278
0
من ذاكرة الاعتقال: مع الشهيد داود الخطيب
![](https://barakanews.dz/storage/16-9/cYoEn.jpeg)
بقلم الاسير : عثمان بزار
لكل أسير ذكريات وتجارب تعيش في ذاكرته للأبد، وفيما يلي إحدى أهم ذكرياتي في مرحلة الاعتقال الثانية التي امتدت على مدار سنة كاملة في الاعتقال الإداري. إنها ذكرى مع الشهيد داود الخطيب الذي ارتقى شهيداً في معتقل عوفر ليلة الثاني من أيلول 2020، نتيجة الإهمال الطبي الذي مورس بحقه على مدار سنوات اعتقاله، وسلّم الاحتلال الإسرائيلي جثمانه بعد مرور أكثر من 5 أشهر على ارتقائه شهيداً، واحتجازه داخل ثلاجة، ليقضي بذلك الشهيد في الأسر 18 عاماً و10 أشهر، مع العلم أن مجموع حكمه كان 18 عاماً و8 أشهر.
اعتقل داود الخطيب في نيسان 2002، بتهمة زرع عبوة ناسفة في القدس، وإصابة مستوطنين اثنين، وكذلك انتمائه إلى كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح. تعرض الخطيب لتعذيب شديد خلال فترة التحقيق معه، دون أن ينال المحققون منه، وخلال مرحلة اعتقاله، تنقل في عدة "سجون"، مثل نفحة، ورامون، وإيشل، وجلبوع، وعسقلان، وانتهى به المطاف في معتقل عوفر حتى استشهاده.
تعرفت على الشهيد داود الخطيب بدايات عام 2020 خلال زياراتي من قسم 20 إلى قسم 17 الذي كان يتواجد فيه، فنشأت بيننا علاقة متينة، وأصبحت أقضي بعض الوقت برفقته كلما زرت قسم 17. في شهر تموز 2020، أفرغت "إدارة معتقل عوفر" قسم 17 على إثر انتشار وباء كورونا، وحولته للحجر الصحي الاحتياطي للأسرى الجدد، وكذلك الأسرى الذين يصابون بفايروس كورونا، فانتقل الشهيد الخطيب على إثرها إلى قسم 20، وأصررت على دعوته إلى غرفة رقم 11 التي أتواجد بها.
أصبحت أقضي جزءاً كبيراً من وقتي مع الشهيد الخطيب داخل الغرفة، خاصة بعد طعام العشاء، أو في ساحة الفورة، نتناقش بالكثير من القضايا، خاصة القضايا الوطنية والتنظيمية والثقافية. حدثني الشهيد خلال نقاشاتنا الليلية عن نضاله الطفولي مع حركة فتح في بيت لحم واعتقاله عدة مرات، وعن اتهامه في إحدى الاعتقالات بحرق سيارة صهيوني متطرف شغل منصب مدير السياحة في بيت لحم قبل إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
حدثني كذلك عن انتسابه لجهاز المخابرات الفلسطينية العامة، وانخراطه مع جنود وضباط من الجهاز في العمل النضالي المسلح ضمن كتائب شهداء الأقصى. لم يخفِ الشهيد خلال أحاديثه لهفته للتحرر، وشوقه للقاء من بقي من أسرته، خاصة شقيقاته وأشقائه.
لقد سمعته مرة في إحدى الزيارات يخبر شقيقته "لم يبقَ إلا أشهر على خروجي. هانت يا شقيقتي." لم يخفِ الشهيد كذلك شوقه لزيارة قبور رفاقه الشهداء، خاصة قبر رفيق دربه الشهيد رأفت البجالي الذي عمل معه في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، وكذلك كتائب شهداء الأقصى، واغتالته طائرات الاحتلال الإسرائيلي عام 2001.
إضافة إلى ذلك، كان الشهيد يؤكد دائماً أنه بعد تحرره سيكمل نضاله وعمله الوطني في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية. تدهورت صحة الشهيد الخطيب خلال اعتقاله بشكل مفاجئ، وتعرض لجلطة قلبية عام 2017، ومنذ ذلك الوقت أصبحت عضلة قلبه ضعيفة جداً. إضافة إلى ذلك، فقد الشهيد خلال سنوات اعتقاله، والدته، ووالده، وشقيقه، وعمته. كان الشهيد على الدوام يشعر بآلام شديدة، ووخزات في منطقة القلب، وأحياناً كثيرة لم يكن يستطيع الوقوف على قدميه، وعانى كذلك من النوم المتقطع، والاستيقاظ وهو يتصبب عرقاً في ساعات متأخرة من الليل. لم تقدم "إدارة معتقل عوفر" للشهيد أي علاج حقيقي، فاكتفت بإعطائه المسكنات غير الفاعلة، وبهذا انتهجت بحقه إهمالاً طبياً متعمداً.
