772
0
نداء علماء الأمة لنصرة القدس و فلسطين الأبية
استجابة لنداء علماء الأمة الإسلامية ، وتنديدا لما يحدث من اعتداءات متكررة على المسجد الأقصى، شارك علماء الجزائر في بث مباشر شمل عدة دول، حيث احتضن نادي الترقي بالعاصمة وقفة نداء لعلماء الأمة و أئمتها لمواجهة العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى تحت شعار "نداء علماء الأمة"، بدعوة من جمعية العلماء المسلمين .
شيماء منصور بوناب
استهل عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية علماء المسلمين كلمته بلحظة تذكير و استذكار لما عاشه الشعب الفلسطيني الأبي منذ وطأة الكيان الصهيوني أرضه المقدسة ، مشيرا إلى هذه النفحات النبوية المحمدية المتزامنة مع المولد النبوي الشريف، الذي يلتقى فيه علماء الأمة للموعظة و التوعية بواقع الامة الإسلامية بكل تحدياتها و ازماتها خاصة تلك المتعلقة بالقضية المركزية و الاعتداءات الممارسة على فلسطين من قبل الكيان الصهيوني .
مؤكدا بذلك ثقل مسؤولية العلماء و الدعاء الذي اعتبرهم صفوة المجتمع وقادة الامة و أئمتها لما يحملونه في نداءهم و رسالتهم وعهدهم أمام الله و امام اوطانهم ، بأن يصونوا الأمانة و يشد الحزم لشعب هذه الامة من خلال تبديد الإحباط و التخاذل و تحويله الى أمل و استعداد في وقفات استجابة لمجريات الاحداث في فلسطين و غزة التي تقدم يوميا مواكب شهداء فداء للأرض المقدسة و شعبها .
وتابع مشيرا إلى الازمة التي تعيشها أمتنا نتيجة تخاذل بعض القادة ما استوجب على العلماء ا النهوض في وقفة واحدة واعية تشيد بروح المقاومة للخلاص من العدو الصهيوني الذي يستهين بمقومات الأمة المسلمة و معتقداتها المقدسة.
خاتما كلامه بقوله :" نحن في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين نعتقد أن القدس هي شقيقة مكة و المدينة فالاعتداء على القدس هو اعتداء على مكة و المدينة ، لذا من واجبنا تحريرها و حفظها من الكيان الغاشم المغتصب"
من جهته كشف الشيخ نور الدين لعموري رئيس جمعية المعالي خفايا الممارسات الصهيونية في ارض فلسطين و باحة المسجد الأقصى الذي يشهد اعتداءات متطرفة مكررة أثناء إقامة الاحتفالات والأعياد الدينية و ما تبعها من النفخ بالبوق لثاني مرة منذ سنة 67حين فالإعتداء على المسجد الأقصى و إقامة الشعائر الدينية المختلفة جاء بدعم من الحكومة الصهيونية وقادتها السياسيين.
وعلى ضوء ذلك وجه لعموري في ندائه رسالة وعي للأخوة المرابطين في المقدس و أكناف بيت المقدس قائلا:" ابشروا فإن الأمة لن تخذلكم بإذنه سبحانه و تعالى بعلمائها و دعاتها و كل المسلمين الذين ارتبطت قلوبهم بالمسجد الأقصى فالصبر الصبر و الثبات الثبات حتى يتحرر المسجد الأقصى و تكتب لنا الصلاة فيه".
أما الشيخ نور الدين مكركب فركز في ندائه على توصيات رسول الله و دعوته في أن تعيش البشرية في أمن و سلام وسكينة و اطمئنان على خطى التابعين و الصالحين المتمسكين بالعروة الوثقى رغم الهجمات و الصراعات المتطرفة التي لا تمد بصلة بديننا الحنيف .
مشيرا بذلك لما تعيشه بعض الشعوب في هذا الوقت العصيب من انتهاكات و صراعات تسبب فيها الذين لا يخافون الله تعالى، خاصة فيما نشهد من اعتداءات على الاخوة الفلسطينيين و بيت المقدس رغم أمره تعالى بأن يصان و يحفظ و تشد اليه الرحال ليكون القبلة الأولى التي تسجد فيه الجباه .
