167

1

نادي الأفق الادبي...فضاء أدبي جديد لمرافقة الكتاب من البدايات إلى النشر والترويج

انطلقت اليوم بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، فعاليات افتتاح نادي "الأفق الأدبي"، وهو فضاء أدبي وثقافي جديد يعنى بمرافقة الكتاب والفاعلين في المشهد الأدبي الوطني، ليكون منبرا للتعبير، ومرآة تعكس وجوه الإبداع الجزائري المتجدد.

 

شروق طالب 

 

وفي تصريح خص به جريدة بركة نيوز، قال الروائي عبد العزيز عمراني، مؤسس ورئيس النادي، إن فكرة التأسيس جاءت استجابة لحاجة ملحة يتقاسمها العديد من الكتاب والمهتمين بالشأن الأدبي، خصوصا أولئك الذين يواجهون صعوبات في التنظيم، النشر، الترويج، وحتى التكوين. 

وأضاف "كنا نفتقد إلى إطار يجمعنا، يفتح لنا أبواب التواصل، ويوفر التسهيلات الإدارية والفنية التي يحتاجها أي كاتب سواء كان في بداياته أو في أوج عطائه، واليوم نطلق رسميا نادي الأفق الادبي ليكون البيت الذي يحتضن هذه الطاقات."

وأشار عمراني إلى أن النادي، الذي يتخذ من المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مقرا له، سيكون منصة شاملة تشمل مختلف الأجناس الأدبية، دون إقصاء أو تمييز، مع التركيز على فتح الأفق أمام جميع الفئات العمرية، خاصة فئة الشباب والأطفال، وذلك عبر ورشات مخصصة في الكتابة والمطالعة والتعبير الإبداعي.

نحو فضاء جامع للنشاط الأدبي

من بين الأهداف الكبرى التي يسعى النادي لتحقيقها، حسب عمراني، هو تنظيم جلسات أدبية لتقديم الإصدارات الجديدة، إقامة مسابقات في القصة القصيرة والرواية، تأطير ورشات في فنون الكتابة ومهارات المطالعة، بالإضافة إلى عقد لقاءات دورية مع كتاب من مختلف الولايات.

كما أوضح أن النادي سيعمل على مواكبة الكتاب في الجوانب العملية كالنشر والترويج، وذلك عبر إنشاء منصات إلكترونية تعنى بتعريف الجمهور بإنتاجاتهم، ودعمهم في حضور المعارض والمناسبات الثقافية الوطنية.

كما سيحرص النادي على تكوين الأعضاء في جوانب مهمة كحقوق المؤلف، آليات النشر، وكيفية الترويج الذاتي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي كلها تحديات حقيقية يواجهها الكاتب الجزائري اليوم، يقول عمراني.

يضم نادي "أفق الجزائري" نخبة من الأسماء الأدبية المعروفة والفاعلة في الوسط الثقافي، من بينها عبد الرزاق فاضلي، عبد المربون نجار، واد الوصال، بن عطية زينب، بوزادة فاطمة، بن زاوية، وغيرهم ممن راكموا تجارب طويلة في تسيير الأندية وتنشيط المشهد الثقافي، مما يعطي للنادي ثقلا وخبرة واعدة في تحقيق برامجه.

 

عوائق النشر والترويج: تحديات قائمة

وفي حديثه عن أبرز التحديات التي تواجه الكتاب، ركز عمراني على مسألة النشر والتوزيع التي وصفها بأنها “المعضلة الأكبر”، مبرزا ضعف الترويج وندرة المكتبات التي تهتم بالأدب المحلي، إلى جانب غياب ثقافة القراءة على نطاق واسع.

وأضاف"ليس بالضرورة أن تكون المشكلة في جودة النص، بل في كيفية وصوله إلى القارئ. هنا يأتي دورنا، لنكون وسطاء فاعلين بين الكاتب والجمهور، من خلال قنوات ترويج فعالة ومدروسة."

وأكد عمراني أن النادي رسالة طموحة مفادها أن الإبداع لا يعترف بالحدود، وأن الأدب الجزائري، بكل تنوعه وثرائه، يستحق فضاءً يليق به.

 

جلسات القراءة والمناقشة الأدبية


وفي هذا السياق، أوضحت زينب بن عطية، مؤلفة المجموعة القصصية "خبايا وسادتي" وعضوة نادي الأفق الأدبي، أنها تشرف على قسم البرمجة، الذي يُعنى باختيار الكتب وتنظيم جلسات القراءة والمناقشات الأدبية، بهدف تعزيز الحوار الثقافي بين الأعضاء. كما تشرف على قسم المطالعة والورشات، الذي يقدم مبادرات موجهة لفئة الشباب من خلال ورشات تفاعلية تنمي روح الكتابة وتعزز حب المطالعة لدى الجيل الجديد.

وأبرزت بن عطية أن نادي الأفق الأدبي يسعى إلى خلق بيئة حاضنة للإبداع، تشجّع على التبادل الفكري والانفتاح الأدبي، بغض النظر عن نوع أو أسلوب الكتابة.
وأكدت أن هذه المبادرة تهدف إلى دعم الكتّاب والترويج لمؤلفاتهم، إلى جانب تعزيز العلاقات الأدبية، بما يساهم في نشر الثقافة وإعلاء قيمة القلم والحرف في المجتمع.

ورشة المطالعة للأطفال

أما الكاتبة نزهة يوسناج تشرف في النادي، على تأطير ورشة تربوية موجهة للأطفال، تهدف إلى غرس حب المطالعة وإعادة إحياء العلاقة مع الكتاب منذ سن مبكرة، بأسلوب تفاعلي ممتع يجمع بين التعلم والترفيه.
تركز الورشة على تنمية مهارات التركيز، الفهم، والتعبير الشفهي والكتابي، من خلال أنشطة قرائية تُسهم في تعزيز الملكات اللغوية والفكرية لدى الطفل.

كما تشجع الورشة على التفاعل الجماعي عبر تكوين مجموعات قراءة، وسرد القصص بأسلوب "الحكواتي"، بما يعزز الثقة بالنفس والتواصل الإبداعي.
وذكرت يوسناج أن الورشة ستكون ضمن برنامج دوري، ينظم خلال عطلات نهاية الأسبوع والمناسبات الثقافية أو الدينية، حيث يتم اختيار قصص تتماشى مع هذه المناسبات، لتوسيع معارف الطفل وربطه بتاريخ وثقافة مجتمعه.

دعم الإبداع وتنمية روح المنافسة


وفي هذا الشأن، أوضحت فاطمة بوزادة، كاتبة رواية "المشوّهون داخليًا"، أنه إلى جانب دورها في تنظيم برامج نادي الأفق الأدبي، تشرف أيضا على إعداد وتنظيم المسابقات الثقافية التي تهدف إلى تشجيع الكتّاب من مختلف ولايات الوطن على الإبداع والمشاركة.
وبينت بوزادة أن هذه المسابقات ستتنوع بين المقال، القصة، الشعر، والخاطرة، وستخصص لفئات عمرية مختلفة، حسب طبيعة كل مسابقة.

كما أشارت إلى أن انتظام هذه المسابقات، سواء كان دوريًا أو سنويًا، سيتم تحديده بالتشاور مع أعضاء النادي.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services