30
0
محاربة المخدرات: مواجهة الآفة لاتكفيها الوقاية ..
الردع والعبرة لمن يعتبر ..

بقلم: مسعود قادري
احتضنت الجزائر أخيرا ندوة عالمية حول مواجهة آفة المخدرات التي أصبحت تشكل خطرا على البشرية أكثر من خطورة الحروب والنزاعات، لكونها تقضي على الطاقات الكامنة للشباب فتشلها عن الحركة والفعالية في المجتمع قبل أنتدفع بها إلى المقابر في موتي بطيء وصامت .
وبطبيعة الحال فإن الندوة أو اللقاء العالمي كان من بين مخارجها الحث على الوقاية كبوابة أولى للمواجهة مع جيوش المروجين المدعمين من دول وهيئات وتنظيمات سرية هدفها ليس الكسب المادي السريع فقط، بل تدمير قدرات الشعوب لتبقى سوقا لسلع الدول المنتجة لكل شيء بما فيها الأدوية المهلوسة والضارة بالعقل، المخدرات الصلبة واللينة وكل ما يشل العقل ويخرجه عن دائرة التفكير السليم فينهار الجسم بعده ويتحقق مبتغى الساعين لتدمير الإنسانية بكل الطرق ..
عندما نقارن الكميات الهائلة من مختلف أنواع المؤثرات العقلية المدمرة لحياة الشباب جراء تناول مختلف أنواع المخدرات والمهلوسات والمشلات للعقل ـ دون حساب الكحول التي أهملنا تأثيرها على العقل مقارنة بالمدمرات الجديدة من أعشاب وحشائش ومعلبات مختلفة رطبة وصلبة ـ عندما نقارن كل هذه الكميات التي تحجز في كل دول العالم المقصودة بالتدمير والتخدير ومنها جزائرنا التي أحاطت بها دول الفساد المنتجة والمصدرة للحشائش بكميات تفوق ما نصدره نحن من مختلف المنتجات نحو دول العالم، وتتخذ من بلدنا طريقا لتمرير سمومها نحو شبابنا بالدرجة الأولى ثم إلى بقية دول العالم ؟!.. ، يتضح لنا أن قضية المخدرات ليست قضية بسيطة ولا تخص الباحثين عن الثراء والمال السهل فقط ، بل قضية دول وتنظيمات ولوبيات كبيرة لها أغراض سياسية واجتماعية واقتصادية، بل الأكثر من ذلك أن مصالح المخابرات في الدول التي تنافس الله في عظمته وسلطته على الكون، هي من يمول هذه الآفة بالدرجة الأولى لتستغل ناتجها السهل في تدمير الدول المعارضة لسياساته بطريقين،
الأولى تحييد نسبة كبيرة من الشباب بإغراقه في تناول هذه المفسدات المذهبة للعقل الشالة للحركة والنشاط من جهة.
والثانية تمويل الجماعات الإرهابية التي تمهد لها العملية الأولى باستغلال هذه الفئات المغيبة عن واقعها بتجنيدها ضد أوطانها وشعوبها بحشو عقولها الغائبة بأفكار ضالة وواهية وتزويدها بمعلومات كاذبة تقحمها مباشرة في العمليات الإرهابية التي تعرضت لها مع الأسف الشديد في جل الحالات الدول الإسلامية المقصودة بالدرجة الأولى من الغرب الاستدماري ـ اليهودي النصراني ـ دون غيرها من دول العالم لتبعد شبابها عن دينه وأخلاق أمته الأصيلة ..
هل تكفي الوقاية لمواجهة آفة المخدرات...؟
العضو الفاسد دواؤه القطع..
منذ عدة عقود والأمم المتحدة تتخذ قرارات ضد منتجي ومروجي المخدرات التي صارت لها إمبراطوريات عالمية تتحكم في مسار إنتاجها وتوزيعها بعد أن أصبحت مصدرا من مصادر تمويل دول كثيرة، ومجلبا للمال الفاسد الذي شرعته بعض الهيئات التي تريد التحكم في مصير العالم وفق منظورها الشيطاني العنصري الذي لا قيم له ولا مبادئ غير الانفراد بالسيادة والتحكم في مال العالم ومصادر ثروتها على حساب شعوب الأرض كلها ..
