327
0
مولودية باتنة جمعية عامة تائهة بين قرارات الإدارة وبيانات المديرية... والأنصار يطالبون بالشفافية

وسط جو من الغموض والإرتباك، يتواصل الجدل في بيت نادي مولودية باتنة أحد أعرق الأندية الرياضية الجزائرية عقب إلغاء أشغال الجمعية العامة التي عقدت بتاريخ 30 جوان 2025 وصدور بيان رسمي من مديرية الشباب والرياضة لولاية باتنة، يؤكد على وجود "تحفظات قانونية وتنظيمية" مست جوهر الإجراءات التنظيمية والإدارية.
ضياء الدين سعداوي
البيان الذي صدر في 08 جويلية شكّل منعطفًا جديدًا في مسار الأزمة الإدارية التي يعيشها النادي خاصة بعد أن كشفت المديرية عن أسباب الإلغاء على غرار طريقة استدعاء الأعضاء، غياب التقارير الأدبية والمالية والتأخر في تقديم التقرير المالي لسنة 2024 قبل المصادقة إضافة إلى عدم إستكمال الإجراءات الإدارية المتعلقة باإستقالة الرئيس.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الرياضي الباتني توضيحات تضع حدًّا لهذا التخبط، فجر الصحفي الرياضي المتخصص حسان بوزيدي جدلًا جديدًا برسالة مفتوحة وجهها إلى مدير الشباب والرياضة نبيل حديد، طالب فيها بعقد ندوة صحفية لكشف ملابسات ما وصفه بـ"التناقضات الصارخة" التي شابت الإجراءات الأخيرة المتعلقة بإستدعاء الجمعية العامة مجددًا.
بين بيان رسمي و استدعاءات غامضة
المديرية أسندت حسب بيانها إلى محاضر رسمية وتقرير ممثلها خلال أشغال الجمعية العامة، لتؤكد على أن الشروط القانونية لم تحترم كما ألزمت النادي بإيداع طلب جديد لعقد جمعية عامة عادية في غضون 48 ساعة، وهو ما لم يتم حسب التاريخ المحدد (10 جويلية)، ما دفعها حسب روايتها إلى الشروع في إرسال استدعاءات بنفسها بتاريخ 13 جويلية وهو اليوم ذاته الذي أعلنت فيه الإدارة أنها أودعت طلب الترخيص.
هذا "التناقض في المواعيد" كما وصفه الصحفي بوزيدي، أثار إستياء فئة واسعة من أنصار المولودية، الذين اعتبروا أن إدارة النادي ومديرية الشباب والرياضة لم تقدما تفسيرًا واضحًا لهذه المفارقة مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بمستقبل الجمعية العامة، خصوصًا وأن الموعد الجديد حُدّد ليوم 17 جويلية مع برمجة إعادة انعقاد الجمعية بتاريخ 24 جويلية في حال عدم إكتمال النصاب.
الشارع الرياضي يطالب بالشفافية
الجمهور الرياضي العريض لمولودية باتنة، الذي تابع بإستياء مراحل تعقيد الأزمة، وجد في رسالة بوزيدي ترجمة صريحة لصوت الشارع خاصة بعد أن طالب الصحفي بعرض التقارير الأدبية والمالية مسبقًا على الأعضاء وضمان إيصال الإستدعاءات إلى كافة المنخرطين دون إستثناء، تنفيذًا لما نص عليه البيان ذاته من ملاحظات وتحفظات.
وأضاف بوزيدي في رسالته: "المطلوب منكم، ومن موقعكم القانوني، حماية هذا النادي من الغرق أكثر في دوامة الأزمات الإدارية والمالية التي تخبط فيها طيلة عقدين"مردفا بأن "النادي بات بحاجة إلى حكم نزيه يحرص على تطبيق القوانين وضمان تكافؤ الفرص، بدل ترك الأمور تسير نحو المجهول."
المولودية في غرفة الإنعاش
الوضع الذي يعيشه الفريق الأول لكرة القدم انعكس بدوره على باقي فروع النادي، الذي كان إلى عهد قريب واحدًا من أكبر الأندية المتعددة التخصصات في الجزائر وحقق إنجازات قارية ووطنية في كرة اليد والملاكمة والجيدو ، أما اليوم فقد أصبح بحسب ما قاله بوزيدي: "مثل مريض يرقد في غرفة الإنعاش، ينتظر مصيره في صمت".
وأشار الصحفي إلى أن المولودية أنجبت أسماء كبيرة في الساحة الوطنية على غرار القائد حمة ملاخسو والمدرب الكبير رابح سعدان والحارس الدولي رشيد صوالحي والأسطورة الشريف بليدي، وغيرهم كثير، مؤكدًا أن هذه المدرسة الرياضية الكبيرة مهددة اليوم بالتفكك الكامل إذا لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة.
إلى أين تتجه البوصلة؟
من الواضح أن مديرية الشباب والرياضة تسعى من خلال بيانها إلى استرجاع زمام الأمور، خاصة بعد التأكيد في الصفحة الثانية من البيان على أنها ستتابع الملف وفق "التنظيمات والقوانين سارية المفعول" ولن تتردد في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية إذا ثبتت تجاوزات في استدعاء الجمعية العامة أو في التقارير المالية.
لكن التساؤل الجوهري الذي يطرحه المتابعون هو: هل فعلاً توجد إرادة حقيقية في إنهاء هذا التسيّب؟ وهل ستتحمل الإدارة مسؤوليتها كاملة تجاه هذا النادي الذي يمثل تاريخًا رياضيًا يمتد لعقود؟
رسالة إلى أصحاب القرار
الصحفي حسان بوزيدي وجه نداءه الصريح إلى مدير الشباب والرياضة بالقول: "المسؤولية الملقاة على عاتقكم ليست إدارية فحسب.بل أخلاقية وتاريخية لأن مولودية باتنة ليست مجرد نادٍ بل هي ذاكرة مدينة وأجيال من الرياضيين والمناصرين الذين ينتظرون منكم اليوم أكثر من مجرد بيانات إدارية، بل خطوات عملية تضع حدًا لكل التجاوزات وتحمي مستقبل هذا النادي الكبير."