في شهر آب 2020، قررت الانتقال إلى قسم 19 المجاور لقسم 20. طلب مني الشهيد الخطيب البقاء، وقال لي لا أريد منك أن تتركني، فأنت من أقرب الناس لي، وقد تعودت عليك. قلت له أنه بقي على تحررك 4 أشهر، وأعدك أنني سألتقي بك في الخارج. طلب مني الشهيد وقتها التواصل مع أحد أشقائه بعد تحرري، وأعطيه رقم هاتفي، كي يتواصل معي بعد تحررنا.
احتضنت الشهيد، وودعته، وانتقلت إلى قسم 19. لم تمضِ 3 أسابيع، حتى استشهد داود الخطيب ليلة الثاني من أيلول 2020. أخبرني صديق أسير عشت معه في غرفة رقم 11، وكان شاهداً على استشهاد داود الخطيب أن الشهيد كان يصلي المغرب، وفجأة فقد توازنه، وأغمي عليه، فأمسك به ذلك الأسير، ووضعه أرضاً، وصرخ الأسرى في الغرفة وقتها على "السجانين" المناوبين، وطلبوا منهم إحضار طبيب فوراً. لم يحضر طبيب، وإنما حضر بعد ثلث ساعة "سجان" معه دورة إسعاف أولي يسمى "الحوفيش"، ولم يكن يحمل أي مواد إسعاف، أو علاج. انتظر المسعف ربع ساعة أخرى باب الغرفة، حتى حضر "السجان" الذي يمتلك مفاتيح أقفال الغرفة، برفقة ضباط مناوبين.
أخرج "السجانون" الأسرى من الغرفة بعد تفتيشهم بدقة، وأبقوا فقط على أسير واحد. لم يفعل المسعف شيئاً للشهيد سوى الضغط على صدره للتنفس، وبقي الحال على ذلك حتى حضرت سيارة إسعاف بعد نصف ساعة، فحملوا الشهيد على نقالة، ونقلوه إلى "المشفى"، وفي الوقت نفسه أقفلوا باب الغرفة، ووزعوا باقي الأسرى على الغرف. لم يكن أحد في معتقل عوفر الذي يتواجد داخله نحو 1000 أسير، يعلم ماذا حدث مع الشهيد، وقد ادّعى "السجانون" أنهم استطاعوا إعادة التنفس والنبض له، لكن لم تمضِ دقائق حتى أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الفلسطينية استشهاد الأسير داود الخطيب. أذكر تلك الليلة وقبل إعلان استشهاد الخطيب أنه حدثت جلبة في قسم 20، وجاء عشرات "السجانين"، ووقفوا أمام ذلك القسم، وكذلك قسم 19. لم نكن نعرف ما الذي يحدث في ذلك القسم، حتى سرت أخبار عن تعرض الشهيد الخطيب إلى جلطة قلبية حادة، نقل على إثرها إلى "المشفى". كنا أسرى قسم 19 في حالة ترقب، ننتظر أخباراً مطمئنة عن الشهيد، وبعد إعلان نبأ استشهاده صدمنا جميعاً. في تلك اللحظات، تساءلت في نفسي هل فعلاً ذهب داود الخطيب فجأة بهذه البساطة؟ ألن ألتقي به مجدداً؟ وماذا عن وعدي له بلقائه في الخارج؟ وماذا عن أحلامه وأمانيه؟ وماذا عن أشواقه للقاء الأحبة؟
على إثر استشهاد داود الخطيب، خطا الأسرى في كافة أقسام معتقل عوفر، وعلى رأسها قسمي 19 و20 خطوات احتجاجية، تمثلت في الطرق على أبواب الغرف الحديدية، والتكبير باسم الله، والهتاف للشهيد. رداً على ذلك، اقتحمت قوات القمع القسمين، واعتدت على الأسرى في كافة الغرف، وضربت غرف القسمين الضيقة بغاز ليس له دخان بواسطة أنابيب يحملونها. كنا وقتها 5 أسرى في غرفة رقم 9، وعندما بدأت قوات القمع رش الغاز على غرف القسم، دخل 3 أسرى إلى حمام الغرفة (طوله متر ونص، وعرضه متر واحد)، لتجنب الغاز، وبقيت وأسير آخر في الغرفة، لكننا اضطررنا اللحاق بزملائنا بعد رش قوات القمع الغاز بكثافة داخل الغرفة.
