108
0
مجمع بو المرقة.. من شركة عائلية إلى علامة جزائرية تصدر نكهاتها إلى العالم
.jpg)
في ظل التحولات الاقتصادية التي تعرفها الجزائر، والتوجه الحكومي المتزايد نحو دعم الإنتاج الوطني وتشجيع التصدير خارج قطاع المحروقات، برزت نماذج صناعية ناجحة استطاعت أن تشق طريقها نحو الريادة، من بينها مجمع بو المرقة، الذي حول خبرة عائلية متواضعة إلى علامة تجارية جزائرية متميزة تعرف اليوم داخل وخارج الوطن، تحت اسم "البلاد".
شروق طالب
وفي هذا الصدد، كان لجريدة بركة نيوز لقاء مع مدير مجمع بو المرقة، طارق بو المرقة، وذلك للحديث عن بدايات وتحديات الإنتاج والتصنيع.
من بدايات بسيطة إلى طموح التميز والإنتاج النوعي
رغم أن تأسيس الشركة بشكل رسمي يعود إلى بداية الألفية، إلا أن العلاقة الأولى لعائلة بو المرقة مع مجال التجارة وإنتاج الخل تعود إلى أواخر الثمانينات.
في تلك الفترة، كان المؤسس طارق بو المرقة يعاني من صعوبة في الحصول على مادة أولية ذات جودة عالية، في وقت كانت المنتجات المتوفرة في السوق لا تلبي المعايير المطلوبة.
وفي مطلع سنة 2000، قرر دخول عالم التصنيع الغذائي من الباب الكبير، بعد حصوله على قرض صغير أسس به شركته الأولى المتخصصة في إنتاج الخل.
وعن هدف الشركة، أوضح بو المرقة أنه يتمثل في توفير منتج جزائري عالي الجودة يمكنه منافسة المنتجات المستوردة من حيث المذاق والمواصفات.
خل، صلصات، ونكهات عالمية بروح جزائرية
بدأت علامة "البلاد" باستخدام مواد أولية محلية متاحة، لكنها سرعان ما طورت من وسائل الإنتاج عبر استيراد آلات ألمانية متخصصة لإنتاج خل عالي الجودة.
في البداية، اعتمد الإنتاج على تخمير السكر، قبل أن يتم توسيع التشكيلة لتشمل أنواعا متعددة، لاسيما خل التفاح، خل العنب الأحمر الإيطالي المخصص للسلطات، وخل الأرز، بجانب صلصة الصويا الحلوة والحامضة.
ما يميز هذه المنتجات هو أنها مصنعة محليا 100%، بما في ذلك مواد التغليف والتعليب، في تجربة إنتاجية تعد سابقة مشرفة في السوق الجزائرية.
التصدير نحو الأسواق الإقليمية والدولية
بدافع الإيمان بقدرة المنتج الجزائري على المنافسة دوليا، شرع مجمع بو المرقة في تصدير منتجاته نحو عدد من الأسواق الخارجية.
حاليا، تصل منتجات "البلاد" إلى كل من فرنسا، إسبانيا، تونس، ليبيا، والسنغال، ويؤكد بو المرقة أن الاستجابة من الأسواق الإفريقية مشجعة للغاية.
وفي هذا الشأن، كسف عن خططا طموحة للدخول بقوة إلى السوق النيجيرية بحلول عام 2027، بالإضافة إلى كوت ديفوار.
آفاق توسع مستقبلية: من الخردل إلى زيت الزيتون
لا تتوقف طموحات المجمع عند هذا الحد، إذ يتم العمل حاليا على إطلاق خطوط إنتاج جديدة تشمل المايونيز الفرنسي، والخردل.
وهما منتجان حسب بو المرقة يشهدان طلبا كبيرا في السوق الجزائرية، بجانب التحضير لإطلاق إنتاج زيت الزيتون المحلي عالي الجودة.
المعارض الدولية بوابة التوسع والترويج
طارق بو المرقة، بصفته أيضا رئيس الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين، شدد على أهمية المشاركة في المعارض الدولية التي تمثل منفذ حقيقي لتسويق المنتج الجزائري، مؤكدا في نفس الوقت أن الدولة تقدم تسهيلات معتبرة للمصدرين، خاصة فيما يتعلق بالتوجه نحو السوق .
وفي ختام حديثه لجريدة "بركة نيوز"، أشار بو المرقة إلى خصوصية الذوق الجزائري، الذي يفضل النكهات القوية والمركزة، وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار في تطوير المنتجات.