وانطلاقا من مبدا الدعوة الإسلامية الى السلم و المسالمة و الأنس و المؤانسة ليعيش بني آدم في ضلال العدل و المسالمة التي ترضى الخالق عزو جل، دعا الشيخ مكركب علماء الامة أن يقفوا موحدين كلمتهم و ندائهم مع الاخوة المقدسيين الفلسطينيين و المعذبين و المقهورين في هذه الأرض سائلا الله ان يرفع عنهم ظلم الظالمين و ينصرهم في أرضهم المقدسة.
ومن منبر الدعوة و التوعية قال الشيخ احمد ابراهيمي رئيس جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني أن لقاء اليوم جاء للفصل في الأحداث الكبيرة التي تقع في المسجد الأقصى من طرف العصابة الصهيونية التي استولت على الأرض المقدسة بأساليب تغيب فيها الإنسانية نتيجة تجاوزاتهم اليومية وممارساتهم الصهيونية التي توهم العالم بأنهم أصحاب حق في المسجد لهم الشرعية الكاملة لإقامة طقوسهم فيه فرضا لا طوعا.
و تابع مشيرا للمشروع الصهيوني الذي وصل اليوم لمرحلة خطيرة فرض فيها نفوذه الديني على المسجد الأقصى من خلال نفخ بوق و اللباس المشبوه لزائري بيت الله .
وعلى ذلك شدد ابراهيمي في كلمته قائلا " أننا ملزمون اليوم أشد الإلزام لأداء مسؤولياتنا كاملة أمام المسجد الأقصى من خلال تقوية جهودنا و شوكتنا امام هذه الهجمات المتطرفة التي قدم فيها أهلنا في فلسطين أنفسهم في سبيل النصر و الحرية ".
منوها بذلك لدور الامة العربية و المسلمة التي باتت بعيدة كل البعد من مشارق الأرض و مغاربها ، على صيانة العهد و صون الأمانة من خلال شد الرحال للأقصى و تحريره من الكيان الغاشم الصهيوني .
ودعا ابراهيمي أبناء الأمة إلى الجهاد بالأموال و الأنفس الذي يعيد الحق لأصحاب الحق باعتبار ان الدعم المالي أولوية مفروضة على كل مسلم قادر على المشاركة في تحرير فلسطين الأبية، فالمشاركة في التحرير تعني بالدرجة الأولى بذل المال في سبيل المرابطين و المرابطات و المجاهدين و المجاهدات الذين أدوا الأمانة بكل اخلاص و تفاني في سبيل كسر المشروع الصهيوني و هدم الحصار على ارض المسلمين بمشاركة دعاتها و علمائها من منبر فخر و اعتزاز يعيد للأمة شرفها و عزتها .
في ذات السياق دعا الشيخ عمارة وناس كل الشعب الجزائري بممثليه من الدعاة و العلماء ،و بدعم من الأمة جمعاء أن يسدوا الخطى ضد هذه الاعتداءات المتطرفة التي تعيشها فلسطين اليوم بكل حدة و بطش من الصهاينة الذي يعملون كما هو معلوم بنفس طويل ثابت و متزن من اجل لحظه هدم المسجد و بناء الهيكل المزعوم فيه.
مشددا بذلك على واجب الامة المسلمة تجاه القضية الفلسطينية كأولوية ثابتة توجب على شباب الامة وعلمائها و نسائهم ان ينفروا النفير العام ليس في الجهاد فقط بل في الإعلام و العلم أيضا ،للإبقاء على القضية حية في نفوس التنشئة الجديدة، باعتبار السكوت و الصمت هو أكبر خطأ ترتكبه الأمة تجاه المسجد الأقصى و فلسطين الطاهرة .
في الختام أوضح الشيخ يحيى صاري بأن نداء علماء الأمة هو نداء عام يفرض على كل الائمة و الخطباء أن يذكروا في محاضراتهم و نشاطاتهم قضية فلسطين والمسجد الأقصى للتوعية بمجريات احداثها وبيان واقعها و اسماع صوتها للأمة جمعاء .
مستشهدا بما ذكره امام النهضة بالجزائر عبد الحميد بن بديس انطلاقا من قوله تعالى :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [سورة الإسراء].
ومن هذه الآية يظهر ثقل الأمانة المباركة التي حملنا الله إياها من خلال النهوض بإرادتنا وعزيمتنا لتتوحد اعمالنا و تصب كلها في نصرة المسجد الأقصى وحمايته حتى يتحرر بإذنه عز وجل .