240
0
مظاهر التسابق للأجر .... رياء أو مستحب

في شهر رمضان المبارك، تكثرمظاهر التسابق للعبادات و الصدقات بمختلف انواعها تصاحب الصيام وتمنح البركة و تضاعف الأجر، بأعمال روحانية تكون السبيل لتقديم العون للمعوزين و المحتاجين كونها تجسد في جوهرها معالم الشريعة الاسلامية فتصبح مقصدا للاقتداء عند الغير.
شيماءمنصور بوناب
وبالحديث عن مظاهر التسابق للأجر، قالت حنان طلاس استشارية أسرية و تربوية، أن الكثير منا يسطر برنامجه الخاص برمضان ايمانا واحتسابا لله تعالى، يسعى من خلاله لتحقيق الرضا في العبادات باختلاف انواعها الظاهرة العلنية و السرية.
وفي مجتمعنا الجزائري نجدها ملموسة ظاهرة للعيان، غالبا ما تعكسها تصرفاتنا وسلوكياتنا في المرافق العامة مثل الحافلات أين نجد الكثير من الشباب يقرؤن القرآن و يتدبرون في اياته، رغبه منهم في نيل الثواب و الاجر من المولى تعالى."
وفي هذا المحور، أشارت طلاس لإشكالية العبادات الجهرية ببن الرياء والاستحباب من باب الاقتداء، خاصة و انه في رمضان تكثر تلك المظاهر التي تفرض علينا البحث في حقيقتها من الجانب الايماني او من الجانب التوعوي التحسيسي، كونها تحمل رسالة سامية تفصلنا عن زحمة الحياة وتقودنا للطاعات و العبادات .
مشيرة ان هذه المظاهر الراقية التي نشاهدها دائما اثناء ممارستنا لحياتنا اليومية تبث فينا نوعا من السكينة و الراحة، كما تذكرنا بعلاقتنا بربنا ومدى تفانينا لديننا الحنيف، الذي يجسد في جوهره اسمى العادات و السلوكيات الانسانية النبيلة التي تجعل منا عبادا مخلصين .
كما ان الحديث عن مظاهر التسابق للأجر لا يقتصر عن قراءة القرآن فقط، انما نجد العديد من الناس ينخرطون في العمل الخيري و الانساني ، يوهب فيه الفرد نفسه لخدمة غيره طوعا منه ورغبه في نيل رضاه تعالى ولكسب الحسنة أضعافا مضاعفة في شهر رمضان العظيم .
تضيف طلاس، في ذات الوقت نتسائل هل تنقص الحسنة عندما تظهر للعلن كما هو الحال لناس الخير حين يروّجون لمساهمتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، او في القنوات التيليفزيونية، كنوع من كشف الستارعن الأعمال الخيرية المقدمة. ومع ذلك تأخذ الظاهرة منحى الآخر حين تصبح سببا للاقتداء و لزيادة مظاهر التكافل الاجتماعي.
وشددت على ضرورة النظر للصدقه و ما تبعها من مظاهر التآزر و التعاون من الجانب الايجابي مساوية، لكل ما يفعله المسلم للتقرب من الله عز وجل، لأن عمل الخير يحيي فينا الشعور بالوحدة و التآخي مع الغير في مشهد متكامل لا ينقصه من الأجر شيئا.
كما أن ما نشاهده في مجتمعنا من مظاهر ضعف وفقر وعجز يولد فينا لا إراديا حب العمساندة و التضامن فيرق قلبنا وتتسابق ارواحنا للخير وهو ما يجعلنا نشعر بالطمأنينة و الرضا و السلام الداخلي، كما تحفز غيرنا على تقديم المساعدة و التعاون على الخير.وهي رسالة واضحة نوهت بها الاستشارية طلاس في ختام حديثها .