298
0
موسم الأفراح بين الأصالة والتقليد..2شروط تعجيزية لاعلاقة لها بالشرع والعرف
إضافة إلى ماسبق التعرض إليه بخصوص موضوع الزواج في بلادنا . نحاول التعرض إلى تعقيداته العديدة ،المادية والمعنوية، التي جعلت الكثيرمن الشباب يحجمون عن المغامرة ـ مكرهين وليس أبطالا !ـ مفضلين حياة العنوسة.
مسعود قادري
هذه الظاهرة التي تبنتها المجتمعات الغربية وسخرت إمكانيات مالية، مادية وإعلامية كبيرة لنشرها وتعميمها في المجتمعات المختلفة ، فوجدت من يتبناها في مجتمعاتنا الإسلامية خاصة عند الفئات المقلدة للحياة الغربية بكل دقائقها وتفاصيلها.. هذه واحدة من العوامل التي عقدت أمور الزواج في البلاد ا ، وهي عوامل خارجية لاعلاقة لها بالشرع والتقاليد الجزائرية البسيطة التي كان هدفها الأول والأخير ، تيسير وتبسيط امور الحياة على الأسرة الشابة للتبدأ مسارها بكل حب ومودة ، بعيدا عن التعقيد المسجل حاليا عند الكثير من الأسر التي كدست بناتها في المنازل بسبب شروط الأمهات المصطنعة ـ والتي تخضع لها حتى المثقفات المقبلات على الزواج ـ مع الأسف .!...
الدوافع والاسباب
في واقعها الحالي تجمعت ضد الراغبين في الزواج مجموعة من العوائق والمكبلات التي ساهمت في رفع نسبة العنوسة عند الشباب بين الجنسين ( 11مليون عانس ) وانحسار عدد الأعراس بنسبة كبيرة مقارنة بما كانت عليه سابقا ..
سبب العزوف له علاقة كبيرة بالوضع الاجتماعي الذي تمر به فئات كبيرة من الشباب يعود إلى الآتي في نظرنا :
ـ غياب مناصب العمل المؤهلة للتفكير في بناء إسرة والتفكير في المستقبل.
ـ انتشار فكرة التحرر من العائلة الكبيرة وما يعتقده الشباب اليوم السلطة الأبوية التي دفعت بالكثير من المقبلين على الزواج إلى وضع السكن المنفرد بعيدا عن الوالدين قبل البحث عن الرفيقة وهذا واحد من الشروط التي تضعها أسرة البنت وقد يخضع لها العريس حتى ولو كان لأهله عمارة فارغة ..
ـ غلاء المهوروالتكاليف الملحقة بالعرس التي تثقل كاهل العريس واهل العروسة معا..
ـ وضع شروط لاأساس لها في الشرع والحياة كاشتراط الشغل للعروسة تحسبا لما قد يقع لها مستقبلا ـ تفكير جاهلي ـ ، فيه الكثير من قلة الإيمان وغياب النية الحسنة لتشجيع البنت على التمسك ببناء بيت كريم مع زوجها ـ والرزق على الله وليس في شغلها أو شغله !..؟.
ـ تشترط بعض الأسر نوعية العمل على خطيب ابنتهم ، فلا يقبلوله عاملا في قطاع خاص ولا أجير ـ صاجب حزام كما كان السابقون يقولون !.. ـ بل يفضلونه موظف عند الدولة به سيارة فخمة و قادر على توفير الرفاهية ، ولا تهمهم طرق التوفير .. المهم . المندبة كبيرة .وكل شيء يحسب بالدينار واستر ياستار..؟
ـ غياب الصراحة بين العائلتين والخطيبين، إضافة إلى ماذكر، هناك امر خطير جدا تسبب في كثير من حالات الطلاق العاجلة أساسه غياب الصراحة والثقة بين العائلتين .. فالعائلة الخاطبة تريد لابنها زوجة صالحة نقية طاهرة وتخفي حالة إبنها وسلوكه العام الذي جعل والديه يعجزان عن تقويمه فيبحثون له عن امرأة صالحة ، ترده إلى الطريق السليم وتقوم اعوجاجا تغافل عنه أهله دهرا من الزمن .!؟. .
في حالات أخرى تسجلها بعض لجان الصلح الشرعية بين الأزواج المتخاصمين .. أن أهل البنت يخفون عن أصهارهم ماتعانيه ابنتهم من مرض بدني أو نفسي وكذلك الأمر بالنسبة للطرف الآخر.. وعندما يكتشف الأمر بعد الزواج يكون الفراق العاجل .. هذه الحالات تسجل خاصة عند العائلات التي تتقارب دون معرفة العريسين ببعضهما مسبقا..
أما حالات الزواج بين زملاء الدراسة أو العمل أو معارف المناسبات ـ عائلية أو اجتماعية ـ تكون نسبة نجاحها مرتبطة بمدى صدق الطرفين في علاقتهما واحترام القواعد الأخلاقية والشرعية قبل الزواج.
نسبة الفشل هنا تكون أكثر عند الذين يبنون القصورالرملية لبعضهم ويقدمون صورا غيرموضوعية عن وضع الأسرة الحقيقي ماديا واجتماعيا ومكانة أي منهما في وسطه ؟.. هذه الحالات لاتبني أسرا صادقة وصالحة لأن الوقوف على الواقع سيكشف حقيقة كل طرف فتفقد الثقة بين الطرفين عند الوقوف على الحقائق والواقع وتنتهي العشرة بالصور التي نراها منتشرة في المجتمع !.؟..
عراقيل مادية ومعنوية
أمام هذه العوائق الواقعية والمفتعلة في كثير من الأحيان ، يجد الشاب نفسه تائها في البحث عن الحلول المناسبة لوضعه خاصة إن وجد الرفيق المناسب لأتمام المشوار وحاصرته العراقيل المادية والمعنوية ..
فالسكن المتوفر في الكثير من دول العالم بصيغة الإيجار لدى مصالح الدولة لحل المشاكل الآنية ، لم يعد موجودا وإن وجد عند الخواص فأسعاره ليست في متناول كل الفئات من المواطنين الضعفاء والمقبلين على بناء أسر جديدة .
في الختام أرى أن الموضوع شائك ويتطلب دراسات اجتماعية ونفسية وشرعية عميقة لمعرفة أصل المشكل واقتراح الحلول المناسبة التي لانراها خارجة عن الإطار الشرعي الذي حفظ المجتمع الإسلامي من التأثر بتفاهات الحياة الغربية وتحصين شبابنا ضد تبني أفكار شيطانية يروج لها في الغرب ويسخرون كل مالديهم لتصديرها في محاولة يائسة للقضاء على الجنس البشري بمحاربة الفطرة وسنن الله في الكون التي تحفظ كرامة الإنسان واستمرار جنسه على غرار الكائنات الحية الأخرى..
" فمن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون " كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز .. ويقول رسولنا الكريم في توجيهاته التربوية الخالدة .:" تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم .." وحدد لنا رسولنا الأمين كيفية اختبار المرأة فأوصى بذات الدين والخلق ـ وليس بالمال والجاه والسيارة الفاخرة أو اليخت المزين ..كذلك الأمر بالنسبة لاختيار الرجل ذو الدين والخلق .".
لكن كل مايسعى إليه عالم الفجور الشيطاني والماسونية الماجنة " أن لاتبقى أمة الإسلام متماسكة ومحافظة على قيمها الدينية الخالدة التي تميزها عن بقية الأمم وتجعلها في منأى عن متابعة شياطين الانس والجن في هذا العصر وما أكثرهم .!.؟..