47

1

مؤسسات وشخصيات إسلامية تتبرأ من زيارة " أئمة" لإسرائيل

ويدّعون أنهم قادة للجالية المسلمة في أوروبا !!


 

بقلم: مصطفى محمد حابس: جنيف / سويسرا

 

يعد الحرائق التي اشتعلت هذه الايام  و لا زالت في جنوب أوروبا و قد أثارت غضبا شديدا ضد تقصير حكوماتها في حماية مواطنيها وممتلكاتهم، وغطت على العديد من أحداث العالم خاصة في الشرق الأوسط الملتهب، ها هي زيارة وفد يحمل صفة "أئمة من أوروبا"، إلى الكيان الصهيوني ولقائه مع رئيسه إسحاق هرتسوغ، تثير موجة واسعة من الغضب لحد الساعة لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي و لدى جاليتنا المسلمة في أوروبا عموما و المغاربية خصوصا !!

إذ بينما يتداعى جميع الأحرار في العالم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، ووقف الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني، فوجئنا بضجة إعلامية حول زيارة أئمة مزعومين من أوروبا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ولقاء رموزها المجرمة".

إذ لم تهدأ منذ أسبوع تقريبا  تلك الزوبعة التي أحدثتها زيارة " أئمة" يزعمون أنهم  يمثلون الجاليات المسلمة في أوروبا خاصة فرنسا وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة وإيطاليا، إلى إسرائيل الاثنين الماضي.

كما تأتي زيارة الوفد في وقت ترتكب فيه إسرائيل وبدعم أمريكي و غربي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، لا نظير لها في تاريخنا الاسلامي و لا الانساني.

الزيارة التي وصفها العديد من أئمتنا في أوروبا بـ”الاستفزازية والمرفوضة أخلاقيًا ودينيًا”، وتأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتواصل المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، ويواجه الشعب الفلسطيني أقسى أشكال العدوان من قِبل جيش الاحتلال، في مشهد يندى له جبين الإنسانية.

رئيس الكيان الصهيوني يستقبل  وفد" الائمة"  من أوروبا !!..

معلوم  أن وفد  الأئمة هذا و القادم من دول  أوروبا ، زار جهات و مؤسسات داخل فلسطين المحتلة منها خصوصا مركز “ياد فاشيم” الذي يخلد ذكرى “الهولوكوست” في القدس الغربية. كما تضمنت الزيارة جولة إرشادية باللغة العربية، تلتها مراسم تأبين في قاعة الأسماء، و وضع الأئمة إكليلا من الزهور وأشعلوا الشعلة الأبدية تكريما لضحايا المحرقة، وفق ما أفاد به المركز العبري.

ليس هذا فحسب، بل استقبلهم حتى رئيس الكيان الصهيوني، و أخذت له معهم صور تذكارية، تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام.

وقد نشر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ  تدوينة على حسابه في “إكس” قال فيها إنه استضاف في مقر الرئاسة في القدس “قيادات مسلمة مهمة من أنحاء أوروبا” ناقش معهم التعايش بين الأديان. كما أشاد بالوفد لأنه يريد “بناء الجسور والحوار والإيمان” في اللحظة التي يعرف العالم “توترا بين اليهود والمسلمين”، على حد تعبيره.

الوفد الذي قاده "الإمام" الفرنسي المتصهين من أصول تونسية حسن الشلغومي، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام والمسلمين في فرنسا ، كما ضم " أئمة " خاصة من أصول تونسية ومغربية، منهم سبعة مغاربة. وقام منشد من هؤلاء بأداء النشيد الوطني الإسرائيلي المعروف بـ “هتكفا”. كما ظهر حسن الشلغومي وهو يجلس بجوار هرتسوغ.

مؤسسات وشخصيات تعبر عن رفضها واستنكارها للزيارة المشؤومة:

و ردا على هذه الزيارة المطبعة، و في بيانات تحمل أصداء واسعة داخل أوساط الجالية المسلمة في وأوروبا و كذا هيئات إسلامية وعربية، عبّرت مؤسسات وشخصيات دينية ومدنية عن رفضها واستنكارها الشديدين للزيارة التي قام بها هؤلاء "الأئمة والدعاة" الأوروبيين ، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولقائهم برئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ والناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.

A delegation of imams and Muslim community leaders from France, Italy, the Netherlands and the UK meet with President Isaac Herzog at the President’s Residence in Jerusalem on July 7, 2025

 

بيان اتحاد علماء الأزهر الشريف حول هذه الزيارة التطبيعية الآثمة :

و في بيان صادر عن اتحاد علماء الأزهر بخصوص ما عنونته "زيارة وفدٍ ممن يدّعون أنهم قادة للجالية المسلمة في أوروبا"، جاء فيه بعد قوله تعالى: «وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ» [المائدة: 51] وحديث النبي ﷺ القائل: «لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» [رواه مسلم].