كانت يد الموت في تلك اللحظات تحاول نزع أرواحنا. انقطعت الرؤية والصوت، وتحشرج التنفس. كانت فقط أصوات السعال المتواصلة من غرف القسم هي التي تسيطر على المكان. في تلك الأثناء، ناداني أحد الأسرى داخل الحمام، وقال لي بشكل متقطع غير مفهوم أنه يعاني من أزمة تنفسية منذ كان صغيراً. نظرت إليه وكان نفسه مقطوعاً. دخلنا جميعنا في حالة ارتباك وخوف على مصيره. فكرت سريعاً ماذا أفعل، فخرجت إلى الغرفة دون أن أستطيع فتح عينيّ، وتناولت صينية بلاستيكية، وعدت إلى ذلك الأسير، واستمريت بشكل متواصل أحرك الصينية قرب وجهه، ليصله الهواء، حتى استطاع التنفس في الاتجاه نفسه، علت أصوات صراخ الأسرى في القسم خوفاً على مصير أسرى مرضى فقدوا الوعي، وأسرى آخرين أصيبوا بالتهابات حادة، وأورام وحساسية شديدة في وجوههم، وأنحاء متفرقة في أجسادهم. لم تأبه قوات القمع لحال هؤلاء الأسرى، بل اقتحم أفرادها بعد دقائق كافة غرف قسمي 19 و20، وهم يلبسون الكمامات المضادة للغاز، ومدججين بالأسلحة والدروع، وأجبرونا تحت التهديد الجلوس في زوايا الغرف بوضع القرفصاء، وأيدينا وراء رؤوسنا، وهددونا أيضاً بعدم الالتفات للوراء. شرعت قوات القمع بعد اقتحام الغرف بتكسير محتوياتها، وإلقائها على الأرض، فاختلطت المياه والزيوت والمنظفات والمعلبات مع بعضها البعض فوق الأفرشة والأغطية والملابس. صادرت قوات القمع كذلك العديد من الأغراض الخاصة بالغرفة، مثل بلاطات الطهي، وقماقم المياه، والمراوح الكهربائية، وصادرت كذلك عدداً من الأغراض الشخصية الخاصة بالأسرى، كما قطعت الكهرباء، وأغلقت القسمين لأيام، ولم يسمح للأسرى في ظل الحر الشديد ورائحة الغاز المنتشرة الخروج للاستحمام. إضافة إلى ذلك، اتخذت "إدارة معتقل عوفر" قراراً بمنع الزيارات عن الأسرى، كما فرضت على غرفتنا بشكل حصري غرامة قدرها 3000 شيكل، لكن ممثلي حركة فتح أجبروها على إلغائها لاحقاً. بقي الوضع متوتراً في القسمين لأيام، حتى اقتحمت قوات قمع خاصة، على رأسها المتسادا، واليمّاز قسم 20، واعتدت على كافة أسرى القسم بشكل همجي، وأخرجت بالقوة 37 أسيراً، ونقلت القسم الأكبر منهم إلى "السجون" والمعتقلات الأخرى، وزجت بالباقين في زنازين المعتقل لأكثر من أسبوع، ثم ألحقتهم بزملائهم. إضافة إلى ذلك، سحل أفراد المتسادا قسماً من الأسرى من الغرف إلى ساحة الفورة، واعتدوا بالضرب العنيف ببساطيرهم الثقيلة، والهراوات، على كافة أنحاد أجسادهم، خاصة الرأس، والوجه، والمناطق الحساسة، ورافق ذلك إدخال الكلاب البوليسية المدربة على غرف الأسرى، لتنهش أجسادهم. لقد أخبرني العديد من الأصدقاء الأسرى في قسم 20، أن اعتداءات قوات القمع أدت إلى إصابة عشرات الأسرى في القسم بكسور وجروح عميقة. تلك ذكراي مع الشهيد داود الخطيب، وهي ليست الذكرى الوحيدة معه، وهي كذلك ليست حكاية الشهيد الوحيدة، فللشهيد حكايات أخرى لعلها تروى يوماً ما. لعلها كذلك تروى حكايات أغلب الأسرى الأبطال الذين صمدوا في "سجون" الاحتلال، ومعتقلاته، ولم يهادنوا "السجانين"، بعضهم ارتقى شهيداً، وبعضهم تحرر وبقيت ذكريات الأسر محفورة داخله، وبعضهم ما زال يرزح في غياهب الأسر منذ عقود وسنين وأشهر.
