731

0

نشار: "مواجهة تحديات مهنة البيطرة يتطلب زيادة الوعي المجتمعي وتعزيز التقدير لدورها الحيوي في الصحة العامة والأمن الغذائي"

رئيس الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين في حوار لبركة نيوز

في عالم تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والصحية، يبرز دور الطب البيطري كعنصر حاسم في ضمان سلامة الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي، هذا الدور يتجلى بوضوح من خلال الجهود المبذولة لتطوير مهنة الطب البيطري، ومراقبة جودة الإنتاج الحيواني، ومكافحة الأمراض التي قد تهدد صحة الإنسان والحيوان على حد سواء.

في حوار مع الدكتور محمد الأمين نشار، رئيس الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين، تم استعراض أهداف الجمعية،والتحديات التي تواجهها مهنة البيطرة في الجزائر، وكيفية تحسين الوضع لتعزيز دور الطب البيطري كأحد موارد الدخل القومي الهامة.

حاورته : مريم بوطرة

دكتور محمد الأمين نشار، قبل أن نتناول دور الأطباء البيطريين في تعزيز الاقتصاد الوطني وضمان سلامة الغذاء وصحة الحيوانات، هل يمكنك أن تشاركنا معلومات حول مسيرتك الشخصية؟

 الدكتور محمد الأمين نشار، من مواليد عام 1985 بولاية معسكر. أكملت دراستي هناك، وتحصلت على شهادة البكالوريا قبل أن ألتحق بجامعة ابن خلدون بتيارت، حيث تخصصت في الطب البيطري وتخرجت بشهادة طبيب بيطري، منذ 15 عامًا، أعمل كطبيب بيطري في القطاع الخاص.

 ساهمت في تأسيس الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين في عام 2019 مع الطبيب الراحل بورملة حبيب، حيث توليت منصب عضو في المكتب الوطني، ثم أصبحت رئيساً للجمعية في عام 2022، بالإضافة إلى ذلك، أنا نائب رئيس الجمعية الإفريقية ورئيس المكتب الدائم للاتحاد العام للأطباء البيطريين العرب منذ سبتمبر 2023 وحتى اليوم.

من المعروف أن إنشاء الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين جاء نتيجة لرغبة في تطوير المهنة وتعزيز الاتصال بين العاملين في مجال الطب البيطري، هل يمكنك توضيح خلفية تأسيس الجمعية وكيف تسعى لتحقيق أهدافها في تطوير المهنة وتعزيز التواصل بين البياطرة؟

تأسست الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين في عام 2019 كمؤسسة مستقلة ذات طابع اجتماعي، هدفنا الأساسي هو تعزيز العمل المهني وتطويره من خلال تبادل التجارب والمعارف.

 نسعى لإبراز أهمية الطب البيطري والدور الحيوي للطبيب البيطري في جميع نواحي الحياة، وحماية الثروة الحيوانية والأمن الغذائي والصحة العمومية و نركز على تطوير الجوانب المعرفية والتقنية للطبيب البيطري، وتحسين ظروف عمله، ومرافقة الشركاء من فلاحين ومربين ومنتجين، نحن ملتزمون أيضاً بنشر الثقافة البيئية بين الأطباء البيطريين والشركاء، ومكافحة الأمراض الخطيرة، ودمج طلبة الطب البيطري في الحياة العملية.

مع تزايد الوعي بأهمية الصحة العامة والأمن الغذائي، كيف يمكن للأطباء البيطريين تعزيز التوعية بأهمية الصحة العامة لدى المواطن؟

الأطباء البيطريون يلعبون دوراً محورياً في تعزيز الوعي بأهمية الصحة العامة والأمن الغذائي وذلك من خلال تقديم برامج توعية مجتمعية وورش عمل، نهدف إلى تعزيز فهم المواطنين لأهمية الفحوصات البيطرية وضمان سلامة الغذاء. نقوم أيضًا بتعزيز الرقابة على السلسلة الغذائية، من خلال تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية، وضمان تطبيق معايير النظافة في مزارع الإنتاج ومصانع معالجة الأغذية.

تساهم هذه الأنشطة في رفع مستوى الوعي حول أهمية الصحة العامة وحماية المستهلكين من الأمراض المنقولة عبر المنتجات الحيوانية.

