30

0

ندوة تاريخية تعيد رسم ملامح المقاومة في قلب سعيدة

احتضنت قاعة المحاضرات بالمكتبة الرئيسية للمطالعة بمدينة سعيدة، صباح اليوم، ندوة تاريخية نظمها نادي التاريخ "الأمير عبد القادر" بالتنسيق مع المكتبة، إحياء للذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني وعقد مؤتمر الصومام (20 أوت 1955/1956).

الحاج شريفي

أشرف على إدارة أشغال الندوة الدكتور شباب عبد الكريم، الذي قدم لمحة حول هذه المحطة التاريخية الخالدة، عقب تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية مزوار مختار مدير المكتبة. كما ألقت الطفلة زيغم جيهان وداد قصيدة شعرية بعنوان "عبد القادر سيف الجزائر" استحضرت فيها روح مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.

اللقاء عرف حضور وجوه بارزة في الساحة التاريخية والمجتمعية، من بينها المجاهدة درقاوي حليمة المدعوة بديعة، وعائلة الشهيدة قرينة بدرة، إضافة إلى ممثلين عن الدرك الوطني والأمن الولائي، نائب المجلس الشعبي الوطني عبد القادر مرابط، مدير متحف المجاهد، رئيس المكتب الولائي لجمعية متقاعدي الشرطة، ممثل قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، إلى جانب دكاترة في التاريخ ومثقفين وممثلي وسائل الإعلام.

مداخلات ومحاور الندوة
توزعت الجلسة على محورين رئيسيين:

المحور الأول: قدمه بغداد مرابطي رئيس نادي التاريخ "الأمير عبد القادر"، حيث سلط الضوء على استشهاد البطل محمد بن علال خليفة الأمير عبد القادر في معركة الجعافرة، مبرزا الدور البطولي الذي لعبته منطقة سعيدة في المقاومة الشعبية والمعارك التي شهدتها، والتي خلفت مئات الشهداء والأسرى، حسب ما وثقه كتاب تحفة الزائر. كما قدمت المجاهدة درقاوي حليمة شهادة حية عن مسيرتها في صفوف جيش التحرير، متطرقة إلى الاجتماعات الثورية التي شاركت فيها والظروف الصعبة التي رافقت استشهاد الدكتور يوسف دمرجي.

المحور الثاني: تناوله الدكتور رفاس محمد، رئيس المجلس العلمي لمتحف المجاهد بسيدي بلعباس، حيث استعرض نشأة الصحة العسكرية في المنطقة السادسة والولاية الخامسة، والدور الريادي الذي اضطلع به الشهيد يوسف دمرجي في تكوين الممرضين، وتقديم الخدمات الصحية للسكان، والتوعية بمخاطر الأمراض. كما عرج على نشاطه الدعائي ضد الاستعمار الفرنسي من خلال مراسلاته التي فضحت جرائمه وأثارت الرأي العام الفرنسي، حتى كتبت عنه جريدة لوموند.
وأشار الدكتور رفاس أيضا إلى الدور الكبير الذي أدّاه الصديقان للثورة كلوديوس ستيفانيني وكوبي اللذان قدما تضحيات جسام بمدينة سعيدة، مؤكدا ضرورة إعادة الاعتبار لأمثالهما.

اختتمت الندوة بفتح باب النقاش بين الحضور، قبل أن يكرم نادي التاريخ ضيوفه عرفانا بمشاركتهم وإسهامهم في إنجاح هذا الموعد التاريخي.

 

 

 

بهذا النشاط، أثبتت مدينة سعيدة مرة أخرى وفاءها لذاكرتها النضالية، من خلال ربط الأجيال بتاريخها وصون تضحيات أبطالها الذين صنعوا مجد الجزائر واستقلالها.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services