صدر للكاتب والسيناريست المغترب نجيب لعرابة رواية باللغة الفرنسية:" الحرقة (الهول)" عن دار النشر الفرنسية "إسبان"، والتي لم تدخل سوق الكتاب بعد ، وسيشارك في الطبعة ال 28 من معرض الجزائر الدولي للكتاب "سيلا" الذي سيقام من29 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025 .

ذهبية عبد القادر

   إن الموضوع المفصلي لهذه الرواية المتعددة الشخوص والأحداث هو ما يعرف ب "الحرقة "( الهجرة غير الشرعية ) وهي كلمة اصطلحت على من يغامرون عبر البحر بحثا عن وضع اجتماعي أفضل ، وقد اختار المؤلف فترة العشرية السوداء كمرتكز زماني تسير عليه أحداث روايته، إذ تعاضد عنصرا الخوف من الإرهاب والظروف الاقتصادية التي مرت بها الجزائر ، الأمر الذي أحدث أزمة في الوسط الشباني ، للهروب إلى الخارج بحثا عن الأمن والشغل .

 وقد قدم الكاتب الصادق بخوش لرواية "الحرقة" بنص جاء في بعض مناحيه قوله :" إنها رواية لا تسعى لإنكار الموت،إنما يبحث عن ترويضها عبر الأمل بنظرة مغايرة للموت الذي تقترحه سردية الرواية إنما يجسر لعلاقات أسرية واجتماعية تضمن التكافل للمهمشين ، للتعالي عن مآسي الإنسان في الحياة". لأن ليس نفي الموت ما يقترحه المؤلف، ولكنه يقترح لقاء حميمي ،تقريبا عائلي كمرحلة ضرورية لإعادة غزو الحياة".

   ونشير إلى أن الرواية لا تحتوي  على وحدة هيكلية في بنائها الدرامي ، وإنما هي أقرب إلى سردية تلاحق تجربة كل من "الحرقة" نساء ورجالا ، وكل له أسبابه وظروفه ومأساته الدافعة للمغامرة بطريقة غير شرعية من خلال البحر ، فنجد في هذا العمل الروائي عدة أبطال في عمل واحد مثل "حورية" التي اغتيل زوجها فاحتضنت رضيعها لتغامر صوب البحر، ونعثر أيضا على" سمير الشاعر" الذي وجد في تعاطي الكحول ملجأ له، وكذلك "شمس الدين" دائم التصعلوك والتمرد، كما نكتشف في الرواية شخصية مغني الشارع( القوال)، وما إلى ذلك من الشخوص التي تشكل مجتمع الهامش.

   يصور الروائي الأماكن والمواقع كذاكرة للمكان من القصبة ومدارجها إلى ميناء العاصمة ، والبواخر الصدئة وطيور النورس والأكلات الشعبية في الأحياء ، ويغوص في مخيال كل بطل من أبطاله ليقرأ تطلعاته وأحلامه ،ويصف أمزجتهم من خلال اللقاءات والحوارات الهامشية ، ويجسد الأديب نجيب لعرابة لحظات القوة والشجاعة وأوقات الضعف والهوان ، ومدى تكافل هؤلاء المهمشين فيما بينهم .

وبذلك يخلص الكاتب إلى تنوير القارئ لنمط من المجتمعات التي تعيش على هامش الحياة وكثيرا ما يكون مسكوت عنها.

 للعلم فإن الكاتب نجيب لعرابة هو ملاح ( قائد طائرة) ولكن له ميل منذ عديد السنوات لكتابة القصص والرواية والسيناريو، ومن أعماله القصصية: الطائر الأصفر " الطيارة الصفراء 1" و" أنقذوا الكابتن متشو "الطيارة الصفراء2 و"ما ألحقت بنا الحرب من بلاء "الطيارة الصفراء 3" والتي يروي من خلالها قصصا عن الثورة التحريرية، بالإضافة لأعمال أخرى ك"يد ذهبية " و"الخبز" .