكال الأساسية للعنف الصهيوني هو رفض الصهاينة قبول الواقع والتاريخ العربي في فلسطين، باعتبار أن الذات الصهيونية واليهودية هي مركز هذا الواقع و مرجعيته الوحيدة؛ ولذا يستبعد الصهاينة العناصر الأساسية (غير اليهودية) المكونة لواقع فلسطين وتاريخها من وجدانهم ورؤيتهم وخريطتهم الإدراكية، والإرهاب الصهيوني إن هو إلا محاولة تستهدف فرض الرؤية الصهيونية الاختزالية على الواقع المركب، ولذا يمكن القول بأن الإرهاب هو العنف المسلح (مقابل العنف الإدراكي).
والعنف النظري والإدراكي سمة عامة في الفكر العلماني الشامل الإمبريالي الذي حول العالم (أي حوله إلى وسيلة ونظر إليه باعتباره مجرد مادة استعمالية)، والصهيونية لا تمثل أي استثناء من القاعدة، فقد نشأت في تربة أوروبا الإمبريالية التي سادت فيها الفلسفات النيتشوية والداروينية والرؤية المعرفية الإمبريالية التي تتخطى الخير والشر التي تحول العالم والناس بحيث يصبح الآخر مجرد أداة أو شيئاً يستخدم.
يظل العنف الصهيوني ذا جذور خاصة
1- لم تكن الصهيونية حركة استعمارية وحسب، وإنما هي حركة استيطانية إحلالية (أرض بلا شعب)؛ وهو ما يعني ضرورة أن تُخلي الأرض التي سيُنفذ فيها المشروع الصهيوني من السكان الأصليين، ولا يمكن أن يتم هذا إلا من خلال أقصى درجات العنف النظري والإرهاب الفعلي.
2- من السمات الأساسية للأيديولوجيات العلمانية الشاملة، الحلولية العضوية، أنها تحوي مركزهاً أو مرجعيتها (أو مطلقها) داخلها، ومن ثم فهي تشكل نسقاً مغلقاً ملتفاً حول نفسه يخلع القداسة على الذات ويجعلها موضع الحلول والكمون ويحجبها عن الآخرين (الذين يقعون خارج دائرة القداسة) فيهدر حقوقهم ويبيدهم، فهم ليسوا موضع الحلول.
والصهيونية هي عقيدة علمانية حلولية كمونية تجعل اليهود شعباً عضوياً ذا علاقة عضوية خاصة بالأرض (إرتس يسرائيل) أي فلسطين، وهي علاقة تمنحهم حقوقاً مطلقة فيها، الأمر الذي يعني طرد السكان الأصليين الذين لا تربطهم بأرضهم رابطة عضوية حلولية مماثلة.
وقد حوّلت الصهيونية العهد القديم إلى فلكلور للشعب اليهودي، وهو كتاب تفيض صفحاته بوصف حروب كثيرة خاضتها جماعة يسرائيل أو العبرانيون مع الكنعانيين وغيرهم من الشعوب، فقاموا بطرد بعضهم وإبادة البعض الآخر، وجماعة يسرائيل يحل فيها الإله الذي يوحي لها بما تريد أن تفعل، ويبارك يدها التي تقوم بالقتل والنهب، فكل أفعال الشعب مباركة مقدسة لأن الإله يحل فيه.
3- ورثت الصهيونية ميراث الجماعة الوظيفية اليهودية بفصلها الحاد بين الشعب المقدس والأغيار وبما يتسم به ذلك من ازدواجية في المعايير تجعل الآخر مباحاً تماماً وتجعل استخدام العنف تجاهه أمراً مقبولاً.
العنف إحدى المقولات الأساسية للإدراك الصهيوني للواقع والتاريخ ..
