537
0
من طابوهات المجتمع ... الفكر النسوي و تداعياته الإيديولوجية
الحركات النسوية بين المكشوف والخفي
في إطار نشاطاتها الفكرية و العلمية، نظمت جمعية حورية للمرأة الجزائرية صبيحة اليوم السبت بقاعة المديرية العامة بقصر المعارض،الملتقى الدولي الثالث تحت عنوان:"الحركات النسوية بين المكشوف والخفي"،بالتنسيق مع مخبر الدراسات القانونية المعمقة - جامعة جيجل.
شيماء منصور بوناب
في افتتاح الملتقى الدولي الثالث تطرقت رئيسة "جمعية حورية للمرأة الجزائرية "عتيقة حريشان للحركة النسوية بكل توجهاتها و فلسفتها التي تنص فرضياتها على المساواة الكاملة مع الرجل في كل الاصعدة و المجالات ، باعتبارها حركة غربية تدرجت مراحلها بدءا من مفهوم سوية المساواة ثم نسوية الجندر، لتأخذ بعدها في 1960منحى آخر مختلف ايديولوجيا بمطالب شاذة تماما.
وقالت حريشان: " تبنّت الحركة النسوية في العصر الحديث مفهومين أساسيين يعكسان توجه الحركة الشاذ و السلبي من خلال الجندر و الضحية، التي سعت من خلالهما لإلغاء الفروق بين الجنسين الذكر و الأنثى ثم تعميم فكرة المجتمع الذكوري الضالم لحقوق المرأة ".
من جهتها حددت رئيسة اللجنة العلمية للملتقى مليكة خشمون أهم الأبعاد المؤطرة لقضية المرأة بين الواقع و المستجدات المنطقية التي تنطلق من البعد الشرعي للحركات ومرجعيتها الإيديولوجية المرتبطة بالبعد التاريخي الضابط للمفاهيم.
يضاف الى ذلك البعد الإقتصادي ودوافعه المادية المستمدة من الإستقلالية المادية ،ثم البعد القانوني وتأثيرات الحركات الغربية على المنظمات القانونية الرسمية في إطار السيطرة على النسيج الإجتماعي و أبعاده السوسيولوجية و الثقافية و المعلوماتية بكل تداعياتها المتشعبة.
في ذات السياق أشارت مشرفة الملتقى مريم مسعوداني إلى الأسرة المسلمة التي باتت تتعرض لمحاولات عديدة لتفكيك أركانها بهدم أخلاقياتها المستمدة من الشريعة تحت شعار الحرية المطلقة دون ضوابط شرعية دينية ،استعملتها الدول الغربية بفكر خبيث ينشر الرذيلة تحت لواء المطالبة بالحقوق و المساواة.
أما عبد الحليم بوشكيوة مدير مخبر الدراسات القانونية المعمقة ،فقد أبرز أهمية المرأة في المجتمع باعتبارها قضية حساسة تستدعى تحديد الرؤية المنطقية لصونها و حفظها في ظل تداعيات الفكر الغربي و أهدافه المتطرفة التي تستولى على معتقدات المرأة كفرد و الأسرة ككيان يحقق التوازن للمجتمع.
الحركة النسوية بين المفهوم و المقاصد في المجتمعات المسلمة
انطلقت فعاليات الملتقى الدولي الثالث بندوة فكرية حددت معالم الفكر النسوي في المجتمع الحديث و تداعياته على الأسرة المسلمة التي أصبحت تجوبها الشبهات بمختلف أنواعها، حسب ما أفاده الداعية بوساق في مداخلته التي عالج فيها أهم المعالم القيمية التي تستهدفها الحركة استنادا من شبهة الميراث و التبني ثم العدة و قتل الأطفال وأيضا الموت الرحيم، باعتبارهم قضايا تهدد سلم القيم و الأمان للمجتمع المسلم .
وهو ما دعمته الدكتورة تريكي آيت شاوش في طرحها لمفهوم الفيمينيزم من الناحية الراقية التي دعا اليها سيد الخلق في وصيته و خطاباته التي تنص على صون حقوق المرأة كاملة على ضوء الكتاب الحنيف و السنةالنبوية . وهو ما انطلق منه الأستاذ بلخير طاهر الإدريسي من جهة تحقيق الرؤية الدينية المتكاملة مع العلم و المنطق في معالجة القضية النسوية التي تدعو اليها الحركات الغربية.
وهو ما ثمنته الدكتورة سهام شريف من منظور سوسيولوجي يفرض النظر للقضية النسوية من وجهة ما هو كائن في المجتمع الجزائري بضوابطه الدينية و الإجتماعية و الثقافية التي تحدد أبعاد هذه الحركة و مدى تأثيرها على الأسرة و المجتمع على حد سواء .
و في سياق التفصيل عالج الملتقى في جلساته الثلاث تأثيرات الحركة النسوية على الفرد و الأسرة انطلاقا من تبنى فكرة المساواة و التسوية و انعكاساتها على المجتمع المسلم في ضل التعديلات القانونية الجديدة التي تلح على ضرورة العودة للمرجعية الشرعية في معالجت الطابوهات الكبرى و تحديد آليات التصدى لها دينيا و علميا.
في الختام يجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي الثالث جاء في يومين 7و 8أكتوبر بمشاركة قرابة 24أستاذ من داخل و خارج الوطن في إطار معالجة قضية العصر " الحركة النسوية " و انعكاساتها السلبية على المجتمعات العربية و المسلمة".