675
0
منصة ورشة..... بوابة الابتكار للحرفيين الجزائريين
يعد مجال الحرف و الصناعات التقليدية قطاعا حيويا هاما يبرز أصالة التراث الوطني بأشكاله، التي أصبحت عنصر ديناميكي في النشاط الاقتصادي والتنموي الذي باتت الجزائر اليوم توليه اهتماما بالغا من خلال توفير وتسخير الإمكانيات المادية لتنظيمه و ترقيته رغم النقص الذي يعانيه في الجانب الترويجي.
شيماء منصور بوناب
ولعل من بين الحلول الرقمية التي تخدم القطاع المهني للحرفيين وأصحاب الصناعات اليدوية ،أطلعتنا قدور نور الهدى مسؤولة تطبيق ورشة على ماهية المنصة الرقمية التي أنشأتها في أواخر سنة2023 بالضبط في نوفمبر الذي كان موعد انطلاقها الرسمي، وفي ذلك وضحت أن إنشاء المنصة جاء عقب مشاورات ذاتية صادفتها وقت تقاعدها من مؤسسة سونطراك أين بحثت عن سبيل لإرضاء رغبتها في دعم الحرفيين باعتبارها تنتمي لعائلة حرفية تختص في الخياطة و الطرز.
نقص الترويج والتسويق....يكبح شغف الحرفيين
وفي ذلك قالت" بعد تقاعدي توجهت الى مجال الخياطة الرفيعة والطرز، أين تلقيت التكوين الاحترافي فيه باعتباره أحد أهم اهتماماتي الذي لم اجد الفرصة فيه مسبقا بحكم ارتباطي بالأعمال الإدارية المؤسساتية التي منعتني من تحقيق التوافق بين حياتي المهنية و رغبتي في دخول عالم الحرف".
وبخصوص الخلفية التي بنيت عليها منصة الورشة ،أكدت ذات المتحدثة أن نقص التسويق والترويج للمنتجات الحرفية كان الدافع و الذريعة للتفكير في اطلاق مشروع يكون مكسبا للحرفيين الجزائريين وكذا معين لهم في مجال الترويج لأعمالهم على نطاق واسع.
وفي ذلك تظهر أهمية الترويج للمنتجات الحرفية باعتباره من الأمور الهامة والضرورية للحفاظ على مسار نمو الحرف اليدوية التي تساهم بدورها في إرساء منظومة ديناميكية منفتحة على التسويق ،خاصة تلك الحرف المهمشة و التي بدأت معالم تواجدها في التلاشي ،وهو ما بات يفرض توسيع رقعة التعريف بالحرفيين و أعمالهم على حد سواء من خلال هذه المنصات التي تجمع أنشطة الحرفين من منظور ترويجي و تعريفي للصناعات اليدوية التقليدية .
منصة ورشة.... قطب جامع للحرفيين
وفي تعريفها لمشروعها قالت الحرفية ، أنه عبارة عن منصة رقمية يمكن تحميله عبر تطبيق Play store تجمع كل الحرفيين و أصحاب الورشات والمهن الحرة من كل المجالات في فضاء واحد يفتح لهم المجال للتواصل مع الزبائن وذلك من خلال الميزات التي يوفرها والقائمة بالدرجة الأولى على التسويق الفعال و الترويج الواسع .
وأضافت ،أن تطبيق ورشة هو ملاذ الزبون و الحرفي في آن واحد كونه يجمع بين خاصية العرض و الطلب من خلال عرض منتجات و اعمال الحرفيين بدقة و جودة مطابقة لماهية المنتج في الحقيقة ، وهو ما يشجع بصورة آنية على زيادة الطلب على المنتجات وكذا تطوير الاعمال الحرفية من خلال تبادل الخبرات مع الحرفيين.
أما عن ما يميز المنصة نوهت الحرفية لقدرة استيعابها اللامحدودة لعدد الحرفيين الذين تتيح لهم الفرصة بعد الاشتراك في المنصة من عرض أعمالهم طوال السنة وبملغ رمزي قدره 1500 دج مع زيادة طفيفة عليه في حالة الترويج الفردي لورشاتهم .
بجانب ذلك يستفيد الحرفي من المسابقات والطمبولات الرمضانية والهدايا الدورية التي تنظم حسب برنامج المنصة التي تشمل أيضا الورشات الرجالية للأعمال الصعبة كالنجارة و الحدادة و غيرها من الحرف التي تستدعى المحافظة عليها و الترويج لها دون استثناء الجمعيات أيضا التي تدعم الحرفيين او التي تنشط في أي مجال آخر .
الصناعات الحرفية وعلاقتها بثوابت الهوية والأصالة
من هذا المنطلق ركزت قدور على أهمية الترويج للأعمال الحرفية التي تبنى الثقافة الوطنية وتحمي خصوصيتها التراثية التي تعد سجلا تاريخيا ينقل مختلف مميزات وخصائص الصناعات التقليدية ، التي ترمز إلى الموروث الفني الموغل في عمق الحضارة الجزائرية التي صانها الحرفيون بأعمالهم المنجزة ذات الطابع العتيق الذي ساهم في تنمية الروابط الاجتماعية ودفع العجلة الاقتصادية وترقية الجانب الثقافي والسياحي.
الأفاق المستقبلية .....التوجه من النشاط المحلي الى النشاط الدولي
أما عن طموحاتها المستقبلية شددت على فكرة التوسع داخليا و خارجيا لتعميم فكر المنصة و لجذب اكبر عدد من الحرفيين لتبادل الخبرات بينهم من خلال تعزيز روح التعاون بين الحرفيين و المستهلكين عن طريق نشر الوعي حول اهمية الحرف اليدوية التي تنهض بالاقتصاد الوطني و تحقق التنمية المحلية التي تستمد من الترويج للصناعات التقليدية و الثقافة الوطنية.
مشيرة في ذلك لأهم العراقيل التي واجهت تسطير أهدافها الاستشرافية ، و التي تخص صعوبة الحصول على تسهيلات من السلطات للتوسع خارجيا و كذا صعوبة توصيل الفكرة للحرفيين باعتبار ان تواجدهم يقتصر على المعارض فقط والتي شهدت مؤخرا نقص رهيب في عددها ،يضاف اليه الغياب الإعلامي على مثل هذه المنصات التي تخدم القطاع المهني للحرفيين .