يشهد مستشفى العقيد أحمد بوقرة بمدينة حاسي بحبح بالجلفة العديد من المشاكل المتراكمة والتي إنعكست سلبا على أداء مهامه يعد أبرزها تراجع كبير في الخدمات الطبية وانعكاسات ذلك على صحة المواطنين..!!!
الحاج بن معمر
هذا الصرح الذي كان يعد من بين المستشفيات الرائدة في المنطقة في السنوات الماضية.. يشهد اليوم تراجعا كبيرا في مستوى الخدمات الطبية وهو ما يثير القلق ويستدعي التحقيق في الأسباب والظروف التي أدت إلى هذا الانحدار..!!!
تعتبر هذه المؤسسة الصحية التي تضم 240 سريرا واحدة من أبرز المرافق الصحية في المنطقة ولكنها اليوم تواجه تحديات كبيرة نتيجة لنقص في الأطباء المتخصصين وخاصة في بعض الأقسام الحيوية مثل الجراحة النساء والتوليد وأطباء الأطفال...الخ
-قسم الجراحة: تراجع كبير في أطباء التخدير والإنعاش
يشكل قسم الجراحة في أي مستشفى العمود الفقري الذي يعتمد عليه المرضى في حالات الطوارئ حيث تعتبر تخصصات مثل التخدير والإنعاش من العوامل الحاسمة لنجاح أي تدخل جراحي في مستشفى حاسي بحبح شهد قسم التخدير تراجعا كبيرا في عدد الأطباء المتخصصين..
حيث كان العدد في السابق 6 أطباء وتقلص إلى 2 فقط..!هذا التراجع يهدد بشكل مباشر قدرة المستشفى على إجراء العمليات الجراحية في الوقت المناسب ما قد يفاقم من حالة المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي عاجل ويزيد من خطورة الحالات المستعجلة..
إن وجود طبيب تخدير واحد أو اثنين في مثل هذا المستشفى الكبير يعد غير كاف لإستيعاب كافة الحالات الطارئة التي قد تحدث على مدار اليوم..! في حال وقوع حالة طارئة تتطلب تدخلا جراحيا سريعا فإن نقص الأطباء المتخصصين قد يؤدي إلى تأخير في العلاج أو حتى تعريض حياة المرضى للخطر..!!!
قسم النساء والتوليد:
نقص حاد في الأطباء المختصين في قسم النساء والتوليد شهدت المستشفى أيضا تراجعا ملحوظا في عدد الأطباء المتخصصين.. كان يوجد في السابق 4 أطباء مختصين في هذا المجال لكن العدد الحالي تقلص إلى 2 فقط وهما يعملان على مدار اليوم لتلبية احتياجات المرضى..! ومع ذلك لا يتمكن قسم النساء والتوليد حاليا من تقديم الخدمة في بعض الحالات الطارئة حيث يعمل حاليا طبيب واحد فقط لأن الطبيب الآخر في عطلة..!
إن وجود طبيب واحد فقط في هذا القسم في بعض الفترات يعرض النساء الحوامل اللاتي يواجهن حالات ولادة مستعجلة لخطر الموت أثناء النقل إلى مستشفى الجلفة الذي يبعد عن حاسي بحبح بما لا يقل عن 50 كيلومترا..!
في مثل هذه الحالات قد تكون فرص النجاة ضئيلة بسبب تأخر وصول المريضة إلى المستشفى المتخصص خاصة إذا كانت الحالة حرجة..!!!
قسم الأطفال:
تراجع في عدد أطباء جراحة الأطفال.. في قسم الأطفال فقد شهد تراجعا كبيرا أيضا في عدد الأطباء المتخصصين في جراحة الأطفال.. حيث كان يوجد في السابق 4 أطباء في هذا المجال بينما يتواجد حاليا طبيب واحد فقط..! هذا النقص في الأطباء يعنى أن أي حالة طارئة تخص الأطفال مثل التهاب الزائدة الدودية أو كسور أو جروح خطيرة تتطلب تدخلا جراحيا يتم تحويلها إلى مستشفى الجلفة الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخير في العلاج وتعريض الطفل للخطر.
إن سفر الأطفال الذين يعانون من حالات طارئة إلى الجلفة يتطلب وقتا طويل وهو ما قد يعرض حياتهم للخطر بشكل أكبر.. في كل الحالات يتحمل أهالي المرضى تكاليف النقل مما يشكل عبئا إضافيا عليهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة..!!!
ترى ماهي أسباب تراجع الكوادر الطبية..؟ هل هو سوء تسيير أم تقاعس..؟
إن تراجع عدد الأطباء في مستشفى العقيد أحمد بوقرة يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التراجع.. هل هو نتيجة لسوء التسيير الإداري..؟ أم أن هناك تقاعسا من الجهات المعنية في توفير بيئة عمل ملائمة للأطباء..؟سوء التسيير يمكن أن يكون سوء التسيير الإداري سببا رئيسيا في هذا التراجع.. إذا كانت هناك مشاكل في التنسيق بين الأقسام أو نقص في الموارد فإن ذلك قد يجعل المستشفى غير جذاب للأطباء المتخصصين مما يؤدي إلى تقليص عدد الأطباء العاملين في المؤسسة.. أم ظروف العمل غير ملائمة يمكن أن يكون الأطباء قد اختاروا مغادرة المستشفى بسبب الظروف غير الملائمة للعمل مثل نقص الإمكانيات أو عدم الحصول على الحوافز والظروف المهنية التي يحتاجها الأطباء في مكان عملهم..!
قد يكون الأطباء قد غادرو إلى مستشفيات أخرى توفر لهم ظروف عمل أفضل سواء من حيث الرواتب أو توافر الإمكانيات أو الراحة النفسية في العمل..! و قد يكون هناك أيضا تقاعس من الإدارة الصحية في توفير الحلول اللازمة لحل مشكلة نقص الأطباء.. قد يكون ذلك نتيجة للتقاعس في اتخاذ إجراءات ملموسة لجذب الأطباء المتخصصين أو توفير بيئة عمل أكثر جذبا لهم..!
ونظرا للحالة الصعبة التي يمر بها مستشفى العقيد أحمد بوقرة فإن تدخل السلطات المحلية يعد أمرا ضروريا لحل هذه المشكلة.. ومن الضروري أن تقوم المفتشية العامة للصحة بفتح تحقيق شامل وكذا فحص أسباب نقص الأطباء في هذا المستشفى سواء كان بسبب سوء التسيير أو مشاكل أخرى..!!!
يجب على #مديرية_الصحة_لولاية_الجلفة التدخل و تحسين ظروف العمل للأطباء المتخصصين في المستشفى من خلال توفير بيئة عمل ملائمة و حوافز وتحسين الموارد اللازمة للأطباء..!!! كما ينبغي العمل على استقطاب أطباء متخصصين لتغطية النقص الحاصل..! كما يجب تحسين وتوفير نظام النقل وصيانة وسائل نقل المرضى و للمصابين والحالات الطارئة في حال عدم توفر الأطباء المتخصصين في مستشفى حاسي بحبح لضمان وصول المرضى في أسرع وقت ممكن إلى مستشفى الجلفة..!!! وبالتالي يعد تراجع مستشفى العقيد أحمد بوقرة بحاسي بحبح في تقديم الخدمات الطبية أمرا مقلقا ويتطلب تدخلا عاجلا من السلطات العليا للبلاد كما يجب معالجة أسباب نقص الأطباء وتحسين ظروف العمل في المستشفى لضمان تقديم الرعاية الصحية الكافية للمواطنين..!!!