128
1
ندوة علمية حول تحيين قائمة التراث العالمي لليونسكو بالعاصمة

أكد المشاركون بأشغال الندوة العلمية “تحيين القائمة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو”، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، اليوم على أهمية توحيد الجهود بين كل الجهات المعنية لترقية التراث الثقافي الجزائري وتعزيز حضوره في المحافل الدولية.
نسرين بوزيان
وخلال اشرافه على افتتاح أشغال الندوة، أكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو أن هذه الخطوة تعبّر عن ثراء وتنوع التراث الجزائري، مشيرًا إلى أن المواقع المقترحة تمتد إلى أكثر من خمسين قرنًا، بدءًا من العصر الحجري الحديث في منطقة تفدست بالأهقار، وصولًا إلى قصور الأطلس الصحراوي والأضرحة الملكية النوميدية.
وكشف أن القائمة المقترحة تضم 11 موقعًا، منها موقعان طبيعيان (الحظيرة الوطنية لجرجرة، الحظيرة الوطنية للقالة)، وموقعان مختلطان (تفدست، واحات غوفي والقنطرة)، بالإضافة إلى ثلاثة مشاهد ثقافية (بندرومة وطرارا، نظام السقي بالغوط)، وخمسة مواقع ثقافية أخرى، من بينها قصور الأطلس الصحراوي، الأضرحة الملكية، التراث الأثري لمدينة تبسة، نظام القلاع بتوات قورارة، ومسارات أوغسطية بالمغرب الأوسط.
وأشار الوزير إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن تنفيذ اتفاقية 1972 لليونسكو لحماية التراث العالمي، وستُترجم من خلال خطة عمل تمتد بين 2025 و2029.
وكشف عن تشكيل فريق علمي وطني يضم خبراء جزائريين ودوليين، بإشراف من اليونسكو، لإعداد ملفات التسجيل، بداية بملف “الأضرحة الملكية ”، مع العمل تدريجيًا على المواقع الأخرى حسب الأولويات.
كما شدد بللو على التزام بإعداد مخططات تسيير جديدة للمواقع المصنفة، وعددها سبعة، وهي: قلعة بني حماد، وادي ميزاب، طاسيلي، ازجر،تيمقاد، جميلة، تيبازة، والقصبة.
مؤكدا أن وزارته تعمل أيضا على إعداد أطر تقنية جديدة لتسيير هذه المواقع وفق منهجية تشاركية وتساهمية، تهدف إلى ترشيد الموارد، وتحقيق استغلال اقتصادي مستدام للتراث الثقافي والطبيعي، بما يعزز من حضور الجزائر دوليًا.
داعيا الكفاءات الجزائرية داخل الوطن وخارجه للمساهمة العلمية والفكرية في ترقية هذا التراث وتقديم اقتراحاتهم للتثمينه على المستوى العالمي.
من جانبه، أكد الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو، كادي كريم، أن تحيين القائمة التمهيدية يأتي تتويجًا لورشات عمل سابقة، ويعكس حرص السلطات العليا على تعزيز مكانة التراث الجزائري على الساحة الدولية.
كما أشار إلى أن الجزائر، منذ انضمامها لليونسكو، نجحت في تصنيف سبعة مواقع ضمن قائمة التراث العالمي، بفضل ملفات متكاملة استوفت المعايير الدولية التي تعتمدها المنظمة.
بدورها، أشادت مديرة حفظ وترميم التراث الثقافي بجهود الدولة في صون التراث الوطني، مؤكدة أن هذا الإرث لا يقتصر على المباني والمواقع فحسب، بل هو شاهد حي على هوية الأمة وذاكرتها التاريخية، مما يستوجب الحفاظ على أصالته وفق المعايير العالمية المعتمدة.
وفي تصريح خاص لـ”بركة نيوز”، أكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أن الجزائر تقدمت بـ11 ملفًا جديدًا لليونسكو لتسجيلها ضمن التراث العالمي، في إطار تنفيذ بنود اتفاقية 1972 الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي.
وأضاف الوزير أن هذا التوجه يهدف إلى خلق توازن في تصنيف التراث بين الثقافي والطبيعي، وأيضًا تحقيق تمثيل جغرافي منصف لمختلف جهات الوطن.
كما أشار إلى أن إدراج هذه المواقع يسهم في رفع مكانة الجزائر داخل منظمة اليونسكو، ويمهّد لدمج التراث ضمن الحركية الاقتصادية والثقافية، لاسيما في مجال السياحة بالتنسيق مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية .
وفي سياق متصل، أوضحت الباحثة بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار، وافية عادل، "لبركة نيوز" أن توثيق “الأضرحة الملكية للفترة القديمة بالجزائر” تمثل دليلاً حياً على وجود حكام ومجتمعات متطورة قبل الحقبة الاستعمارية، قائلة:" الاستعمار حاول طمس هذه المعالم، لكننا اليوم نوثقها علمياً ونمنحها الاعتراف الدولي المستحق".
من جهته، صرّح مدير الحظيرة الوطنية للجرجرة، دحموش أحمد، أن هذه الأخيرة تم إدراجها ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي، مشيرًا إلى أنها تغطي مساحة تفوق 20 ألف هكتار، وتضم أكثر من 1650 صنفاً حيوياً منها 1442 نباتياً و433 حيوانياً.
وأضاف: “الحظيرة تحتوي على كهوف ومغارات تُعد من الأكبر إفريقيا، كما أن لها خصوصية تميزها بوجود سكان محليين ضمنها ما يجعلها نموذجًا في التنمية البيئية المستدامة”.
أما مدير الحظيرة الثقافية للأهقار، مرزاق حمود، في تصريحه ل"بركة نيوز" كشف عن إدراج موقعين ضمن فئة المواقع المختلطة (ثقافية وطبيعية) هما جبال تفسدت وواحات غوفي والقنطرة.
وأكد أن هذه المواقع “تتميز بتنوع ثقافي وبيئي فريد، من خلال النقوش والرسومات الصخرية، والمناظر الجيولوجية الخلابة، ما يعزز فرص الترويج العالمي لحظيرة الأهقار”.
بدوره ، أوضح المهندس المعماري بديوان ترقية سهل ميزاب، بلحاج حمو عبد الله، "لبركة نيوز"أهمية إدراج نظام السقي التقليدي بالغوط في وادي سوف ضمن المشاهد الثقافية، مشيرًا إلى أن ما يميز هذا النظام هو غياب السقي التقليدي، حيث تُغرس أشجار النخيل على عمق يتراوح بين متر إلى مترين من طبقة المياه الجوفية، وتُترك جذورها لتتغلغل وتمتص الماء مباشرة من المصدر الطبيعي، وهذا ما يجعلها ذات “قيمة استثنائية عالمية” وتُجسّد التناغم بين الإنسان والطبيعة، بما ينسجم مع معايير منظمة اليونسكو.