شدّد مدير التعليم العالي بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومدير جامعة تيفاريتي، مولاي أمحمد إبراهيم، اليوم الأحد بوهران، على أن الحل الوحيد الواقعي والقابل للتطبيق للقضية الصحراوية هو الاستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي ولا بديل عنه.
كريمة بندو
وأكد ذات المسؤول خلال افتتاح ملتقى دولي بعنوان "مآلات قضية الصحراء الغربية على ضوء تحولات البيئة الدولية" من تنظيم جامعة وهران 2 "محمد بن أحمد" وجامعة تيفاريتي, أن "الإستفتاء هو الخيار والحل الوحيد الذي يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي وفقا لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة ولا بديل عنه", لافتا إلى أن المقترحات الأخرى هي "مصادرة لذلك الحق وإلتفاف عليه".
وأوضح أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المحتل المغربي سنة 2007 "ولد ميتا لأنه لن يحصل على موافقة الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) وهو بذلك ليس حلا توافقيا و يراد له أن يكون شرعنة لهذا الاحتلال ويتناقض مع الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية كما أنه يخرق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
كما تحدث عن دور فرنسا، حيث أكد مولاي امحمد إبراهيم أنه "من المفروض أن يكون دورها حماية السلم والأمن الدوليين كونها عضوا دائما بمجلس الأمن للأمم المتحدة وتطبيق القرارات الأممية وكل ما له صلة بتسوية النزاعات غير أنها باتخاذ قرارا بمساندة المحتل أقصت نفسها من أي مساهمة أو أي مبادرة لتسوية هذا النزاع المسجل في المنظمة الأممية منذ أكثر من 62 سنة كقضية تصفية استعمار".
ومن جانب آخر, تطرق ذات المسؤول إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر وأثنى على الدعم الذي تقدمه هذه الأخيرة للقضية الصحراوية مهما كانت الظروف ومهما كانت المتغيرات الدولية, مضيفا أن الجزائر "كانت ولا زالت مناصرة و داعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها ولا تزال وفية للتضحيات والدماء الزكية التي قدمتها فداء للحرية والاستقلال و لمبادئ ثورتها الخالدة".
من جهته، أكد مدير جامعة وهران 2 البروفيسور أحمد شعلال، أن الجزائر دولة وشعبا ومؤسسات "باقية على عهدها التاريخي في مساندة الشعب الصحراوي ودعم حقه المشروع في تقرير مصيره ومواجهة جرائم وانتهاكات الاحتلال المغربي الذي ما فتئ ينكر الشرعية الدولية و يقمع إرادة شعب تواق للحرية والاستقلال".
ويأتي تنظيم هذا الملتقى الدولي -يضيف ذات المتحدث- في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين جامعة وهران 2 و جامعة تيفاريتي في فبراير الماضي, لافتا إلى أن ما لا يقل عن 700 طالبا صحراويا يتابعون دراستهم حاليا بمختلف المؤسسات الجامعية بوهران منهم 23 بجامعة وهران 2.
وخلال جلسة المحاضرات سلط الأستاذ ولد صديق ميلود من جامعة سعيدة الضوء على الرهانات الجيوسياسية في شمال إفريقيا حيث أبرز أن "الأطماع الجيوسياسية للمغرب في الأراضي الصحراوية هي المحرك الرئيسي لهذا النزاع".
وأكد ان الصحراء الغربية تزخر بموارد طبيعية غنية ومتنوعة تشمل الفوسفات والمعادن مثل الحديد والنحاس والذهب إلى جانب الثروة السمكية والمائية على طول 1.100 كلم من الساحل الأطلسي, مشيرا إلى أن استغلال المغرب لهذه الموارد المتواجدة في أراضي محتلة "غير قانوني دوليا".
أما الأستاذ محمد صالح السالك البشير من جامعة تيفاريتي فسلط الضوء على الجرائم الإنسانية المرتكبة في حق المواطنين الصحراويين على يد المحتل المغربي على غرار التعذيب والحرق والصعق بالكهرباء والحرمان من النوم لأيام والاغتصاب والتهجير القصري وتغيير البنية الديموغرافية واستغلال الثروات الطبيعية للأراضي الصحراوية إضافة إلى إطلاق أحكام بالسجن لمدد تفوق ال 20 سنة بتهمة التظاهر.
للتذكير، يتضمن برنامج هذا اللقاء أيضا تقديم مداخلات حول "القانون الدولي كركيزة ثابتة في عدالة القضية الصحراوية" و"قضية الصحراء الغربية بين الشرعية الدولية ومصالح القوى الكبرى" و"النهب الممنهج لثروات الصحراء الغربية والمسار القانوني للنزاع".