لكل هذا، أصبح العنف إحدى المقولات الأساسية للإدراك الصهيوني للواقع والتاريخ، وقد أعاد الصهاينة كتابة ما يسمونه «التاريخ اليهودي»، فبعثوا العناصر الحلولية الوثنية مؤكدين جوانب العنف فيه، فصوروا الأمة اليهودية في نشأتها جماعة محاربة من الرعاة الوثنيين الغزاة، فميخا جوزيف بيردشفسكي (1865 – 1921م) المفكر الصهيوني، الروسي اليهودي، على سبيل المثال، ينظر إلى الوراء إلى الأيام التي كانت فيها رايات اليهود مرتفعة، وينظر إلى الأبطال المحاربين (اليهود الأوائل)، كما أنه يكتشف أن ثمة تياراً عسكرياً في التراث اليهودي، فالحاخام أليعازر قد بيّن أن السيف والقوس هما زينة الإنسان، ومن المسموح به أن يظهر اليهودي بهما يوم السبت، هذه الرؤية للتاريخ تتضح في دعوة فلاديمير جابوتنسكي (1880 – 1940م) زعيم الحركة التصحيحية لليهودي أن يتعلم الذبح من الأغيار، وفي خطاب له إلى بعض الطلاب اليهود في فيينا، أوصاهم بالاحتفاظ بالسيف لأن الاقتتال بالسيف ليس ابتكاراً ألمانياً، بل إنه ملك (لأجدادنا الأوائل.. إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء)، أي أن السيف يكاد يكون المطلق، أصل الكون وكل الظواهر، ولهذا لا يتردد جابوتنسكي في رفض التاريخ اليهودي الذي يسيطر عليه الحاخامات والمفكرون اليهود.
الحديث الصهيوني المستمر عن السيف كمحرك للتاريخ..
ويبدو أن هذا السيف المقدس (رمز الذكورة والقوة والعنف) كان محط إعجاب كل الصهاينة الذين كثيراً ما عبّروا عن إعجابهم وانبهارهم بالعسكرية البروسية الرائعة (هذا بالطبع قبل أن يهوى هذا السيف البروسي على الرقاب اليهودية في أوشفتس)، وتمتلئ كتابات تيودور هرتزل، بعبارات الإعجاب بهذا السيف، إذ كتب في مذكراته يشيد ببسمارك الذي أجبر الألمان على شن عدة حروب، الواحدة تلو الأخرى، وبذلك فرض عليهم الوحدة وبدأ تاريخهم الحديث كدولة موحدة، فالعنف العسكري هو وحدة محرك التاريخ الحقيقي، بالنسبة له.).
وتغنى الزعيم الصهيوني ناحوم جولدمان (1894 – 1980م) أيضاً بهذه الروح العسكرية البروسية في شبابه: «ألمانيا تجسد مبدأ التقدم ونجدها واثقة من النصر، ألمانيا ستنتصر وستحكم الروح العسكرية العالم، وقد تبع مناحيم بيجن (مؤسس جماعة حيروت (الليكود فيما بعد) ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق) أستاذه جابوتنسكي، وكل الصهاينة من قبله، في تأكيد أهمية السيف باعتباره محركاً للتاريخ إذ يقول: «إن قوة التقدم في تاريخ العالم ليست السلام، بل السيف».
وغني عن القول، إن العنف الصهيوني الإدراكي يصل إلى ذروته في إدراك العرب والتاريخ العربي، إذ يحاول الصهاينة، بسبب مشروعهم الإبادي الإحلالي، أن يلتزموا الصمت تماماً تجاهه، فلا يذكرونه من قريب أو بعيد، أو أن يغمغموا بأصوات ليبرالية تخبئ الحد الأقصى من العنف، فحينما اكتشف أحد الزعماء الصهاينة في المؤتمر الصهيوني الأول (1897م) أن فلسطين ليست أرضاً بلا شعب كما كان الادعاء، جرى إلى هرتزل وأخبره باكتشافه، فهدأ الأخير من روعه وقال له: إن الأمر ستتم تسويته فيما بعد، وكان هرتزل يعرف تماماً كيف كانت تتم تسوية مثل هذه الأمور على الطريقة الإمبريالية، ونحن نعرف كيف تمت تسويتها في فلسطين، وعلى كل فإن الحديث الصهيوني المستمر عن السيف كمحرك للتاريخ ليس تعبيراً عن رغبة الصهاينة في ممارسة رياضة محببة لبعض النفوس وإنما هو تعبير عن برنامج محدد لتغيير الواقع.
حين يُعطي أي يهودي في العالم حق «العودة» إلى «إسرائيل »، و يمنع الفلسطيني من أرضه !! ..