وقفة تضامنية في جنين مع الأسير سلطان خلف
تقرير: علي سمودي-جنين-القدس
نظمت عائلة الأسير المهندس سلطان خلف المضرب عن الطعام، وقفة تضامنية ببلدة برقين في جنين، بمشاركة ممثلي القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية وجماهير غفيرة، للتضامن معه مع استمراره في معركة الأمعاء الخاوية، وللمطالبة بإنقاذ حياته قبل فوات الأوان. وبعد صلاة الجمع، احتشد المشاركون أمام المسجد الكبير في بلدته برقين، حاملين ضور خلف، ومرددين الهتافات المنددة باعتقاله والمطالبة بحريته وكافة الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام. وألقيت خلال الوقفة، كلمات القوى والفعاليات وحركة الجهاد الإسلامي التي وجهت التحية لخلف وكافة الأبطال الذين يقاومون ويقاتلون بالأمعاء الخاوية لانتزاع حريتهم، وأكدوا التفاف شعبنا ووقوفه الكامل معهم ودعم مطالبهم العادلة والمشروعين، محذرين الاحتلال من أي مساس بهم. واستذكر المتحدثون الشهيد الأسير خضر عدنان ومواقفه وبطولاته، مؤكدين المضي على خطاه حتى تحقيق الأهداف التي ضحى في سبيلها وكافة شهداء شعبنا.
وحمل المتحدثون الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة خلف الذي يتعرض للعزل والضغوطات والقمع، معبرين عن اعتزازهم بصموده رغم تدهور حالته الصحية وإصراره على رفض تناول المحاليل والمدعمات، مؤكدين أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخطر الذي يتهدد حياة خلف ورفاقه المضربين، وستقدم كل الدعم والاسناد لحريتهم. من جانبه، دعا والد الأسير خلف، كافة المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، والقوى وفصائل المقاومة والسلطة الوطنية للتحرك والعمل المستمر لإنهاء معاناة الأسرى المضربين والاعتقال الجائر وعدم تركهم حتى يواجهوا نفس مصير الشيخ القائد خضر عدنان. وقال: "سلطان وإخوانه الأبطال، يقارعون بالأمعاء الخاوية المحتل رفضاً للاعتقال الإداري الجائر، وهم يناضلون من أجل حريتهم والعيش بكرامة، ويضحون بأنفسهم وشبابهم ويعانون الجوع ويصارعون الألم، وقد دخلوا بالمرحلة الصعبة من الإضراب".وأضاف: "في هذه اللحظات، بدأت الأجسام تتهاوى من الضعف والهزلان وشدة الألم والغثيان والاغماء المتكرر، وهم صابرون، لكن المطلوب نصرتهم حتى حريتهم قبل فوات الأوان".
ارتفاع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى 37 أسيرة
ارتفع عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الاسرائيلي إلى (37) أسيرة، وذلك بعد أن صدر مؤخرًا حُكم بالسجن الفعلي لمدة أربع سنوات بحق الناشطة آية الخطيب من أراضي عام 1948، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 25 ألف شيقل. وقال نادي الأسير، في بيان صحفي، إن الأسيرة الخطيب نُقلت اليوم من الحبس المنزلي الذي استمر لنحو عامين إلى السجن الفعلي، بعد القرار الجائر الذي صدر بحقها، والذي يأتي في إطار السياسة الانتقامية التي تنفذها سلطات الاحتلال، وفي محاولتها المستمرة لتقويض أي دور فاعل لأبناء شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948. يُذكر أن الخطيب كانت قد اعتُقلت في شباط/ فبراير 2020، وأمضت في حينه نحو عامين، ثم جرى تحويلها إلى الحبس المنزلي الذي بقيت رهنًا له حتى اليوم، واليوم سيبدأ تنفيذ السجن الفعلي بحقها لتكمل ما تبقى لها من الحكم الصادر بحقها، علما أن الخطيب متزوجة، وهي أم لطفلين.
ويستعرض نادي الأسير، أبرز المعطيات عن الأسيرات في سجون الاحتلال:
- من بينهنّ طفلة وهي الأسيرة نفوذ حمّاد.
- أقدم الأسيرات في سجون الاحتلال، هي الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، والمعتقلة منذ عام 2015، وهي محكومة بالسجن لمدة 15 عامًا.