ما هو دور البيطريين في مراقبة جودة المنتجات الحيوانية وضمان سلامتها للاستهلاك البشري؟

البيطريون يشرفون على سلامة الغذاء من أصل حيواني من خلال فحص الحيوانات قبل وبعد الذبح، والتأكد من أن المنتجات الحيوانية تفي بالمعايير الصحية. نحن نعمل على ضمان تطبيق معايير النظافة والصحة في مزارع الإنتاج ومصانع معالجة الأغذية. هذا يشمل التحقق من جودة اللحوم والألبان والبيض، وضمان أن تكون خالية من الأمراض والملوثات. نؤكد أيضاً على أهمية تطبيق القوانين والأنظمة المتعلقة بصحة وسلامة الغذاء لضمان حماية المستهلكين.

ما هي الأدوار الرئيسية التي يقوم بها البيطريون في مكافحة ووقاية الحيوانات من الأمراض المعدية؟

من المؤكد أن البيطري يلعب دوراً محورياً في مكافحة الأمراض المعدية والوقاية منها، حيث يشمل عملهم مجموعة من المهام الحيوية التي تسهم في حماية صحة الحيوانات وصحة الإنسان على حد سواء، يقوم البيطريون بتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة للأمراض المعدية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات تطعيم واسعة النطاق ضد الأمراض الوبائية، كما يعملون على رصد الأوبئة وتنفيذ برامج مراقبة صحية متكاملة للحيوانات لضمان عدم انتشار الأمراض.

 

أحد الأدوار الأساسية التي يقوم بها البيطريون هو إشرافهم على المذابح لضمان عدم ذبح الحيوانات المريضة أو المصابة بالأمراض، وهذا يشمل أيضاً فحص جودة اللحوم والمنتجات الحيوانية قبل أن تصل إلى المستهلكين.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الأمراض التي تصيب الحيوانات يمكن أن تنتقل إلى الإنسان، حيث يشير الخبراء إلى أن نحو 80% من الأمراض المعدية تكون مشتركة بين الحيوان والإنسان. لذا فإن علاج الأمراض عند الحيوان يعد خطوة أساسية في الوقاية من انتقالها إلى البشر.

في سياق آخر، يساهم البيطريون في الحفاظ على الثروة الحيوانية، الداجنة، والسمكية، ويعملون على تنميتها وزيادتها. هدفهم هو توفير غذاء آمن وصحي ومستدام للمواطنين. كما أنهم يتولى مسؤولية فحص وتقييم الغذاء المستورد لضمان عدم دخوله البلاد إلا بعد التأكد من سلامته من خلال الفحوصات التي يجريها البيطري، وقد يتطلب الأمر السفر إلى الخارج لفحص المنتجات قبل وصولها.

علاوة على ذلك، يتعامل البيطريون مع مجموعة متنوعة من الحيوانات بما في ذلك الأليفة والمفترسة، ويتعرضون في سبيل ذلك لمخاطر قد تهدد حياتهم، في ظل الظروف البيئية الصعبة، سواءً في فصل الصيف أو الشتاء، يعمل البيطريون في أوقات مبكرة من الصباح حتى المساء، تحت ظروف مناخية قاسية قد تتضمن الحرارة الشديدة، البرودة القارسة، الأمطار، والثلوج.

 

العمل الذي يقوم به البيطريون ليس فقط عملاً مهماً، بل هو أيضاً عملاً يستحق الاحترام والتقدير، إنهم يمثلون خط الدفاع الأول ضد الأمراض، ويقدمون خدماتهم بإخلاص وتفانٍ، حتى في المناسبات مثل عيد الأضحى المبارك، حيث يواصلون عملهم لضمان سلامة الغذاء وتوفير الطمأنينة للمواطنين خلال المناسبات.