هذا النهج الذي اختارته الكثير من قوى العالم والسائرة في فلكها ، جعل سياسات الأمم المتحدة الوقائية من هذه الآفة المدمرة ، تفشل فشلا ذريعا، فلم تنفع لا المِؤتمرات ولا الحملات الوقائية ولا الشعارات المخيفة ولا..و لا.. ولا حتى قرارات وتوصيات الجمعية العامة وكل هيئاتها التي لها علاقة بالموضوع !؟..
السبب بسيط هو أن " حاميها حراميها" كما يقول المثل المصري، يعني أن دولا كثيرة في الهيئة نفسها" تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي.. !"، كما هو الحال في كثير من الأمور السياسية والاقتصادية "كالحرية والديمقراطية التي يتباهى بها الغرب ليزين صورتها أمام العالم، لكن عندما يتعلق الأمر بشعوب ضعيفة أو محتلة يغيب هذا الإيمان المضلل وتذهب الحرية والديمقراطية في خبر كان..!؟ ...
هنا نرى أنه كلما كثر الحديث عن الوقاية ومكافحة الآفة، نشطت الذئاب المندسة في الأوساط الأممية لتزداد العملية انتشارا وتوسعا بين الفئات لتصل إلى فلذات الأكباد في المدارس والمتوسطات، ناهيك عن الثانويات والجامعات التي سمحت بعض الدول بترويج أنواع من المخدرات فيها لأهداف هي أدرى بها في مجتمعاتهم لكنها صارت مثلا وقدوة للآخرين من قوم تبع في البلدان النامية التي يعتقدون أن كل ما يأتي من الغرب صالح ومفيد..؟!.
ومع أن الواقع العالمي أثبت لنا العكس منذ مدة طويلة ولكننا لم نتعظ؟.. فالوقاية التي نتوخاها من خلال اجتماعات ولقاءات ودروس وأمثلة عن التائبين لم تجد نفعا، مع ما يطرح في السوق العالمية من مختلف أنواع المدمرات العقلية ـ خاصة المنتجة في مخابر صيدلانية رسمية ـ لها حق الانتاج والتوزيع للمستشفيات ، فتتسرب منها كميات معتبرة للسوق المدمرة ..هذا التسرب يجب الإقبال الكبير عليه من الوافدين على منابع الثراء السريع والفاحش الراغبين في العيش على جثث غيرهم غير مبالين بالخطر الذي يتهددهم ومجتمعاتهم ولا حتى بالعقوبات التي تصدرها المحاكم ضدهم مادامت الحياة مضمونة لمن يعيلونهم ولو كانت سحتا ومن حرام ..؟! .
فالعلاج الحقيقي والصارم"هو الكي".. والعودة إلى الشريعة لمواجهة كل الظواهر الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع وتساهم في تفتيت وحدته ومكوناته .
فالغرب الذي سن قوانين التخلي عن الإعدام بدعوى حرية الأشخاص و..، يفاضل بين البشر، فهو يرحم القاتل ولا يهمه المقتول... فالذين ينسون حكم الله فيمن يسبب أذى للغير و يقتل النفس التي حرم الله بدون الحق ، بل يميتون مجتمعات كاملة موتا بطيئا وينغصون حياة اسر كاملة ، يتعامل معهم كما يتعامل مع السارق الذي فرضت عليه الظروف ليقتات بالسرقة لايهمهم القاتل ولا البارون مادام يسير في خطهم ويحقق أهدافهم ..
فالعلاج الحقيقي والفعال هو إعدام كل من تسول له نفسه اللعب بحياة الناس سواء بالمخدرات أو باختطاف الأبرياء، القتل العمدي مع السبق والإسرار ، خيانة الوطن بإفشاء أسراره للخارج مقابل دراهم مسمومة.. ..؟!
كل هؤلاء لايعتد بهم ولايعتمد عليهم في حماية مصالح الأمة والوطن، بل سيكونون هم وفئات مجتمعية تميل لتفضيل كل ماهو أجنبي على المنتوج الوطني حتى في الأمور الشرعية ـ مع الأسف الشديد ـ لاينفع معهم غيرالردع وإزالة النجاسة من الطريق ليعيش المجتمع في أمن وأمان تكون الواقية أشد فعالية لأن العبر تكون موجودة في الميدان ومن حاد عن الطريق واتبع سبل الشيطان عرف مصيره الذي لايشفع له فيه أي حبيب أو قريب ..
أما إذا بقينا نقتفي آثار من ألغى حكم الإعدام في بلده ويريد فرضه على كل دول العالم باختلاف توجهاتها ومعتقداتها .. فنسأل الله اللطف .. والسلام ..