230
0
منتدى ترشيد الاستهلاك وتثمين النفايات.. تجسيد موضوعي للتطورات البيئية و الاجتماعية

أكدت نجيبة جيلالي، وزيرة البيئة وجودة الحياة، اليوم الاثنين، "في منتدى ترشيد الاستهلاك وتثمين النفايات... فرص ورهانات"، أن" لقاء اليوم يعد خطوه جديدة نوعية تجسد الالتزام المشترك في ترسيخ الثقافة البيئية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة".
شيماء منصور بوناب
وفي كلمة لها بالمناسبة، اوضحت جيلالي أن اختيار موضوع ترشيد الاستهلاك وتثمين النفايات يعد استجابة موضوعية للتطورات البيئية والاقتصادية التي يواجهها العالم، وهو ما يفرض بعد تزايد الضغوطات البيئية إلى ترقية الممارسات الاجتماعية البيئية التي تعزز الاستخدام الرشيد للمواد المستهلكة، كما تدعم الانتقال نحو الاقتصاد التدويري .
من ذلك الأخير، أفادت بأن تحقيق التنمية المستدامة مرهون بالمحافظة على التوازن بين متطلبات التطور الاقتصادي و مستجدات البيئة ورهاناتها من خلال تحفيز الابتكار والاستثمار في مجال التكنولوجيا البيئية.
من الجانب القانوني، اشارت الوزيرة للقانون المتعلق بالنفايات ومراقبتها وازالتها ،الذي يجسد الأهداف البيئية المسطرة لتحقيق التنمية من خلال ضمان تضافر الجهود وتكامل الادوار بين المؤسسات العمومية والقطاع الخاص فضلا عن المجتمع المدني والشباب ذلك دون تناسي دور المواطن الذي يبقى المحرك الاساسي في اي تحول اجتماعي و اقتصادي .
وعقب زيارة أجنحة المعرض الخاص بالمؤسسات تحت الوصاية، الذي أقيم بقصر الثقافة، نوه وزير التجارة الداخلية وضبط السوق، الطيب زيتوني، بأن النتائج الإيجابية للعادات الاستهلاكية شهدت تغيرا ملحوظا يفرض تعزيز الانخراط الجماعيٍّ في توعية الأفراد بحقوقهم و مسؤوليتهم خلال عملية الإنتاج والاستهلاك الغذائي لضمان الاستدامة و الوفرة في الموارد.
اضافة إلى المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاعتماد علة مقاربة واضحة تكرّسُ التوازن بين تلبية احتياجات السوق الوطنية وضمان استدامة الموارد الحيوية."يضيف الوزير".
مشددا على أن ما وصل إليه قطاعه الوزاري بالشراكة مع مختلف الفاعلين، يندرج ضمن الجهود الرامية لتحقيق التنمية وترقية الإنتاج المحلي وتنويع الاقتصاد الوطني بما يُساهم في تقليل التبعية الخارجية وضبط الواردات، وذلك وفق ما تمليه التوجيهات السديدة للسيّد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية.
مشيرا إلى أن "التحول العادل إلى أنماط حياة مستدامة سيُؤدي بكل تأكيدٍ إلى حفظ حقوق المستهلكين وتأمين احتياجاتهم الأساسية، بما يُشكّل عنصرًا ضروريًّا للمساهمة في معالجة الأزمات المترابطة بين التغير المناخي وفقدان التنوع الإيكولوجي والتلوث البيئي،والتي لم تعد مجرد مخاوفَ بيئيةٍ بل أضحت قضايا اقتصادية واجتماعية مُلحّة تؤثر على يوميات الأفراد والمجتمعات".
منوها، بمبادرة وزارة البيئة وجودة الحياة،التي تقاسم قطاع التجارة موضوع "أنماط الحياة المستدامة" الذي يمتدّ إلى مختلف جوانب الحياة، بما فيها تجسيد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (17) للأمم المتحدة في غضون 2030 لاسيما هدفي التنمية المستدامة رقم 3 (الصحة الجيدة والرّفاهية)، وكذا الهدف 12 المتعلق بضمان وجودة أنماط استهلاكٍ وإنتاجٍ مُسْتدامَيْن.
وقبل ختم كلمته، عرض زيتوني،بعض التدابير الخاصة بتعزيز الوعي الاستهلاكي، من خلا عرض الوسم الغذائي الإجباري على المنتجات الغذائية المعبأة مسبقًا، لتمكين المستهلك من معرفة المكونات والقيمة الغذائية.
اضافة إلى إطلاق حملة تحسيسية حول عقلنة الاستهلاك ومكافحة التبذير تحت شعار "معًا لرمضان دون تبذير"، مع رقمنة البيانات الغذائية المتعلقة بالسكر المضاف، الدهون، والملح، لدعم السياسات الصحية الوطنية.
فضلا على ذلك ركز الوزير على ضرورة تقليل استعمال مواد التعبئة البلاستيكية وتعويضها بمواد بيئية مبتكرة لضمان جودة المنتجات الغذائية مثل التمور والفواكه الطازجة.
ذلك مع الاستفادة من 4 مشاريع بحثية لتحسين جودة الحياة الاستهلاكية، والتوجه نحو الحلول المبتكرة بالتعاون مع الشركات الناشئة.
بعد عرض مونولج القفة والساشي حول استخدام الأكياس المستدامة، تطرق عبد الحق سايحي، وزير الصحة، الى ترشيد الاستهلاك من منظور التوجيه الاستهلاكي ،لضمان تحقيق القيمة المضافة في جودة الحياة التي أصبحنا نلاحظ مؤخرا مؤشرات رهيبة في مقياس الصحة الوطنية نتيجة سوء الاستهلاك وغياب التوجيه المثالي للمواطنين.
وفي هذه المسألة أشار سايحي الى سياق الحملات التحسيسية التي قدمها قطاعه الوزاري في اطار تقديم النصائح و الارشادات للمواطنين خاصة في شهر رمضان المبارك،لاسيما ما تعلق بضرورة الاهتمام بالجانب الغذائي و النمط العلاجي الصحي و الاستهلاكي .
احصائيا تم تسجيل نسبة 50% من استهلاك السكر والدهنيات مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما كان الدافع نحو تكثيف الحملات التحسيسية للوقاية من الاصابة بالامراض المزمنة التي اصبحت ظاهرة منتشرة في الوسط الجزائري حسب ما اظهرته النتائج الأخيرة للمصابين بالسكر نتيجة الاستهلاك الغير العقلاني للمشروبات التي تحتوي على كميات هائلة من السكريات، وهو ما جعل نسبة الاصابة بهذا الداء ترتفع عند الرجال ب 14% وعند النساء ب 34% وعند الشباب ب21% وهو ما قد يجعلنا على موعد مع قنبلة صحية تضر بالمجتمع ككل.