16000
0
مختصون لـ" بركة نيوز" : معرض التجارة البينية قمة سياسية واقتصادية تعكس إرادة لتعزيز التنمية والتكامل في إفريقيا

أكد عدد من الشخصيات الرسمية والخبراء والمختصين، في تصريحاتهم اليوم لـ" بركة نيوز " أن معرض التجارة البينية الإفريقية 2025، الذي انطلقت فعالياته في المركز الدولي للمؤتمرات " عبد اللطيف رحال" ، يعد قمة سياسية واقتصادية رفيعة المستوى، تجسد إرادة جماعية قوية لمواجهة تحديات التنمية، وتعزيز التكامل الإقليمي في القارة السمراء.
نسرين بوزيان
مبرزين أن المعرض يعكس بوضوح رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الطامحة إلى تحقيق الاندماج القاري، في إطار التزام الجزائر الراسخ والتاريخي تجاه إفريقيا، مما يؤكد دور الجزائر المحوري كركيزة أساسية في مستقبل القارة.
اتفاقيات استراتيجية تعود بالنفع على الجزائر
وفي هذا السياق، قال وزير النقل، السعيد سعيود، أن المعرض يعد حدثا أفريقيا بارزا، تجلى في المشاركة الواسعة والقياسية للوفود الإفريقية، لاسيما الحضور المكثف للرؤساء ووزراء التجارة.
وأوضح الوزير أن هذه المناسبة تمثل فرصة استراتيجية للتعريف بإمكانات الجزائر الاقتصادية والاستثمارية، كما تعد منصة مهمة لإبرام عدد كبير من الاتفاقيات التجارية بين المتعاملين الجزائريين والأفارقة، والتي من شأنها أن تساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
نحو إقلاع اقتصادي حقيقي
من جانبه، أكد النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني، نصاري غالي، أن الجزائر أمام فرصة تاريخية لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي من خلال تعميق الشراكات الإفريقية، مضيفا أن المعرض يفتح افاقا جديدة لتثبيت الدور الريادي للجزائر في القارة، مستعرضا الرصيد الطويل من التضامن الإفريقي.
وأشار إلى أن الجزائر سبق أن ألغت ديونا إفريقية تفوق 5 مليار دولار، واستقبلت آلاف الطلبة الأفارقة في جامعاتها، حيث تخرج أكثر من 65 ألف طالب إفريقي، إضافة إلى تقديم 8000 منحة دراسية جديدة ، ومشاركتها في مشاريع بنية تحتية كبرى.
من "ما وراء البحار" إلى "ما وراء الرمال"
واعتبر رئيس منتدى التصدير والاستيراد، محمد حساني، أن احتضان الجزائر لهذا المعرض يكرس انتقالها من نموذج "ما وراء البحار"الذي يربطها تقليديًا بأوروبا، إلى مفهوم "ما وراء الرمال"، في إشارة إلى الانفتاح جنوبا نحو العمق الإفريقي.
مؤكدا أن الجزائر تسعى لتأكيد اعتمادها على قدراتها الذاتية، وترسيخ صورتها كبلد منتج ومصدر، وليس فقط مستهلكا.
منعرج حاسم في تاريخ إفريقيا
أما الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، فقد اعتبر أن هذا المعرض يمثل منعرجا حاسما في مسار التعاون الإفريقي، خصوصا إذا تم استغلاله بطريقة مدروسة. وأضاف أن التلاحم والانسجام غير المسبوقين بين الدول الإفريقية على هامش هذه التظاهرة، يؤسسان لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار بدريسي إلى أن القارة الإفريقية، التي تضم أكثر من 1.5 مليار مستهلك، تمثل اليوم قاطرة حقيقية للاقتصاد العالمي، بفضل وفرة الموارد الطبيعية وارتفاع نسبة الشباب فيها.
بداية مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي
في السياق ذاته، أبرز الخبير الاقتصادي عبد الرحمان هادف، أن الطبعة الرابعة من هذا المعرض تمثل محطة محورية لبناء اقتصاد إفريقي موحد، عبر تحسين أداء التجارة البينية وتعزيز التكامل في قطاعات محورية مثل الطاقة، الصناعة، الاقتصاد الرقمي، الفلاحة، والصناعات الغذائية.
واعتبر هادف أن الحضور القوي للمؤسسات الاقتصادية الإفريقية يضفي على المعرض طابعا عمليا ويمنحه بعدا استراتيجيا يرسّخ التعاون الافريقي.
الجزائر بثقلها الكامل في قلب إفريقيا
من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية، كرود عبد الحميد، أن الرسالة الأبرز التي تبعث بها الجزائر من خلال هذا الحدث، هي أنها لا تزال حاضرة بكامل ثقلها في المشهد الإفريقي، من خلال دبلوماسية فاعلة، واقتصاد طموح، ورؤية استراتيجية واضحة.
وأكد أن إفريقيا تمثل عمقا استراتيجيا شاملا للجزائر، سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتاريخيا، مضيفا أن الجزائر قادرة على لعب دور قيادي في تشكيل مستقبل القارة.
نحو قطب اقتصادي إفريقي جديد
في نفس السياق، أكد مدير مديرية الري بولاية البويرة بالنيابة، بلعيد ناصر، المعرض يمثل منصة لتلاقي القوى الاقتصادية الإفريقية، بما يمكن من تشكيل قطب اقتصادي قاري قادر على التموقع الفعّال في الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن الأهمية لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى تعزيز الاستقلالية السياسية والاقتصادية للدول الإفريقية، بعيدًا عن التبعية للهيئات المالية الدولية.
الجزائر تقود القاطرة الإفريقية
أما المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، فادي تميم، فقد أكد أن الجزائر استعادت مكانتها الطبيعية في قيادة القارة الإفريقية، من خلال الدفاع عن سيادتها الاقتصادية ورفض تحويلها إلى مجرد سوق للمنتجات الأجنبية.
لاسيما - يضيف تميم- أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يعمل بجدية لفتح الأسواق الإفريقية أمام المنتجات الجزائرية، وتشجيع الاستثمارات الثنائية والمشتركة، بما يعزز التحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد منتج ومتنوع.