711

0

نمو اللغة عند الطفل وعلاقته بالوضعيات الأسرية

 بقلم الأخصائية الأرطفونية: خديجة بوشعشوع

تعيش الأم أحلى لحظات عمرها برفقة ابنها وهو يستكف العالم المحيط به ويبدأ بتعلم كل ما هو جديد ولعل أكثر ما يميز هذا النمو هو قدرته على اكتساب اللغة الشفهية فقول كلمة ماما يعتبر من اللحظات الجوهرية التي تعيشها الأم و التي تظل تنتظرها منذ قدوم ابنها لهاته الدنيا، لكن ومع ظهور عديد الأمراض والاضطرابات التي تمس النمو اللغوي الطبيعي عند الطفل وظهور مسبباتها فان موضوع الاكتساب هذا أصبح الشغل الشاغل عند الأم ، فتبقى الأسئلة تتبادر إلى ذهنها حول ما إذا كان ابني سليم ، و كيف يمكن أن أساعد ابني و هل في الحقيقة تلعب الأسرة دورا في نمو اللغة عند الطفل؟ 

تعتبر اللغة ملكة طبيعية مكتسبة تستلزم لاكتسابها أولا نموا فزيولوجيا و سلامة حسية تظمن للطفل استدخال اللغة و نتحدث هنا عن حاسة السمع التي تعتبر أول وظيفة تضمن اكتساب اللغة.

فمن خلال حاسة السمع يستدخل اللطفل الأصوات اللغوية المختلفة و مسميات الأشياء و يبدأ في تقليد ما يسمعه ومن ثم تخزينه ليصبح في ما بعد بنية لغوية، و الطفل و منذ لحضاته الأولى يلاحظ أنه يستجيب للأصوات و يتفاعل معها و ينتبه لها.

فالطفل و منذ يومه الأربعين يصبح قادرا على تمييز صوت أمه و الاستجابة له، لذلك فان أول الأعراض التي قد تدل على أن لغة الظفل قد تكون مضطربة هي أي خلل يمس خاسة السمع لديه كذلك هو الأمر من الناحية العصبية فأي خلل يمس الجانب العصبي عند الطفل قد يؤدي بالضرورة إلى اضطرابات لغوية.

وقبل الحديث عن مسسبات هذه الاضطرابات وأعراضها وجب أولا معرفة ماهيتها؟

الاضطرابات اللغوية هي أي خلل أو عجز يمس قدرة الفرد الطبيعية على اكتساب اللغة واستعمالها بشكل طبيعي، يمكن أن تظهر هذه الاضطرابات بشكل عام خلال السنوات الأولى للنمو، تظهر في شكل عجز عن استخدام لغة المحيط وعدم القدر على التعبير، تختلف الأعراض طبعا حسب سن الطفل لكن نتأكد من تشخيصها في سن 3 سنوات.

قبل هذا السن فان الطفل يمر بعديد المراحل التي تسمح بنمو هذه المهارات من بينها المناغات والضحك واستخدام أصوات مختلفة، لذلك فإننا إذا لاحظنا قبل سن الثالثة أن الطفل غير قادر على أداء هذه الأفعال اللغوية- المناغات – الضحك- فإننا نتنبأ له أنه قد يعاني مكن اضطرابات في المستقبل وهو ما وجب على الأم التركيز عليه في فترات التربية الأولى، من هنا يمكن القول أن التركيز على الجانب الفزيولوجي الذي يتمثل في السمع و السلامة العصبية و التركيز عن النمو اللغوي قبل استخدام الأصوات اللغوية له دور فعال في اكتشاف الاضطرابات و التوجه للعلاج.

تؤثر الاضطرابات اللغوية على اندماج الطفل داخل محيطه بحيث يسجل الطفل عجزا في التفاعل الأجتماعي داخل أسرته، كما أنه يكون غير قادر على التعبير عن احتياجه، وكذلك التعبير عن مشاعره وهذا ما يؤدي به تبني سلوكات مضطربة كنوبات البكاء والغضب وحتى تكسير ما يحيط به من ألعاب وأشياء، وبسبب نقص الوعي.

في هذا الصدد فغالبا ما تقوم الأم بصفة خاصة بتدعيم هذا السلوك من خلال أما الانفعال معه بشدة و أما من خلال معاقبة الطفل بصورة أكبر وهو ما يجعله في زيادة، وجب على الأم الانتباه لمثل هذه السلوكيات التي تدل على وجود الاضطرابات السلوكية عند الطفل 

نؤكد أنه كلما تم اكتشاف هذه الأعراض- و التي تكون قبل سن التشخيص مجرد علامات يمكن التحكم فيها وضبطها إذا ما تم التدخل مبكرا من طرف أخصائي أرطفوني- بصفة مبكرة فان الطفل قادر على التحسن والاندماج و تحقيق ذاته داخل المجتمع، ولهذا فإننا نؤكد كأخصائيين على ضرورة التوعية ومعرفة النمو الطبيعي عند الطفل وذلك من أجل القدرة على اكتشاف الاضطراب ان وجد.

تظهر أعراض بشكل جلي في لغة الطفل والتي تتمثل في عدم قدرتة الطفل على استخدام اللغة مثل أقرانه حيث يكون نمو الطفل اللغوي غير مناسب لعمره ويظهر ذلك كلما كبر الطفل في العمر، كذلك يظهر أن الطفل غير قادر على تسمية الأشياء قي محيطه وأيضا التعبير عن رغباته وختى الاشارة اليها في بعض الحالات ويكتفي الطفل اما بالبكاء أو الصراخ أو جر الأم من يدها الى الشيئ على الرغم من وصوله الى سن لزم فيه استخدام اللغة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services