- أعلى الأحكام التي صدرت بحق الأسيرات كانت للأسيرات: شروق دويات، وشاتيلا أبو عيادة المحكومتين بالسجن لـ(16) عاماً، وميسون موسى لـ(15) عامًا، وعائشة الأفغاني لـ(13) عاماً.
- ومن بين الأسيرات: أربع أسيرات معتقلات إداريًا: (رغد الفني، وسماح عوض، وحنان البرغوثي، وفاطمة أبو شلال)
- من بين الأسيرات (9) جريحات.
- أصعب الحالات من بين الجريحات، الأسيرة إسراء جعابيص من القدس، التي تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جراء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، وذلك جراء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، والذي تسبب بانفجار إسطوانة غاز في مركبتها.
- إضافة إلى الأسيرة فاطمة شاهين من بيت لحم، التي تعرضت لعدة إصابات، وتعاني اليوم جراء ذلك من وضع صحي صعب.
- يبلغ عدد الأسيرات الأمهات (13) أسيرة، من بينهن الأسيرة عطاف جرادات من جنين، وهي أم لثلاثة أسرى وهم (عمر، وغيث، والمنتصر بالله) جرادات، والمعتقلة الإدارية فاطمة أبو شلال من نابلس، - وهي والدة المعتقل الإداري أحمد أبو شلال.
- غالبية الأسيرات المحكومات أحكامًا عالية من القدس.
جلسة استئناف للأسير كايد الفسفوس
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن محكمة الاحتلال العسكرية، عينت جلسة استئناف للأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس في محكمة عوفر العسكرية اليوم الأربعاء. ويواصل الأسير الفسفوس إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ48 على التوالي رفضا لجريمة الاعتقال الإداري الصادر بحقه. يُشار إلى أن الفسفوس يبلغ من العمر (34 عاما)، وكان الاحتلال قد أعاد اعتقاله في 2/5/2023 إداريًا، وهو أسير سابق أمضى نحو 7 سنوات في سجون الاحتلال، وقد بدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2007، وكان قد خاض إضرابا عن الطعام في نهاية شهر أيار، وبداية حزيران المنصرم، واستمر لمدة 9 أيام، كما خاض عام 2021 إضرابًا ضد اعتقاله الإداري، واستمر لمدة (131) يومًا، علمًا أن أشقاءه كافة تعرضوا للاعتقال، واليوم إلى جانبه تعتقل سلطات الاحتلال أربعة أشقاء له إداريًا، وجميعهم أسرى سابقون، وهو متزوج وأب لطفلة. ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من (5200)، من بينهم (1264) معتقلًا إداريًا بينهم (20) طفلًا، وأربع أسيرات، بحسب آخر المعطيات حتى نهاية شهر آب المنصرم.
الخارجية الفلسطينية: ازدواجية المعايير الدولية تهدد بتفجير ساحة الصراع
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن ازدواجية المعايير الدولية والحماية التي توفرها بعض الدول الكبرى لدولة الاحتلال، تعمق أزمات المنطقة وتهدد بتفجير ساحة الصراع. وأوضحت الوزارة، في بيان، صدر اليوم، أن هذه الازدواجية في المعايير هي التي تشجع دولة الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا، وتنفيذ المزيد من مشاريعها الاستعمارية العنصرية، وتوفر لها الغطاء والوقت اللازمَين لحسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال. وتطرقت إلى انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة وجرائمهم ضد المواطنين الفلسطينيين، وأرضهم، ومنازلهم، وممتلكاتهم، ومقدساتهم، بالتزامن مع استمرار إرهاب المستوطنين في جرائمهم وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية. وأكدت أن هذه الجرائم والانتهاكات تندرج ضمن مخطط إسرائيلي رسمي، يهدف إلى مطاردة الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة "ج"، وتفريغها من أصحابها، لإحلال المستعمرين مكانهم بقوة الاحتلال، في عملية ضم تدريجي متواصلة للضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، على سمع العالم أجمع وبصره، بما يؤدي إلى تقويض فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وتعميق حلقات نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد" في فلسطين المحتلة. وتنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل في جرائم وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه التي تسيطر على المشهد اليومي لحياة المواطنين الفلسطينيين، بما في ذلك تشديد العقوبات الجماعية، والإجراءات القمعية والتنكيلية، خاصة عند الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة الغربية المحتلة، والاقتحامات، والاعتقالات الجماعية العشوائية، واستهداف كل ما يثبت عروبة الأرض الفلسطينية المحتلة.
وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم هدم المنازل والمنشآت، والاستيلاء على الأراضي، وتعميق الاستيطان، وجميع إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية.