87
0
ملتقى "على خطى البيان" يختتم بزيارة رمزية إلى قرية إيغيل إيمولا
لتجديد العهد مع ذاكرة نوفمبر واستحداث "درع الذاكرة

اختُتمت مساء الثلاثاء فعاليات الملتقى الوطني التاريخي "على خطى البيان"، الذي احتضنته ولايتا البويرة وتيزي وزو على مدار يومين كاملين، تحت شعار "بيان أول نوفمبر: دستور الثورة.. ميلاد الحرية"، في إطار الاحتفالات الرسمية المخلّدة للذكرى الـ71 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة.
خالد علواش
وجرت فعاليات الملتقى بحضور شخصيات ثورية ووطنية، وهيئات رسمية، وطلبة الجامعة، وممثلي المجتمع المدني، في أجواء حملت عبق التاريخ وأصداء الثورة التحريرية المباركة.
محطة وطنية لتجديد العهد مع الذاكرة
الملتقى، الذي نظمته جمعية نشاطات السلام الثقافية بالتنسيق مع المركز الثقافي رخوان عيسى بالأخضرية وجمعية مشعل الشهيد، وبمشاركة مديريات الثقافة والمجاهدين وذوي الحقوق والشباب والرياضة، شكّل محطة وطنية بارزة لاستحضار دلالات بيان أول نوفمبر كوثيقة خالدة أرّخت لانطلاق الكفاح المسلح وأعلنت ميلاد الحرية الجزائرية.
وقد تنوعت فعاليات الملتقى بين ندوات تاريخية، وشهادات حية لعائلات رمزية من مجموعة الستة مفجّري الثورة، إضافة إلى عرض وثائقي قصير بعنوان "على خطى البيان"، يوثّق اللحظات الدقيقة لصياغة ونسخ البيان التاريخي، من توقيع الإعلامي خالد علواش.
كرّس درع الذاكرة.. وأوصى بجعل الملتقى تقليدًا سنويًا
وفي ختام الملتقى، صدرت جملة من التوصيات الهامة، أبرزها ترسيم الملتقى الوطني "على خطى البيان" كموعد سنوي قارّ في رزنامة النشاطات الوطنية، يُعنى بالتوثيق التاريخي لبيان أول نوفمبر ونشر قيمه بين الأجيال الصاعدة، كما تمّ الإعلان عن استحداث وسام "درع الذاكرة"، الذي سيُمنح سنويًا للهيئات والشخصيات الوطنية الساهرة على حفظ وصون الذاكرة التاريخية الجزائرية، في مبادرة تعبيرًا عن الوفاء لأولئك الذين خدموا الوطن بصمت وإخلاص، وشهد الحفل الختامي تكريم شخصيات وطنية ساهمت في خدمة الذاكرة الوطنية، وتسليم "درع الذاكرة 2025" لوالي ولاية البويرة عبد الكريم لعموري، عرفانًا بعطاءاته في حماية التراث الوطني وصون الذاكرة.
زيارة رمزية إلى مهد البيان

واختُتمت فعاليات الملتقى بزيارة ميدانية مؤثرة إلى قرية إيغيل إيمولا بولاية تيزي وزو، حيث رُقن وسُحب بيان أول نوفمبر 1954 بأيدي الشهيد الصحفي محمد العيشاوي، وقد استحضر المشاركون هناك تفاصيل اللحظة التاريخية التي دوّت منها أولى صيحات الاستقلال والسيادة الوطنية، وسط استقبال حار من ثاجمعت (لجنة القرية) التي رحبت بقافلة الذاكرة التي تضمنت تواجد عائلة الشهيد الرمز محمد العيشاوي، واستعرضت في جولة بالقرية الأماكن التي بصمت على تاريخ من ذهب في السجل الخالد للثورة التحريرية المجيدة، كبيت المناضل بن رمضاني عمر أين رقن البيان، ومنزل المناضل رابح إيدير أين سحب وطبعت "الوثيقة الخالدة"
رسالة للأجيال
وأجمع الحاضرون والمتدخلون على أن الملتقى يمثل "محطة للتجديد مع الذاكرة الوطنية وترسيخ روح نوفمبر في وجدان الشباب"، و أن بيان أول نوفمبر يظل "الوثيقة الأم، والدستور الأول للحرية والسيادة الجزائرية، وفي هذا السياق شدّد القائمون على الملتقى على ضرورة الاستمرار في هذه المبادرات التوثيقية والتربوية، التي تعيد ربط الأجيال بتاريخها وتغرس فيها قيم النضال والوفاء للوطن، وبهذا اختُتمت فعاليات ملتقى "على خطى البيان"، وقد خرج المشاركون بقناعة راسخة بأن بيان أول نوفمبر ليس مجرد وثيقة تاريخية، بل عهد متجدد بين أجيال الجزائر، يُضيء دربها نحو المستقبل، ويذكّر بأن الحرية التي وُلدت في نوفمبر 1954 ما تزال تنبض في ضمير الأمة الجزائرية.