 متأسفا بقوله :" في وقتٍ تُسفك فيه دماء الأبرياء في غزة، وتُدنّس فيه المقدسات صباح مساء، يطلّ علينا مشهد تطبيعيّ مخزٍ، لا يمتّ إلى الإسلام ولا إلى الكرامة الإنسانية بصلة، بل يُجسّد صورةً فاضحة من الانحدار والتزييف، حين اجتمع رئيس الكيان الصهيوني الغاصب بعددٍ من الأشخاص الذين قُدّموا زورًا بأنهم "قادة للجالية الإسلامية في أوروبا"، وذلك في قلب القدس المحتلة، وعلى وقع المجازر اليومية بحق شعبنا الصامد في فلسطين.

أنّ هذه الزيارة التطبيعية الآثمة تمثّل طعنةً خائنةً في ظهر الأمة، وانحرافًا سافرًا عن ثوابت الشريعة ودماء الشهداء. إذ لا يمثّل هؤلاء المشاركون إلا أنفسهم، ولا يحق لهم التحدث باسم الإسلام أو الجاليات المسلمة في أوروبا. كما يرفض اتحاد علماء الأزهر بشدة ووضوح أي شكل من أشكال التطبيع مع هذا الكيان، ويدعو المؤسسات الإسلامية في أوروبا والعالم إلى إعلان التبرؤ من هذه الزيارة المُخزية، وعدم السكوت عنها أو القبول بها بأي ذريعة.

تنديد "المجلس الأوروبي للأئمة" بزيارة "أئمة مزعومين" لإسرائيل !!

واعتبر البيان أن الزيارة "تتنافى مع أي حس إنساني أو أخلاقي، وتتعارض مع أبسط المبادئ الإسلامية الداعية إلى نصرة الحق".

كما أكد أن "أعضاء هذا الوفد غير معروفين في أوروبا في وسط الأئمة والدعاة، ولا يمتون بصلة إلى المؤسسات الشرعية والجمعيات الدينية المعروفة الموثوقة بين مسلمي أوروبا".

وأوضح البيان أن "حيثيات هذه الزيارة والجهات التي تقف وراءها تؤكد طابعها الاستعراضي الاستفزازي لخدمة أغراض مشبوهة لا تعبر عن موقف مسلمي أوروبا الراسخ في التضامن مع أهل غزة المظلومين، والتنديد بجريمة الإبادة الوحشية التي يمارسها ضدهم جيش الاحتلال الصهيوني".

كما دعا "جميع الأئمة والعلماء، وسائر المناضلين والأحرار، من جميع الطوائف، إلى تكثيف فعاليات نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، والتصدي لحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة.

ردود أفعال المدونين على ما أسموه “فضيحة عمائم على باب التطبيع”.

واختار بعض المدونين اختصار مسافة الكلمات بتعبير وصفوهم فيه إنهم “عمائم على باب التطبيع”. كما وصفوهم بكونهم “ شرذمة من الأئمة المرتدين أصحاب مساجد (ضرار) في أوروبا”. واعتبر ناشط أن زيارة هؤلاء “اختراق خطير للموساد لرجال الدين”، في حين أوضحت منشورات على المنصة أخرى أن “هؤلاء (الأئمة) أنفسهم أثاروا العديد من القضايا التحريضية في أوروبا ضد المسلمين، بل وطرحوا نموذجا مشوّها للسلام لا يمتّ للإسلام بصلة من أجل إرضاء الغرب”.

 

 “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” يندد بالفضيحة المغاربية

من جهة أخرى وصف “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، هذه الزيارة بـ “الفضيحة” التي قام بها “وفد منتحلي صفة (أئمة مساجد من أوروبا) لرئيس الكيان الصهيوني الإرهابي”.

واعتبر المرصد في بيانه تلك الزيارة “جريمة ما فوق التطبيعية” ارتكبها وفد ما “يُسمّى بـ (أئمة مساجد من أوروبا)، كما وصف قائد الوفد الشلغومي بـ “العميل المتصهين، الذي لم يُخفِ صهيونيته يوماً”، مبرزا  “أن هؤلاء لا يمثلون أئمة أوروبا، بل لا يوجد فيهم إمام سوى شخص واحد يُدعى يوسف مصيبح، مغربي الجنسية، إمام مسجد بلال في مدينة ألكمار” الهولندية.

