602
0
وكالة خضور ....تستجيب لتطلعات السياحة الروحية المتميزة
عرف قطاع السياحة و الأسفار في نصف القرن الماضي ظهور نوعي نافس به بعض القطاعات الإنتاجية و الخدماتية التي جعلت منه قطاع حيوي يعتلى مرتبة جد هامة أثرت في مؤشرات التنمية الاقتصادية العالمية ،لما حصده من عائدات كبيرة تعود فائدتها بأرقام على الدولة بشكل عام و المؤسسات بشكل خاص.
شيماء منصور بوناب
وحسب ما تشير اليه الاحصائيات، فإن قطاع السياحة شغل نسبة 11بالمئة من حجم التشغيل العالمي، و احتل بنسبة 6بالمئة من اجمالي صادرات الخدمات العالمية بمختلف أنواعها ،وهو ما يبرز بشكل واضح دور القطاع في تحريك عجلة التنمية في العالم تحت مسمى السياحة التي تختص فيها الوكالات السياحية وفق معايير ديناميكية تعزز معالم النشاط السياحي و تروج لثقافة الدول .
السياحة الروحية
ومن بين تلك الوكالات الفتية يعرفنا المرشد السياحي بوكالة خضور للسياحة و الاسفار التي تنشط من ولاية برج بوعريريج منذ سنة 2016 تحت اشراف المدير العام أيوب عبد الله خضور الذي يقف على أشغالها و خدماتها تحت شعار "ليس الطريق لمن سبق ولكن الطريق لمن صدق".
من هذا المنطلق وضح محدثنا ،أن الشعار الذي بنيت عليه الوكالة استمد من الطابع الديني المحافظ الذي يعكس توجه الوكالة المبني على السياحة الدينية وعلى وجه الخصوص العمرة ،باعتبارها أحد أهم معالم السياحة الروحية التي يقصدها المواطنين في الجزائر كبلد مسلم يتخذ من العمرة مقصدا للطهارة.
وعن ما يميز وكالة خضور ، ركز المرشد على فن التعامل مع الزبون القائم على الاحترام و الكفاءة المهنية ، التي تتخذ من التكوين و التأطير نهجا لتعليم المرشدين و العاملين بالوكالة ،وفي ذلك قال "نعتمد في الوكالة على تقديم الجانب الروحي قبل الجانب الخدماتي لخلق ميزة ود و تفاهم بين الزبون و الوكالة ".
وفيما يخص الرقمنة أشار للبيئة العامة للتكنولوجيا في الجزائر التي تعيش مهدها الأول ،بمعنى لا تزال في الدرجات الأولى لتعميمها تلك سواء في المؤسسات أو الإدارات نظرا للتأخر الذي نعيشه في مواكبة المستجدات العالمية. لكن ذلك لا ينفي وجود محاولات جادة في مختلف الهياكل و القطاعات خاصة بعد توصيات رئيس الجمهورية على تفعيل و تعميم معالم الرقمنة بشكل واسع.
الواقع السياحي بعد الجائحة "كوفيد 19"
وعن واقع السياحة في الجزائر وضح المرشد السياحي ،أن الجزائر عرفت في السنوات الأخيرة منذ فترة كورونا الى غاية اليوم ،مرحلة جد صعبة قل فيها الاقبال و ارتفعت فيها الأسعار نتيجة العزلة التي كان يعيشها العالم بعد الإعلان حالة الطوارئ التي فرضت على كل القطاعات غلق معابرها الحيوية بما فيها قطاع السياحة الذي شهد توقف في حركة السياح و تجميد لمختلف النشاطات السياحية .
وتابع مضيفا ،أن التذبذب الحاد الذي مس قطاع السياحة شمل كل تخصصاتها بما فيها العمرة التي أصبحت بعد الجائحة محتكرة في المواسم فقط ، يضاف اليها التكلفة التي باتت مرتفعة لا تناسب جيب المواطن البسيط .
وعلى ذلك يبقى الإقلاع بالقطاع السياحي رهن التحديات الحضارية باعتباره قطب حيوي يقدم للخزينة العمومية ما لا تقدمه القطاعات الأخرى لكونه مورد اقتصادي هام تعود فائدته على المدخول العام وعلى البلد بحد ذاته، وفي ذلك شدد ذات المتحدث على عوامل النهوض بالقطاع انطلاقا من دراسة استراتيجية الأسعار و التكلفة و جعلها في حدود قدرة الزبون أو المواطن بالموازاة أيضا مع تحسين جودة الخدمات المقدمة التي تعتبر معيار تقييم الوكالة و أحد أهم ركازها الخدماتية .
في ذات الجانب نوه إلى لدور الهيئات الوصية في مراقبة و مرافقة الوكالات السياحية ، بهدف الرفع من جودة الخدمات و المعاملات التي من شأنها تحسين معدل استقطاب الزبان من جهة و الارتقاء بالقطاع من جهة أخرى وفق ما تمليه متطلبات سوق الوكالات.
أما بخصوص تشجيع السياحة الداخلية ، ركز المرشد على السياحة الصحراوية التي تعي بالاهتمام بروافد السياحة في الجنوب الجزائري لما تحمله من معالم حضارية و زخم ثقافي نوعي ، يمكن استغلاله بالمنحى الذي يحرك عجلة التنمية نحو الإقلاع الاقتصادي .
فالاهتمام بالسياحة الداخلية يفرض على الجهات المعنية دراسة ثروات الجزائر وفق استراتيجية استشرافية تراعي استغلال الطبيعية حسب كل موسم سياحي ، فعلى سبيل المثال الشريط الساحلي الجزائري " الذي يمكن ادارته واستغلاله وفق ما تمليه تطلعات العصرنة غبر استحداث المرافق بجانبه و بناء هياكل ترفيهية بجانبه ....
بين العراقيل و الآفاق .... نظرة استشرافية
وفيما يخص العراقيل ، أشار لبعض العوامل الخفية المتحكمة في سوق الوكالات بالشكل الذي يجعلها نمطية لا تختلف فيها وكالة عن أخرى ، يضاف إليها الأسعار كأحد المطبات التي تعرقل الحركية السياحية.
كآفاق مستقبلية أكد المرشد السياحي على استراتيجية فتح فروع جديدة في مختلف ولايات الوطن نتكون الانطلاقة فيها من العاصمة إلى البليدة و قسنطينة ووهران لتتواصل في باقي ربوع الوطن ،وكذا توسيع تخصص السياحي بالوكالة من العمرة فقط إلى السياحة الصحراوية خاصة و الداخلية عامة.