830

0

مشروع الفكر المقاولاتي ....آفاق جديدة لتحقيق التنمية الإقتصادية المحلية

المجازفة العملية في عالم اقتصاد المعرفة فتحت أبواب المقاولاتية على مصرعيها لتحقيق أحلام الشباب وتطبيق أفكارهم من الافتراض إلى الواقع ليصبحوا رجال أعمال وأصحاب مشاريع يطورون ويبتكرون ثم ينتجون .

شيماء منصور بوناب

وهو الحال عند الشاب "أنيس بن طيب" صاحب 26 سنة الذي داهم عالم المقاولاتية من أوسع أبوابها بعد أن أصبح المدير العام لمؤسسة multi projeects investissements  التي ساعدته على اطلاق القافلة الوطنية " شاب فكرة "بالتعاون مع عدة مؤسسات من الخواص و العموميين قصد بلورة الفكر المقاولاتي عند أكبر عدد ممكن من الشباب ليكونوا بذلك قوة بشرية جزائرية قادرة على تطوير الأفكار النظرية  لمؤسسات ناشئة تحقق الربح على الصعيدين، وعلى هذا الأساس حاورنا رئيس المؤسسة الجزائرية للمقاولين الشباب "أنيس بن طيب" الذي كشف لبركة نيوز" ماهية الفكر المقاولاتي و آفاقه على المدى القريب في الجزائر.

قبل التعمق في خصوصيات مشروع " شاب فكرة" هل يمكن احاطتنا بالأسباب الحقيقية التي جعلت الفكر المقاولاتي رائجا مؤخرا كفكرة حية تستهوي شباب اليوم؟

في السنوات الأخيرة بما فيها السنتين الماضيتين أصبح الفكر المقاولاتي شعار العصر الجديد ينادى به في كل محضر وخطاب سياسي، لدعم الشباب و تشجيع مبادراتهم  التي تخدم الاقتصاد و التنمية المحلية التي تفعل بدورها بوادر العملية الانتاجية بدل الاستهلاكية .

من ناحية أخرى يمكن القول أن لغة الشباب لا يفهمها إلا الشباب لذا نعمل كفريق من حاملي الأفكار على ترسيخ مبادى نجاحنا في شباب اليوم  عن طريق عملية الاقتداء الصحيح المكلل بالنجاح، سواء كان في مجال المقاولاتية أو غيرها ...وعلى هذا يمكن القول أن هذا الاقتداء قد سرّع وتيرة الولوج لعالم المشاريع و الابتكار في الأفكار النظرية التي صادفت مؤخرا مجتمع محلي غني بالمؤهلات الشبابية  و القوة البشرية التي تنتظر فرصة لإثبات قدرتها في مجال المقاولاتية و المؤسسات الناشئة.

تشجيع الاستثمار في الأفكار الشبابية أصبح شعار اليوم لتأسيس مؤسسة ناشئة تقوم على فكرة المقاولة .... ماهي أهدافكم من خلال تأسيس المؤسسة الجزائرية للمقاولين الشباب؟

تقوم الفكرة الاساسية  لمؤسسة المقاولين الشباب الجزائرية على منطلق خاص يهدف لخلق فضاء مفتوح للمقاولين من الشباب بمنظور ديمقراطي يكفل مرافعة القضايا المؤثرة على الطلبة اولا ثم عامة الشباب المهتم بالفكر المقاولاتي .

ومن جهة أخرى نعمل من خلال المؤسسة على خلق أكبر عدد ممكن من الفرص الاستثمارية التي تزاحم الساحة الاقتصادية الحالية أو ما هو مطلوب بكثرة في السوق العملية الجزائرية خاصة بعد تنامي مفهوم اقتصاد المعرفة والمؤسسة الناشئة.....