بينما تحدى بعض المدونين، بقولهم “أي واحد يقول إن هؤلاء أئمة، فليذكر لنا في أي مسجد يؤمون الناس فيه؟”، مؤكدا أن “واحدا منهم كان إماما وطُرد”، وهذا الأخير كان موضوع تدوينة قال كاتبها إن “مؤسسة مسجد بلال بألكمار الهولندية توقف الإمام يوسف مصبيح عن الإمامة والخطابة بعد زيارته للكيان الصهيوني”.

من هي المؤسسة الاوروبية التي برمجت ومونت هذه الزيارة المشبوهة !!

أولت منابر إعلامية إسرائيلية أولوية خاصة لهذا الحدث، وخصصت حيزا لمواكبة زيارة الوفد المذكور، مؤكدة أن الزيارة نظمتها “شبكة الريادة الأوروبية” المعروفة اختصارا بـ “إلنت”، والتي تعنى بـ”تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل”.

وهذه  قطوف بطاقة تعريف رسمية لهذه الشبكة الاوروبية، حسب موقعها الرسمي، لمن أراد الاستزادة، و المسماة :

The European Leadership Network – (ELNET)

تعرف هذه الشبكة نفسها بوضوح تام  ماكر، في موقع لها وفق المحاور الخمس المعروفة لدى المؤسسات  ( المهام – القيم – النهج – الرؤية – التأثير)، و تعميما للفائدة نقتطف منها ما يلي:

قائلة أنه من مهام" شبكة القيادة الأوروبية" العمل على جمع القادة لتعزيز العلاقات الوثيقة بين أوروبا وإسرائيل، على أساس القيم الديمقراطية المشتركة والمصالح الاستراتيجية.

 كما توفر الشبكة الأوروبية الإسرائيلية للحوار فرصًا فريدة للحوار المتبادل وتشجع التبادلات بين صناع القرار السياسي الأوروبيين والإسرائيليين من مختلف المجالات حول التحديات والفرص المشتركة. ومن خلال برامجها، تعمل على تسهيل إجراء مناقشات سياسية معمقة بشأن القضايا الاستراتيجية الرئيسية، ونقوم بإرسال وفود رفيعة المستوى إلى إسرائيل للتعرف على الحقائق على أرض الواقع.

 مبينين أن “إلنت”، هي منظمة غير حكومية وغير حزبية تحافظ بشكل صارم على نزاهتها واستقلالها. وتؤمن بأن العلاقات القوية بين أوروبا وإسرائيل يمكن تحقيقها من خلال نهج دقيق ومتوازن ومتعدد الأبعاد، كما تدعم “إلنت” بقوة إسرائيل الآمنة والمستقرة والسعي إلى السلام في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. ووفق اتفاقيات ابرهام بفضل شبكة من المكاتب التابعة لها في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا (الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي) وإيطاليا وأوروبا الوسطى والشرقية وإسرائيل

 جازمين في منهج مفاده قولهم حرفيا : أن "إلنت"، تعمل على توسيع الدعم الأوروبي لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية الباليستية والإقليمية التي تشكلها إيران، وتعزيز التطبيع العربي الإسرائيلي، ومكافحة الإرهاب والتحريض على الكراهية، ومحاربة معاداة السامية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الأوروبية. وتلعب الشبكة الأوروبية لمكافحة الإرهاب دوراً رئيسياً في حظر حزب الله في جميع أنحاء أوروبا، ومنع وصول التمويل إلى أيدي حماس وأي أنشطة أخرى مرتبطة بالإرهاب، وتعبئة زعماء الاتحاد الأوروبي لتعزيز الحوار رفيع المستوى مع إسرائيل" !!.

الهدف الحقيقي من هذه الزيارة تزييف الواقع وشهادة زور تروج للتطبيع

وأثار هذا المشهد في صفوف جاليتنا في الغرب مشاعر الغضب والحزن والاستنكار بين المتابعين، الذين تساءلوا عن توقيت الزيارة ودلالاتها، وأشار كثير من المدونين إلى ضرورة الوقوف عند مصدر الخبر، إذ كانت البداية من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي عنونت : "وفد من أئمة أوروبا يزور الرئيس الإسرائيلي".

الهدف الحقيقي من هذه الزيارة هو تزييف الواقع وتقديم شهادة زور تروج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتمنحه شرعية دينية مزعومة، وهو ما يعد انتهاكا للثوابت الإسلامية والعربية، حيث تظل القدس أرضا عربية وإسلامية محتلة وخطا أحمر لا يجوز التنازل عنه، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services