491
0
نحو انفراج أزمة كساد التفاح في باتنة
قرارات عملية تعيد الأمل لصغار الفلاحين

تسير أزمة كساد منتوج التفاح التي عاشها فلاحو ولاية باتنة خلال الأسابيع الماضية نحو الإنفراج، بعد سلسلة اجتماعات ماراطونية أفضت إلى حلول عملية،اعتبرها متابعون بمثابة خشبة إنقاذ لموسم الجني، خصوصا بالنسبة لصغار الفلاحين الذين يمثلون نحو 80 بالمئة من المنتجين ويعتمدون على الفلاحة المعيشية في مرتفعات الأوراس. وحسب التقديرات الرسمية، فإن إنتاج هذا الموسم يناهز مليونًا و600 ألف قنطار من مختلف أصناف التفاح.
ضياء الدين سعداوي
و كان الموقع الإخباري "بركة نيوز " في مقال سابق قد أشار إلى معلومات اطلع عليها من مصادر مقربة من وزارة الفلاحة مفادها أن مؤسسات عمومية إقتصادية تابعة للوزارة الوصية ، قد شرعت في إجراءات اقتناء التفاح من الفلاحين في ولاية باتنة ؤ استجابة لمطالبهم التي رفعوها إلى الوالي محمد بن مالك خلال اجتماع جمعهم به ، والذي بدوره اتخذ قرارا مؤقتا يقضي بتعليق إجراءات تسقيف التفاح و الخرجات الميدانية لأعوان التجارة ، إلى غاية نظر السلطات المركزية المتمثلة في وزارتا التجارة و الفلاحة في مطالب الفلاحين المتمثلة أساساً في إعادة النظر بخصوص الإجراءات التي دفعت إلى عزوف التجار عن شراء المنتوج من الفلاحين ما تسبب في أزمة كساد هددت بنسف الموسم و تكبيد صغار الفلاحين الذين يمثلون 80 بالمائة من منتجي التفاح خسائر كبيرة.
إجتماع حاسم بقيادة والي باتنة
في سياق متابعة الملف، ترأس محمد بن مالك والي باتنة، نهاية الأسبوع، اجتماع عمل موسع خصص لتحديد آليات اقتناء مادة التفاح، تطبيقًا لتعليمات وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، المتضمنة تفعيل البرنامج الوطني لضبط هذه المادة، وأسندت مهمة التنفيذ إلى المؤسستين العموميتين الإقتصاديين FRIGOMEDIT وAGROLOG، المتخصصتين في التخزين والتسويق، وهذا ما كانت قد أشارت إليه "بركة نيوز" في وقت سابق.
وشارك في الإجتماع ممثلون عن مختلف الفاعلين في القطاع، من بينهم رئيس المجلس الشعبي الولائي، مدير المصالح الفلاحية بمعية رؤساء الأقسام الفرعية الفلاحية بالمناطق المنتجة للتفاح، مدير التجارة، رئيس الغرفة الفلاحية، المجلس المهني المشترك للأشجار المثمرة، إلى جانب مسؤولي المؤسستين العموميتين، إضافة إلى ممثلي الإتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين وأمناء البلديات المنتجة للتفاح، فضلا عن الجمعية الفلاحية "الأوراس المبهج".
تسعيرة مطمئنة وإجراءات مرافقة
كشف رئيس الإتحاد الولائي للفلاحين بباتنة، صلاح الدين زياني، أن الإجتماع خلص إلى وضع آليات واضحة لضبط السوق وتثمين المنتوج، حيث تم الإتفاق على تحديد سعر شراء التفاح ما بين 250 و300 دج للكيلوغرام الواحد، مع تكفل المؤسستين بنقل المنتوج داخل الولاية، واحتساب وزن الصناديق ضمن السعر، فضلا عن تسديد المستحقات في آجال لا تتعدى 20 يومًا من تاريخ البيع.
وأوضح زياني أن الإجراءات تشمل أيضا إبرام عقود رسمية بين الفلاحين والمؤسسات المشترية، على أن يتم التسجيل عبر الأقسام الفرعية للفلاحة والغرفة الفلاحية، مؤكدا أن الإتحاد سيواصل مرافقة صغار الفلاحين لضمان نجاح العملية.
الجمعية الفلاحية: "ضمانات في صالح الفلاح"
من جهته، أكد صالح مختاري، رئيس الجمعية الفلاحية "الأوراس المبهج"، أن الحلول المقترحة لاقت ارتياحا كبيرا لدى المنتجين، خاصة ما تعلق بتولي المؤسسات العمومية تكاليف النقل و كراء غرف التبريد عبر الولاية ،وشدد على تمسك الجمعية بالسعر المقترح (300 دج/كلغ)، حمايةً لمصالح الفلاحين وتغطيةً لتكاليف الإنتاج، معتبرا أن هذه الإجراءات تضع حدا لإحتكار الوسطاء والمضاربين.
أولوية لصغار المنتجين
بدوره، أوضح ياسين بن شايبة، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، أن الأولوية في عملية البيع ستمنح لصغار الفلاحين، "بإعتبارهم الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج"، مضيفا أن القرارات الجديدة من شأنها إنقاذ الموسم الحالي وإعادة الثقة إلى الفلاحين الذين عانوا من عزوف التجار ، كما أشار إلى مقترح خاص قدمه رئيس المجلس الشعبي الولائي أحمد بومعراف و وافق عليه الوالي محمد بن مالك يتعلق بتسويق تفاح "رويال" من المناطق الأكثر تضرراً و المعروف عنها انتاج هذا النوع من التفاح إلى المؤسسات العمومية، بما فيها المدارس والمستشفيات والإقامات الجامعية، بأسعار تراوحت بين 120 و200 دج للكيلوغرام، حيث طلب بن مالك من مديرية التجارة قائمة للتجار المكلفين بتمموين المؤسسات العمومية و الإتصال بهم لإبلاغهم بالقرار، وهو ما أدخل الطمأنينة على فلاحي المنطقة.
إنتظار التطبيق الميداني
ورغم الإرتياح الذي عمّ أوساط الفلاحين، لا يزال كثيرون منهم يطالبون بالإسراع في تجسيد هذه القرارات على أرض الواقع، نظرا لأن كل يوم تأخير يعني مزيدا من الخسائر، خاصة وأن جزءا من المحصول لا يزال على الأشجار مهددا بالتساقط.
ويرى مراقبون أن نجاح هذه الإجراءات مرتبط بسرعة التنفيذ وصرامة المتابعة، بما يضمن استقرار السوق الوطنية، ويعيد الإعتبار إلى منتوج التفاح الأوراسي المعروف بجودته العالية، ويفتح أمامه آفاق التصدير.