432

0

مشاريع تتهاوى قبل أن تُستخدم... وصرخة استغاثة من ثانوية تغرق!

طرق تتشقّق بعد أسابيع من تدشينها، ومؤسسات تربوية تتحوّل إلى برك مائية مع أول زخات المطر في باتنة

في مشهد يتكرر كل موسم ممطر عادت تساؤلات المواطنين في ولاية باتنة لتطرح نفسها بمرارة و إستياء: إلى متى سيبقى الغش في الإنجاز والإهمال في الرقابة سمة المشاريع المحلية؟ ولماذا تُهدر الملايير من المال العام على طرقات تنهار قبل أن تُستعمل، ومؤسسات تغرق قبل أن تصمد لبعض مواسم دراسية؟
 
ضياء الدين سعداوي

طريق عمره أقل من شهر... وتفكك بفعل أولى قطرات المطر!

الطريق الرابط بين القطب العمراني حملة 1 وحي الرياض الذي كان يُعوّل عليه لتخفيف الضغط المروري الخانق على مداخل مدينة باتنة، لم يصمد إلا  أيام قليلة فمع تساقط أول زخات المطر الصيفية ، تحولت الأحلام إلى كابوس. تشققات، انزلاقات، مياه راكدة و أعمدة إنارة مائلة تهدد حياة المارة والسائقين.

الطريق الذي طالما انتظره المواطنون أصبح خلال لحظات عنوانًا صارخًا للغش في الإنجاز وغياب الرقابة الجادة، مشاهد التدهور السريع فجّرت موجة غضب واستفهامات كثيرة  لدى السكان:
من أنجز المشروع؟ من وقع عليه؟ من راقبه؟ وهل احترمت المعايير التقنية والبيئية؟ وكم كلف هذا الطريق خزينة الدولة؟

مواطنون مستاؤون: "لسنا بحاجة لمشاريع تجميلية، نريد كرامتنا فقط" ، تعليقات المواطنين عبر منصات التواصل الإجتماعي كانت غاضبة وواضحة: "لسنا بحاجة لمشاريع صورية تُنجز على عجل من أجل الصور والتقارير الرسمية"، "نريد طرقًا تحترم كرامة الإنسان وتقاوم أبسط الظروف الطبيعية"، "إلى متى يستمر مسلسل الرداءة في منح الصفقات؟".

وسط هذه الأصوات الغاضبة تعالت مطالب بفتح تحقيق جاد وشفاف لتحديد المسؤوليات وربما محاسبة كل من تسبب في هذه المهزلة، ليس فقط لحماية المال العام ولكن لوقف مسلسل العبث الذي يتكرر مع كل مشروع جديد يُنجز دون روح مهنية أو مسؤولية.

 

كارثة محتملة في حي عدل 1650 بحملة 3... ثانوية محمد معمري تستغيث!


وفي مشهد أكثر إيلامًا تداول نشطاء من حي عدل 1650 بحملة 3 صورًا صادمة لغرق ساحة ثانوية محمد معمري بمياه الأمطار وسط مخاوف من تسرب المياه إلى الأقسام الدراسية وتهديد سلامة التجهيزات التربوية.

الصور أظهرت فوضى حقيقية  برك مائية، معدات مبللة، خطر داهم على أرضية المؤسسة و الكوادر التربوية في حيرة من أمرها أمام هذا الوضع الطارئ.

 

نداء عاجل إلى السلطات  أنقذوا مدارسنا!


من داخل الحي، أُطلق نداء استغاثة عاجل موجه إلى السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية من أجل التدخل الفوري لشفط المياه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل اتساع الكارثة. المدارس ليست مجرد بنايات بل هي معالم يجب أن تُصان وتحترم لأنها تمثل مستقبل الأجيال.

نداء المواطنين كان صريحًا: "رجاءً، لا تجعلوا من مؤسساتنا التربوية ضحية الإهمال وسوء الإنجاز التعليم مسؤولية جماعية، فلنحافظ عليه جميعًا".

مسؤولية مضاعفة... وضرورة التحرك


ما يحدث في باتنة سواء في الطريق المتهاوي أو الثانوية الغارقة ليس مجرد خلل عابر بل يعكس أزمة هيكلية في طريقة تخطيط وتنفيذ ومراقبة المشاريع العمومية ،إنها دعوة ملحة لإعادة النظر في منظومة الإنجاز والرقابة وإرساء ثقافة المحاسبة قبل أن يفقد المواطن الثقة كليًا.

فهل يتحرك المسؤولون قبل أن تتوسع رقعة الضرر؟ وهل نشهد فتح ملفات التحقيق هذه المرة فعلاً، أم أننا أمام حلقة جديدة من "مسلسل الصمت" المعتاد؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services