كيف تعتزم الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين تحقيق أهدافها الاقتصادية في دعم مجال البيطرة، وخاصة في ما يتعلق بتصنيع الأدوية  وتطوير الإنتاج الفلاحي الحيواني؟

تسعى الجمعية إلى تحقيق أهدافها الاقتصادية من خلال دعم تصنيع الأدوية البيطرية وتطوير الإنتاج الفلاحي الحيواني، لذلك  نحن نعمل على تعزيز الشراكات مع الشركات المحلية والدولية لتطوير وتحسين إنتاج الأدوية البيطرية، والتوسع في مشاريع الإنتاج الحيواني، كما نركز أيضاً على تحسين سلالات الثروة الحيوانية، وتطوير تقنيات التربية والتشخيص. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على دعم مشاريع كبيرة لزيادة الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي من خلال الاستفادة من الشراكات العربية والأفريقية وتصدير فائض إنتاج الأدوية.

في هذا الصدد نظمت الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين القمة العربية البيطرية التي درست الكثير من النقاط التي تتعلق بالأمن الغذائي في الوطن العربي،كما أنها ضمت في جدول أعمالها دراسة لوائح للإتحاد العام للأطباء البيطرين العرب وأيضا جلسة إقتصادية عربية كبرى للحديث عن الإستثمار في مجال البيطرة للعالم العربي.

كانت القمة فرصة حضرت فيها الجمعية البيطرية الإفريقية لتأكيد على انها إمتداد عربي إفريقي يأتي نتاجا لتوجهات الدولة الجزائرية، والأطباء يواكبون بدورهم هذه الدبلوماسية حاملين رسالة هادفة تقوم على أساس إقتصادي.

بالحديث عن الاهتمام الدولي بالطب البيطري، هل تشهد مهنة الطب البيطري اهتماماً متزايداً على الصعيدين الوطني والدولي؟ وهل تتلقى الجمعية الدعم من منظمات دولية أو مؤسسات غير حكومية؟

نعم، مهنة الطب البيطري تشهد اهتماماً متزايداً على الصعيدين الوطني والدولي، نحن نسعى لتعزيز قدراتنا وتوسيع نطاق عملنا لتبادل الخبرات مع نظرائنا من مختلف أنحاء العالم حتى أن الجمعية تشارك في المؤتمرات والورش العلمية محلياً ودوليا.

ما هي أبرز التحديات التي تواجه مهنة البيطرة في الجزائر وكيف يمكن تحسين الوضع؟

من أبرز التحديات التي تواجه مهنة البيطرة في الجزائر هي قلة التقدير والوعي بأهمية دور الأطباء البيطريين، هناك نقص في الوعي المجتمعي بدورهم الحيوي، وقلة تقدير من الجهات الرسمية ووسائل الإعلام، نحتاج إلى تحسين تقدير الأطباء البيطريين من خلال زيادة الوعي بأهمية عملهم وتقدير جهودهم، هذا يشمل تحسين الظروف المادية للأطباء البيطريين، وتوفير الدعم اللازم لهم من خلال تحسين الرواتب وتوفير بيئة عمل مناسبة، نأمل أيضاً في تعزيز التعاون مع السلطات الوصية والإعلام لتسليط الضوء على أهمية مهنة الطب البيطري وضرورة دعمها.

يمكن للطبيب البيطري أن يقدم تجاه الوطن الكثير خاصة في الأزمات الاقتصادية التي تشهدها كثير من البلدان في الوقت الحالي، فمهنة الطب البيطري لم تحضى بفرص كاملة لإظهار دورها الحقيقي بالنسبة للمجتمعات.

يمكن للطب البيطري أن يصبح أحد أهم موارد الدخل القومي من خلال الحفاظ على الثروة الحيوانية، والعمل على تنميتها، وزيادة معدلات الإنتاج، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي، حيث نرجو من السلطات الوصية إرساء البرامج والتوجيهات والتدعيم الكامل لتحسين سلالات رؤوس الماشية المحلية، ورفع كفاءة بعض الهيئات البيطرية وتدعيمها بالأجهزة اللازمة، والاهتمام بالصحة والرعاية البيطرية.

 

 فضلاً عن دعم المشاريع الكبيرة، وافتتاح مجمعات متكاملة للإنتاج الحيواني، خصوصاً في الصحراء الجزائرية، بالإضافة إلى إيجاد شراكات أجنبية لعمل مصانع حقيقية للقاحات التي تكلف الخزينة مبالغ طائلة جراء استيرادها، والعمل على ربط الشراكات العربية والأفريقية لتصدير فائض إنتاج الأدوية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services