ويعد هذا العنف الإدراكي لبنة أساسية في التصور الصهيوني للذات والواقع والتاريخ والآخر، وقد يعبّر العنف عن نفسه بطريقة مباشرة، كما أنه قد يعبّر عن نفسه بطريقة غير مباشرة عن طريق عشرات القوانين والمؤسسات، وما قانون العودة «الإسرائيلي» إلا ترجمة لهذا العنف حين يُعطي أي يهودي في العالم حق «العودة» إلى «إسرائيل» في أي وقت شاء وينكر هذا الحق على ملايين الفلسطينيين الذين طردوا من فلسطين على دفعات منذ عام 1948م، رغم أن يهود العالم لا يودون الهجرة إلى «إسرائيل» بينما يقرع الفلسطينيون أبوابها، ولكنها الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية التي تحول كل البشر (العرب واليهود) والزمان (تواريخ الجماعات اليهودية وتاريخ فلسطين) والمكان (فلسطين)، وما الإرهاب الصهيوني الذي لم يهدأ إلا تعبيراً عن رؤية الصهاينة التي تحاول أن تصل إلى نهاية التاريخ: نهاية تاريخ الجماعات اليهودية في العالم، ونهاية التاريخ العربي في فلسطين.
الأمَّة تبتعد عن مصادر هدايتها وتكوينها أو تسيء فهمها :
قد يقول قائل، و أين نحن كأمة مسلمة من هذا الواقع المر، بتشتت دويلاتنا وحكوماتنا وخيانة بعضها للمبادئ والثوابت بل للرسول وللرسالة الخاتمة، يكون ردنا دون تريث للشرع ولأهله وهم كثر، لكن لا حياة لمن تنادي، وهذا ما ذهب اليه بعضهم منهم المفكر الفقيه والاصولي العراقي طه جابر العلواني (1935-2016)، الذي جمع بين التكوين الأصولي الشرعي والعلوم الحديثة، وتمكن بفضل ذلك من صوغ مشروع معرفي امتزجت فيه الأصالة بالمعاصرة، وانحاز إليه البعض ورأوا في مشروعه تجديدا للمعرفة الإسلامية، وهو الذي شارك عام 1981 في تأسيس "المعهد العالمي للفكر الإسلامي" في الولايات المتحدة، كما كان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة. هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1983. وكان رئيس جامعة قرطبة الإسلامية في الولايات المتحدة.
بهذا الوصف الدقيق البليغ لحالنا، الذي ننقله حرفيا، يقول فيه الدكتور العلواني:
حين تبتعد الأمَّة عن مصادر هدايتها وتكوينها وبنائها، أو تسيء فهمها، تقسو منها القلوب، وتتنافر النفوس، وتنفكُّ روابط الائتلاف، وتسود الوحشة، وتسقط الألفة، و تغرى بين بَنِيها العداوة والبغضاء، ويضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولإعادة الألفة بينهم، وإزالة النفرة والوحشة عن قلوبهم لابد من الرجوع إلى الله والإنابة إليه، والضراعة بين يديه لإعادة الألفة، وإرجاع الناس إلى المحبَّة، ومجافاة أسباب العداوة والبغضاء، وتجفيف مصادرها ومنابعها. و«التأليف» بين القلوب عمل إلهيٌّ، وتدبير ربانيٌّ: ﴿وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ*وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (الأنفال:62-63)، وحين تتغيَّر القلوب وتتعكر النفوس لابد من اللجوء إليه، وتصحيح العلاقة به؛ لأنَّ الله هو مقلِّب القلوب؛ ولذلك كان رسول الله يُكثر من دعاء الله بقوله: “اللَّهم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك”، فهو الذي يُثبِّت القلوب على الإيمان وعلى الحب والولاء والتقوى، لا أحد سواه. والرجوع إلى الله وتصحيح الصلة به هما ملاك «التأليف» بين القلوب المؤمنة، ومنطلق بناء قواعد المحبَّة ودعائم الأخوة، وتثبيت القلوب عليها، حبا للأوطان و نصرة لأهل الحق و المستضعفين من بني للإنسان ..
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، و إن غدا لناظره قريب!!