نظمت جمعية “آلاء للتنمية الأسرية” ضمن مشروع “سلسلة الندوات من أجل التوعية والتحسيس والتثقيف لتحقيق المعرفة والإدراك”، اليوم الخميس، ندوة إلكترونية موسومة بعنوان “الأسرة والعالم الرقمي… كيف الأمان؟” عبر تقنية “زووم”، نشطها دكاترة ومختصون في مجالات عديدة.
نسرين بوزيان
افتتحت رئيسة الجمعية، الدكتورة لطيفة العرجوم، الندوة مؤكدة على الاهتمام الكبير الذي توليه الجمعية لمرافقة الأسرة وتعزيزها بالوعي في ظل التحديات المختلفة التي تواجهها.
حلول لمخاطر التكنولوجيا على الأسرة
تطرق المستشار في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار، إلى أساليب تأمين الأسرة من المخاطر التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم في ظل التطبيقات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الإنسان. كما لفت إلى أن بعض الأولياء يغفلون الآثار السلبية التي تسببها الهواتف الذكية، حيث قد تقوم بعض الأمهات بإعطاء الهاتف لأبنائهن لوقف بكائهم أو لإشغالهم وملء فراغهم.
وفي هذا الصدد، اقترح قرار مجموعة من الحلول لمواجهة هذا التحدي، أبرزها استخدام برامج الرقابة الأبوية لمتابعة استخدام الأبناء للتكنولوجيا، وضرورة توعية الأولياء بمخاطر التكنولوجيا وتعليم أبنائهم هذه المخاطر، وتحديد أوقات الاستخدام العقلاني للإنترنت لتجنب التفريط في استعمال الهواتف،بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتعرف الأولياء على كيفية استخدام التطبيقات وصفحات التواصل الاجتماعي.
كما أبرز المتحدث مزايا خدمات تطبيقات الرقابة الأبوية، ومنها تحديد أوقات استعمال الهواتف بعد ربطها بتطبيقات معينة، ومنع استخدامها أثناء التواجد في القسم، كما يمكن تحديد التطبيقات المستخدمة والمواقع المتاح الوصول إليها باستخدام كلمات مفتاحية خاصة، مما يحمي الأبناء من الولوج إلى مواقع ضارة تمس بالأخلاق، ويقترح عليهم بدائل مفيدة.
متلازمة الفومو
أما الإعلامية وعضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، وسيلة لبيض، فقد اختارت الحديث عن الجانب النفسي، حيث طرحت إشكالية “متلازمة الفومو” (الخوف من فوات الشيء)، وأبرزت أن الأطفال اليوم أصبح لديهم نوع من الإدمان على العالم الافتراضي، حيث يشعرون بالحاجة الملحة لمتابعة كل جديد كي لا يفوتهم شيء، مما يجعلهم يصابون باضطراب “الفومو”. وقد لاحظت المتحدثة أن العديد من الأطفال، خاصة جيل “الفا” الذي وُلِد بين 2010 و2015، يفضلون التسلية والترفيه عبر التطبيقات الرقمية بدلًا من اللعب في الهواء الطلق.
وأشارت لبيض إلى بعض الأعراض السلوكية للأطفال الذين يعانون من “الفومو”، مثل الشعور بالقلق والمقارنة المستمرة مع الآخرين، والتقلبات المزاجية، والانعزال والعدوانية، مما يسبب استغراب الأولياء من تصرفاتهم، وأوضحت أن الإفراط في استخدام الهواتف ومواقع التواصل يؤدي إلى الشعور بالإدمان وصعوبة التغلب على هذا الاضطراب.
كما حذرت المتحدثة الأولياء من المحتويات التسويقية والإعلانات الترويجية التي تستهدف الأطفال بطريقة جذابة، داعية إلى ضرورة الفطنة واليقظة قبل وصول الطفل إلى مرحلة الإدمان، والتأكد من صحة الأخبار والمعلومات التي يتعرضون لها، لضمان عدم تأثيرها على سلوكهم.
أهمية متابعة أولياء الأمور لأبنائهم نفسيًا
من جهتها، تطرقت المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة أم. تي. واي للبرمجيات الذكية و المديرة الإقليمية لمايكروسوفت، وفاء بن التركي، إلى الآثار السلبية التي تتسبب فيها التطبيقات الرقمية، مثل العزلة الاجتماعية وقلة التواصل المباشر بين الأفراد. وأكدت على ضرورة أن يحرص الأولياء على ملىء فراغ أبنائهم بالأنشطة التفاعلية المفيدة بدلاً من إضاعة الوقت على الإنترنت.
كما شددت المديرة الإقليمية لمايكروسوفت على أهمية وجود استراتيجية رقمية تساعد الأولياء في متابعة أنشطة أبنائهم على الإنترنت، وإنشاء محتوى رقمي هادف بعيدًا عن المعلومات المغلوطة. ا
التعليم الرقمي: مسؤولية الجميع
وفي ردهم على سؤال موقع “بركة نيوز” حول تعزيز الوعي والتعليم الرقمي في الجزائر، خاصة لدى الأسر التي تعاني من الأمية الرقمية، أكد المحاضرون أن هذا التحدي كبير ويتطلب تعاون جميع الأطراف،وأشاروا إلى أن دور التثقيف والتعليم يجب أن يكون مسؤولية مشتركة بين الأولياء، جمعيات المجتمع المدني، وسائل الإعلام، والمؤسسات الرسمية كافة، مع ضرورة أن تتخذ الحكومة إجراءات للحد من الآثار السلبية لهذه التقنيات على المجتمع.
يذكر ان المداخلات أجمعت على ضرورة التعاون بين جميع أطراف المجتمع لتعزيز الوعي الرقمي لدى الأسر الجزائرية، مؤكدين أن مواجهة تحديات العصر الرقمي تتطلب جهدًا جماعيًا وتوعويًا من الجميع.