78

0

نصف قرن من الوحدة بقيادة البوليساريو

السفارة الصحراوية بالجزائر تحيي الذكرى الـ50 لإعلان الوحدة الوطنية

أحيت السفارة الصحراوية بالجزائر، اليوم الأحد، بقصر الثقافة مفدي زكريا، الذكرى الخمسين لإعلان الوحدة الوطنية الصحراوية، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، وبحضور ممثلي مؤسسات الدولة الجزائرية، شخصيات سياسية، وأبناء الجالية الصحراوية.

شروق طالب 

ألقى سعادة السفير الصحراوي بالجزائر، ادوه خطري ادوه، كلمة بالمناسبة، استهلها بالترحيب بالحضور، موجها تحية تقدير وامتنان للجزائر شعبا وحكومة على مواقفها التاريخية، الراسخة والثابتة في دعم كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره واستقلاله الوطني.

وثمن السفير وقوف الجزائر، طوال خمسين عاما، إلى جانب الشعب الصحراوي، باستقبال لاجئيه، ودعم مقاومته، واحتضان نضاله المشروع بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"، مؤكدا أن الجزائر شكلت عمقا استراتيجيا ومصدر دعم سياسي وأخلاقي لا يقدر بثمن.

هذا واستعرض السفير أهمية الذكرى التاريخية لــ 12 أكتوبر 1975، التي شهدت انعقاد الملتقى الوطني الصحراوي الأول في المناطق المحررة، والذي أعلن فيه عن قيام الوحدة الوطنية الصحراوية، وتكريس جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، وذلك ردا على محاولات تقسيم وتشتيت إرادة الصحراويين بعد انهيار المشروع الاستعماري الإسباني.

كما أوضح أن هذا الملتقى جاء في لحظة دقيقة، تزامنا مع مؤشرات انسحاب الاستعمار الاسباني، وتزايد نذر الاجتياح المغربي المدعوم من قوى استعمارية الأجنبية، ما استدعى تعبئة شاملة لكافة الصحراويين وتوحيد صفوفهم تحت راية الجبهة الشعبية.

وأكد السفير أنه بفضل وحدة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تم إفشال مشاريع الاحتلال والتقسيم، مما سمح بتأسيس قاعدة نضالية متينة أرست معالم الدولة الصحراوية لاحقا، التي أعلن عن قيامها في 27 فبراير 1976.

وأشاد بدور القادة المؤسسين، وعلى رأسهم الشهيد الولي مصطفى السيد، في بلورة هذه الوحدة، التي ضمت مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية الصحراوية، بما فيها من كان يعارض الجبهة، في مشهد ديمقراطي يؤكد روح الإجماع الوطني على حق تقرير المصير ومقاومة الاحتلال.

وشدد سفير الجمهورية الصحراوية في الجزائر، على أن الوحدة الوطنية كانت وستظل الحصن الحصين لمواجهة كل محاولات الاختراق والابتزاز والتشويه التي قادتها دولة الاحتلال المغربي عبر حملات إعلامية ونفسية، وشراء الذمم، ودعم مشاريع التفرقة.

هذا وجدد التأكيد على أن الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، ماضٍ في نضاله حتى نيل استقلاله التام، مشيرا إلى أن محاولات فرض الاحتلال كأمر واقع لن تنجح، وأن أي حل لا يقوم على تقرير المصير والاستفتاء الحر لن يكون مقبولا، وسيعتبر خرقا للشرعية الدولية.

وأشار ادوه خطري إلى تقاعس المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في تطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالصحراء الغربية، وتحملهم المسؤولية في استمرار الاحتلال والنهب الممنهج للثروات، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة.

كما انتقد بحدة سلوك النظام المغربي الذي ضرب عرض الحائط بالاتفاقات الموقعة سنة 1991، برعاية أممية، والتي تنص على إجراء استفتاء تقرير المصير، متسائلا: أين كانت تلك الأطراف الدولية التي تطالب اليوم بقبول الأمر الواقع، عندما كان الشعب الصحراوي يباد ويهجر؟

وأعرب السفير عن قناعة الشعب الصحراوي بوجود شركاء شرفاء في العالم، بما في ذلك داخل المغرب نفسه، ممن يمكن أن يكونوا جزءا من مستقبل السلام والتعاون والتكامل المغاربي، مؤكدا أن الصراع ليس مع الشعوب، بل مع أنظمة الهيمنة والتوسع.

وختم كلمته بتجديد الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والضغط من أجل إنهاء آخر مظاهر الاستعمار في إفريقيا، وإقرار الحق الثابت وغير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير المصير، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

ومن جانبه أكد نائب رئيس مجلس الأمة، رابح بغالي، في كلمة له خلال الفعالية، أن هذه المحطة التاريخية تمثل فرصة لتجديد التمسك بالقيم الوطنية واستحضار رمزية النضال المشترك الذي خاضته الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار.

وقال بغالي إن الجزائر، التي كانت في طليعة حركات التحرر خلال ستينيات القرن الماضي، لم تكن بعيدة عن معركة الاستقلال، بل كانت في صلبها، حاملة مشعل الثورة، وملهمةً للشعوب في سعيها نحو الحرية.

وأشار إلى أن تلك المرحلة المفصلية من تاريخ القارة الإفريقية، شكلت بداية وعي جماعي بقيمة الوحدة، مضيفا أن شعار المرحلة آنذاك كان واضحا: "شعب موحد بدمنا ينتصر."

الشباب الصحراوي.. الركيزة الأساسية في معركة التحرير

في تصريح خاص لجريدة بركة نيوز، أكد أعلي محمد سالم، الأمين العام لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، أن الذكرى الخمسين للوحدة الوطنية تأتي كتتويج لنصف قرن من الكفاح المتواصل الذي يخوضه الشعب الصحراوي ضد الاحتلال، مشددا على أن المعركة لم تكن فقط عسكرية، بل شملت جبهات مدنية وثقافية تقودها مختلف فئات المجتمع، وعلى رأسها الشباب.

وأوضح سالم أن شباب المناطق المحتلة يواصلون نضالهم من أجل الحرية، رغم الظروف الصعبة والانتهاكات المتكررة. 

كما أشار إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية، والضغوط التي يتعرضون لها نتيجة مواقفهم السياسية وهويتهم الوطنية.

وأضاف أن الشباب في مخيمات اللاجئين، إلى جانب نظرائهم في المناطق المحتلة وجنوب المغرب والمهجر، يشكلون جميعًا جبهة موحدة، ويساهمون بفعالية في إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى العالم. 

وأعلن أعلي محمد سالم أن الاتحاد يستعد لتنظيم منتدى شبابي عالمي خلال الفترة المقبلة، تحت رعاية الجمهورية الصحراوية والمجلس الأعلى للشباب الجزائري، كما يجري التحضير لعقد مؤتمر وطني للشباب الصحراوي في نوفمبر المقبل، بهدف تعزيز المشاركة السياسية والتعبئة الجماهيرية.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services