684
0
منير رحالي يبتكر مشروع في السقي الآلي والتحكم في الزراعة عن بعد

منير رحالي شاب صاحب 27 سنة خريج المعهد الوطني "الهادي عمراني" تخصص معدات طبية و تحكم كهربائي. ابن ولاية خنشلة ،اتخذ من جغرافية المنطقة ملاذه في الاستثمار والابتكار في بيئة الأعمال و المقاولاتية الحرة، بإمكانيات بسيطة اتخذت من المشاكل الواقعية للفلاحين فرصة للتنمية و الابداع تحت لواء المشروع التقني" للتحكم ومراقبة الزراعة عن بعد و السقي الآلي في الأمن والعتاد.
شيماء منصور بوناب
وعن فكرة المشروع يروي لنا الشاب رحالي خلفية ابتكاره الذي كان وليد معايشته للفلاحين في خنشلة حين استقى من محادثاتهم اليومية عن المشاكل الزراعية منبر نظامي للمعالجة النسقية ل32 مشكل فيقول:" بحكم أن ولاية خنشلة ولاية فلاحية بامتياز بقدر ما تحتويه من مساحات فلاحية للزراعة ،فإنها تكون بذلك عرضة للمشاكل والمطبات التي تصادف الفلاحين يوميا سواء في تقنية السقي و التحم في منسوب المياه في الخزائن وغيرها من العوامل المؤثرة في جودة الانتاج و قيمته والأهم من ذلك تلك التي تصّعب العمل على الفلاح بحد ذاته."
وبذلك فاحتواء المشروع على32 نسق متكامل جاء كآلية تقنية لمعالجة 32 مشكل للفلاح تساعده على الحفاظ على المعدات الزراعية و تزيد من المردودية عبر خفض معدل استهلاك المياه و الكهرباء في شكل نسقي شامل يعكس دورة الحياة في العملية الزراعية بصبغتها الإلكترونية الآلية .
المشروع بين الآلية و الكيفية
باعتبار أن مشروع التحكم ومراقبة الزراعة عن بعد و السقي الآلي في الأمن والعتاد ، نظام تقني يسير بواسطة تطبيق مبرمج في الهاتف أو الوسائط التكنولوجية "الحاسوب و الألواح الرقمية"، فإنه بذلك نموذج متطور لمراقبة العمل الزراعي عن بعد ،فيوضح لنا الشاب راحلي مرة أخرى كيفية العمل عليه من خلال التحكم في منسوب المياه في الخزان والاحتياطي منه ، عبر مؤشرات دقيقة تقيس النسبة المطلوبة باللتر لمعرفة مدى الحاجة من الماء دون تبذير أو نقص.
يضاف اليها تقنية السلامة التي تنعكس في ضوئيين "الأحمر والأخضر "تعبيرا عن سلامة الجهاز والمحصول الزراعي أيضا ،و الذي يطلع عليه الفلاح عبر تطبيقه الخاص ، أما بالنسبة للون الثانوي الأزرق فيقول منير أنه دلالة على هطول الأمطار التي تحول تقنية السقي من الصيغة الآلية للطبيعية لتفادي التبذير في احتياطي المياه الذي يعوض بمياه الأمطار .
بالنسبة لمشكل الرياح الموجهة للبيوت البلاستيكية ، يشير ذات المتحدث لقدرة الجهاز في تنبيه الفلاح عبر اشارات آلية تصله بحالة الطقس إن كان بعيد عن أرضه لمعرفة الخطر الذي قد يعتري محاصيله فيتفادى الخسائر بشكل أسرع و دقيق بكل جودة واحترافية لأن الجهاز مزود بتقنيات حساسة تعرض المتغيرات الخارجية التي تكون مرتبطة بالعوامل الطبيعية التي قد تدمر المستثمرة الفلاحية بكل ما فيها.
من جهة أخرى نوه الشاب رحالي للتقنية السرية للجهاز التي تحفظ خصوصية عمل الفلاح برقم سري يضمن السلامة التي يتحكم بها الفلاح بذاته ، هذا ويضاف عليه أيضا تقنية الصيانة التي يكشف عليها الجهاز بشكل شامل ودقيق يعرض فيها كل المعلومات والمعطيات التي تصف العطب الموجود بالجهاز عن طريق ملف تقني يرسل في التطبيق، ما يساعد أيضا على ادارة مخاطر الحرائق التي قد تصيب المنطقة الزراعية عبر تحديد مكان الخطر و مقداره ، بشكل يوفر الوقت والجهد معا. وتابع في نفس السياق متحدثا عن آلية التحكم الخاصة بالألواح الشمسية عبر تقنية الوقاية التي يطلع عليها الفلاح بشكل ديناميكي يصف به ما يقترب منها أو ما يكون في دائرتها الامنية .
بين العراقيل والتحديات.... رسالة عزيمة للشباب
كشف لنا الشاب منير رحالي في حديثنا معه عن أهم مشكل صادفه في مسار ادارة مشروعه ،بقوله:" غالبا ما أصطدم بتحديات تحول بيني وبين تكملة مشروعي الذي أعمل عليه منذ2017 خاصة حين يتعلق الأمر بالمكونات الالكترونية التي أجد صعوبة في ايجادها أو ما قد يعوضها من ذات البيئة وذلك بالنسبة للجانب التقني الخاص بمواد الصناعة أما من الجانب التحفيزي الذي يعاني منه أغلب المبدعين الشباب فيكمن في الدعم والمساندة التي تدفع مؤهلاتهم بما يفوق القدرة ، لكن مع الأسف البيئة التي نعيش فيها اليوم غير مشجعة للأفكار والمشاريع.
أما من ناحية المرافقة فقد خص رحالي الثناء لمجهودات مسؤولي جامعة يوسف بن خدة على دعمهم المتواصل في فترة مشاركته في أسبوع الذكاء الاصطناعي الذي كان فرصة للترويج لمشروعه و أفكاره ، فالدعم الذي تلقاه في العاصة جعله ينوه في حواره معنا عن أهم مشكل أثر فيه في خنشلة حين لم يجد الدعم اللازم.
ومن منطلق تعزيز فكرة المشروع في الواقع لكسب الدعم والترويج لها ، فقد شارك محدثنا في عدة ملتقيات و معارض للتصنيع العلمي والتكنولوجي للاستثمار في الثروة المعرفية للابتكارات الشبابية التي كانت محطة مهمة لعرض ابداعاته ولقي تشجيعا ترجمته عدة تكريميات وشهادات تعكس جودة المشروع الذي جعلته يتصدر قائمة المتسابقين والمشاركين .
على صعيد آخر أشار ذات المتحدث لمشاريعه الأخرى التي تمزج بين الطب ولإلكترونيك في اطار انشاء مشروع علبة نفايات ذكية 2020 ثم مشروع الطاقات المتجددة سنة 2021 ومشروع المعدات الطبية التي حقق على اثرهم ثلاثة براءات اختراع جعلت مشاريعه تتحصل على حصانة الابتكار .
هذا وقد اختتم كلامه بتوجيه رسالة تفاؤل للشباب من منظور الايمان بقدراتهم رغم ما قد يصادفهم من المشاكل التي تكون بالنسبة لهم أرض خصبة للابتكار بتحويلها من عائق لمعيل يستفاد من و يحقق الفائدة في كافة الأصعدة.