تأطير العمل المقاولاتي بأسس تكوينية وتعليمية تضبط البنى التحتية للأفكار الشبابية جعلكم كشباب حاملي أفكار تطلقون مشروع القافلة الوطنية "شاب فكرة".... ماهي أبعادها الحالية؟

"شاب فكرة" هو مشروع جديد يستهدف الشباب الذين يرغبون في اقتحام عالم المقاولاتية والاستثمار في أفكارهم مهما تعددت مجالاتهم و بيئتهم الاقتصادية. والأهم في هذا المشروع أنه محلي جزائري له وجهة معينة تركز على تلقين أسس التكوين المثالي عبر المحاضرات والندوات في الجامعات و المنظمات التي تعمل على صقل الأفكار في مجال المقاولاتية في مختلف ولايات الوطن، مع التركيز بالدرجة الأولى على " مهارات تأسيس مؤسسة اقتصادية" تأطر من طرف ستين شاب حامل للأفكار يفيدون بخبرتهم كل الراغبين في اقتحام عالم المشاريع و الاستثمار بعد تعلم الاساسيات الخاصة بالمفاوضة والتأمين والتطوير و كيفية الاستقطاب ......

كما أن الفكرة الأساسية التي قد نعتبرها نقطة محورية  في عملنا كفريق هي "تقاسم قصص النجاح المحلية" التي تستهوي الشباب وتأثر فيهم بشكل يرفع مستوى دافعيتهم وارادتهم التي حاولنا دعمها بمسابقة رقمية تجمع المقاولين الجزائريين في فضاء واحد ينظم جميع الأفكار الجديدة في عدة مجالات: الصحة  الفلاحة والاقتصاد والذكاء الصناعي وغيرها ،و التي شهدت 1000 مشروع وفكرة محلية قابلة للتحقيق واقعيا.

بعد انطلاق القافلة الوطنية "شاب فكرة" تجاوب العديد من الخبراء و الهاوين الشباب معها بشكل جد ملفت... من وجهة نظركم ما هو الصدى الحقيقي الذي حققته القافلة الوطنية؟

أهم صدى قد يظهر لنا جليا من خلال قافلة شاب فكرة هو تزايد شغف الشباب للولوج لفضاء المقاولتية بكل أبعادها بغض النظر للبيئة والمناخ الاقتصادي الخاص بكل ولاية ما دام أن هناك تكافئ الفرص التي تعد الزامية وحتمية للعدل بين الشباب المقاول سواء في الشمال أو الجنوب .

على ذات المنوال لاحضنا فك عقدة الشباب في طريقة الولوج لعالم الشغل الذاتي الذي كان يشكل هاجسا وقطاعا مخيفا بالنسبة لحاملي الأفكار الذين يسعون لتحرير أفكارهم عبر صقل مهاراتهم بما يتطلبه مشروعهم، الذي كان حبر على ورق فيما ماضي واليوم بفضل تحرير الفكر المقاولاتي أصبح عمل و مشروع حقيقي يحقق الربح و يجلب الاستثمارات.

ترسيم الفكر المقاولاتي جعل الشباب يطمحون للاستثمار في أفكارهم بضمانات حقيقية ...هل ساعدتهم القوانين الرسمية في تحقيق غايتهم ؟

قبل سنوات لم يكن هناك ما يسمى بالمقاولة الذاتية أو المؤسسات الناشئة أو حاضنات أعمال، لذا فعمل الحكومة والجهات الخاصة على ترسيم هذه المؤسسات كفكر وكيان اقتصادي له قوانين رسمية يعكس ارادة الدولة الجزائرية في دفع وتشجيع عمل اقتصاد المعرفة الذي أصبح ينتمي لوزارة تنظم و تؤطر المشاريع المنتسبة لها كما تسعى لخلق بيئة مناسبة للاستثمار في الأفكار المحلية  لتحقيق التنمية .

مع التأكيد على أن خلق اقتصاد جديد يساوي تأشيرة جديدة تعتمد على التكوين المثالي لإنشاء جيل شاب قادر على تسيير مؤسسة اقتصادية تكون قيمة مضافة لاقتصاد البلاد و تمكّن حاملي الافكار من تطوير مشاريعهم و تحويلهم من موظفين تابعين إلى شركاء حقيقيين وأصحاب أعمال بضمانات رسمية.                

