1262
1
مشروع "دڨلتي" ...منصة رقمية لتسويق التمور ومشتقاتها

تعد أشجار النخيل مصدر غذاء ورزق لسكان الجنوب الجزائري،نظرا لأهميتها الإقتصادية العالية ، فجذور هذه الزراعة ضاربة في أعماق التاريخ ذات الصلة القوية بميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تمتلك الجزائر منها مئات الآلاف تنتشر عبر مساحتها الصحراوية الشاسعة التي تمثل 80% من المساحة الإجمالية للبلاد.
نزيهة سعودي
وتعد الجزائر من بين أكثر الدول العربية إنتاجاً لمختلف أنواع التمور، التي تفوق 360 صنفا، وتنتشر في واحات الصحراء الجزائرية خاصة في بسكرة، ورقلة، ، بشار، وغيرها،كما أن الجزائريون يعتبرون التمور الجزائرية أحد مكوّنات الهوية، لتفرّدها بميزات تجعل منها علامة مسجلة، فقد أنجبت الصحراء عشرات الأنواع من التمور، أبرزها دقلة نور التي لم تنافس الجزائر إلا نفسها في إنتاجها، و في هذا الصدد التقت بركة نيوز في المعرض الدولي للسياحة و الأسفار بقصر المعارض، مع السيد موفق محمد مؤسس منصة "دقلتي" للتمور الجزائرية و مشتقاتها حيث روى لنا ظروف و فكرة إنشاء المشروع و كذا أهم أهداف و طموحات المنصة.
في البداية استهل صاحب المشروع كلامه بالحديث عن فكرة إنشاء المشروع حيث أوضح أنها جاءت تزامنا مع تنظيم غرفة التجارة الجزائرية للعديد من الشعب لما جاءت شعبة مشتقات التمور، شارك السيد موفق في هذه الفعالية بحضور 7 ولايات ينشطون في منتوجات التمور و مشتقاتها بطريقة تقليدية رغم تواجد في ذلك الوقت بعض المصانع تشتغل بطريقة حديثة ،جاءت الفكرة باعتبار أن هناك طلب على مشتقات التمور بكثرة في الجزائر رغم عدم التواصل بين المنتج و المستهلك فجلهم _حسبه_ يرغبون في استعمال مشتقات التمور إلا أن المساحات ليست مخصصة لمثل هذه المشاريع.
أكد محدثنا أنه تم تسمية منصة"دقلتي" بعدما قام بدراسة تسويقية في المشرق العربي فوجد أن هناك منصة وحيدة تسمى ب"تمرتي" فلم يريد تسمية منصته بنفس التسمية، إلا أن تم تسميتها دقلتي لتمثل دقلة جزائرية حقيقية، و هو حاليا بصدد تطوير المنصة و سيتم الإنطلاق في بيع المنتوج عن طريق التوصيل إلى البيت.
بالنسبة للمنتوجات المتاحة أشار السيد موفق أنه هناك سكر تمر، عسل تمر ،دبس التمر، قهوة التمر، الحلويات المحشية بالتمور غيرها ، كما تواصل صاحب المشروع مع شركات قامت بصنع أغلفة مختلفة خاصة بالمنتوج بإمكان أي مؤسسة الدخول لمنصة دقلتي و يختار أي تعبئة أو تغليف الذي يعجبه ليتم التواصل معه و إرسال الطلبية التي تم اختيارها عن طريق شركة التوصيل.
طموحات للولوج إلى عالم الأسواق الدولية
و من جهة أخرى كشف مدير المشروع أن الهدف المبتغى تحقيقه هو الولوج إلى الأسواق الدولية بما أن هناك مصدرين للتمور يقومون بهذه العملية، قائلا "نثمن العمليات التي يقوم بها المصدرين، و في نفس الوقت أردنا إعطاء إضافة جديدة للاقتصاد الجزائري لتكون التمور و مشتقاتها متاحة عن طريق تعبئة ذات جودة، إضافة إلى ذلك تعرض في المعارض التي ستنظم لاحقا في هذا المجال، لنتمكن من الولوج إلى الأسواق الدولية".
و بالنسبة للمنافسات الدولية في الأسواق عرج محدثنا على أنه هناك شركات أجنبية منافسة للأسواق الجزائرية للأسف الشديد منتوجاتهم من ناحية الجودة متوسطة و لكن هم يسوقون لمنتوجاتهم بطريقة رائعة لأنهم يوفرون تعليب ذو جودة عالية و هذا أمر مربح جدا و يجذب أنظار الزبون، لهذا دعا إلى ضرورة إعادة النظر في جودة التعليب في الجزائر لأنه يلعب دور كبير في التسويق، كما يطمح هذا الأخير للمشاركة في معرض التمور الذي يقام بالجزائر العاصمة حاليا ،في حين يسعى صاحب المؤسسة للمشاركة في المعارض الدولية ليتمكن من التسويق لمنتوجه نحو الخارج.
بالنسبة للمشاكل التي يواجهها المشروع حدثنا السيد موفق أن المعيقات موجود في كل مشروع و الخاصة في بداية التجسيد و لكن مع وجود الرقمنة و التطور التكنولوجي فقد سهلت العديد من الأمور قائلا "الهيئات الرسمية القائمة على التجارة الإلكترونية نلمس منها الإرادة و العزيمة في تحقيق الرقمنة ، لكن المشكل الذي نتلقاه مع الزبائن و هذا راجع لثقافة المجتمع الجزائري الذي لا يزال مصر على الدفع نقدا و عدم اللجوء إلى البنوك و عدم التجاوب مع التجارة الإلكترونية ".
مساعي للوصول إلى فكرة من منتج إلى مستهلك
من بين الطموحات التي يسعى إليها صاحب منصة دقلتي هي فتح محل في كل ولاية من الوطن خاص بالتمور و مشتقاته فمن خلال مشاركته في معرض السياحة و الأسفار لسنة 2023 تلقى العديد من العروض من طرف الوكالات السياحية للعمل و عقد اتفاقيات ليتمكن الأجنبي من الإقبال على المتجر في منطقة معينة وتظل تلك الصورة راسخة في ذهنه للدخول إلى المحل و إيجاد المنتوجات بأنواعها كالعسل و التمر و جميع مشتقاته، هذه الفكرة يتم دراستها لتجسد لاحقا على أرض الواقع.
اعتبر صاحب شركة دقلتي أن الهدف من المشروع هو الوصول إلى فكرة من المنتج إلى المستهلك دون مواجهة معيقات و بتوفيق من الله تعالى، مشيرا إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تشهد ظاهرة معينة و هي أنه بمجرد الحديث عن تصدير التمور يعلق العديد من الناس بأن التمور الجزائرية ليست متاحة و هذا غير صحيح فهي موجودة لكن ذلك يكون حسب الطلب و النوعية و كذا الجودة.
و في سياق كلامه نوه بدور الإعلام في التعريف بالمواد الطبيعية المهمة لصحة الإنسان مثل دبس التمر و سكر التمر الطبيعي و غيرها من المواد الطبيعية و التي تفيد الأمراض و في هذا الإطار قال "نعمل بكل شفافية مع المواطنين و نقدم شهاداتنا لمن يريد الإطلاع عليها كل هذا من أجل للتسويق لمنتوجاتنا الطبيعية و التأكيد على أنها منتجات خالية من المواد الحافظة"، و في ختام كلمته وجه رسالة إلى كل من لديه فكرة أو مشروع يريد تحقيقه نحو التحلي بالثقة في النفس و تحديد الأهداف و المحاولة أكثر من مرة للوصول إليه و عدم اليأس على الإطلاق.