تقييم نجاح المشروع يراعي عدة أبعاد تتحكم في استمراريته أو فشله .... هل يمكن القول أن البعد المادي كفيل بنجاح المشروع واقعيا؟

نجاح المؤسسة أو المشروع راجع للفكرة الأولية ثم التنظيم الذي يراعي توافق الفكرة مع البيئة المطبقة فيها وهو الحال في العديد من المشاريع التي يمكن تمثيلها في "ياسير" الذي لاقى نجاح كبير في الولايات القريبة من العاصمة نظرا للحاجة الكبيرة للمواصلات بينما لا نجده في الجنوب كون حركة السير قليلة جدا ، وبذلك فإن نسبة نجاح المشروع لا تعود إلى القيمة المالية الموفرة أو ضخامة الإمكانيات انما تعود إلى الدراسة الدقيقة للفكرة وعلاقتها بالبيئة الاقتصادية المطبقة فيها.

على صعيد آخر أود اضافة أهمية التكوين الجامعي قبل الشروع في اسقاط الفكرة على شكل مشروع لأن دور الجامعة اليوم لا يختلف فيه اثنان كونها تمهد الطريق لحاملي الأفكار، عبر ارساء المعارف الأولية لإنشاء مؤسسة ناشئة من قبل خبراء وأساتذة يعتمدون على معارفهم الاقتصادية والتعليمية في تنوير امكانيات الطلبة أو الشباب . كما لا يخفى علينا  أنه قد بات من الضروري على الجهات المعنية تزويد الجامعات بكل الإمكانيات و الظروف اللازمة للتكوين من مخابر بحث و ووسائل مادية وتقنية ....

تهافت الشباب لعالم المقاولالتية والمؤسسات الناشئة يضعهم رهن تحديات عديدة ماهي أهم هذه العراقيل التي ربما صادفتموها في مساركم ؟

بالحديث على العراقيل أول ما يتبادر إلى ذهني هو منطلق تكافئ الفرص الذي يعد حتمية ضرورية تراعي توفير كل الظروف للشباب على حد سواء بالنسبة لمن هم في الشمال أو الجنوب، ثانيا قد يجد الأغلبية من أصحاب المشاريع والمؤسسات الصعوبة والمشكل في البداية أو منطلق الرحلة وتكون الصعوبة في تحقيق الفكرة وتجسيدها .

ترجع صعوبة البداية إلى  تخوف الشاب من فشل المشروع قبل انطلاقه وهو ما يجعل العديد من حاملي الأفكار يتراجعون عن مخططاتهم في دخول عالم الشغل و الترقية الاقتصادية التي أنتجت بدورها فكر عقيم عند الشباب حيث تتجسد فكرة إما أن يكونوا أصحاب مشاريع " رؤساء" أو لا بمعنى الغاء مفهوم الشراكة أو العمال أو من هم دون المسؤولين، فالطمع في الاحتلال على هرم التحكم أزّم الوضع من عدة نواحي، لذا دائما ما أشيد بضرورة تكوين العنصر البشري لأنه هو الضامن الوحيد  لنجاح وفشل المشروع.

التفتح على عالم المقاولاتية حدد أهداف بعيدة المدى .....ماهي أفاق التنمية الاقتصادية والفكر المقاولاتي في السنوات القادمة؟

 حسب اعتقادي سنة2023 ستكون سنة اقتصادية مميزة  تسمح لمؤسسة المقاولين بالتوسع بشكل ينمي مفهوم الفكر المقاولاتي عند الشباب بشكل واسع  دون حواجز، خاصة وأن الشاب الجزائري معروف عليه أنه كلما توفرت لديه الظروف كلما أبدع في مجال تخصصه خاصة حينما يتعلق الأمر بتأسيس مؤسسات ناشئة اقتصادية تخلق ثروة محلية وتحرك عجلة التنمية بمؤشرات عالية .

 في الأخير...رسالتك للشباب للاستثمار في مجال  المقاولاتية لتحقيق التنمية؟

رسالتي دائما هي رسالة أمل وتفاؤل حول أهمية توفير الفرص لإنشاء بيئة اقتصادية وعقلية جديدة للتسيير ثم تأطير الثقافة الاقتصادية بما يتماشى مع تكوينات الشباب في مجال المؤسسات الناشئة والمقاولاتية التي تحتم عليهم التكوين في المحاسبة والقانون والمناجمت و التسير وغبيرها ليكونوا بذلك قوة بشرية مفكرة قادرة على الابداع .

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services