35

0

مدير التطهير والوقاية من الفيضانات: 850 موقعًا مصنَّفًا شديد الخطورة عبر الوطن

أكد شريف عيسيو، مدير التطهير والوقاية من مخاطر الفيضانات بوزارة الري، أن الوقاية والاستباق يمثلان الحل الأساسي لمواجهة الفيضانات في الجزائر، في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، مع تصنيف 850 موقعًا شديد الخطورة عبر الوطن ضمن استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الفيضانات.

ص دلومي

وأوضح عيسيو، لدى استضافته في برنامج “ضيف الصباح” على القناة الإذاعية الأولى، أن الجزائر تشهد منذ نحو عشرين سنة تغيرات مناخية واضحة، أبرزها الارتفاع الكبير في كميات تساقط الأمطار، ما أثر مباشرة على شبكات الصرف الصحي ومجاري المياه، ودفع السلطات إلى تبني سياسة وقائية واستباقية بدل التدخل بعد وقوع الكوارث.

وأشار المسؤول إلى ما شهدته بلدية بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة مؤخرًا، حيث سُجلت كمية 72 ملم من الأمطار خلال ساعتين فقط، أي ما يعادل أمطار أسبوعين في الظروف الطبيعية، ما يفوق قدرة استيعاب شبكات الصرف الصحي. وأضاف أن عمليات التطهير تُبرمج بصفة دورية، مع تسجيل مشاريع جديدة سنويًا وتحسين المخططات الرئيسية لمواكبة التغيرات المناخية والتوسع العمراني.

وأشار عيسيو إلى أن مشكلة الفيضانات لا تقتصر على قدرة الشبكات فحسب، بل تتفاقم أيضًا بسبب السلوكات غير الحضارية لبعض المواطنين، مثل رمي النفايات والبلاستيك والأتربة داخل المجاري، أو ترك مخلفات الأشغال دون تنظيف، وهو ما يؤدي إلى انسداد القنوات وارتفاع منسوب المياه أثناء التساقطات الغزيرة.

وأضاف أن الوضع العام لشبكات الصرف الصحي مقبول، رغم وجود بعض الأجزاء القديمة التي تحتاج إلى إعادة تأهيل لتتماشى مع المعطيات المناخية الجديدة، مؤكدًا أن الأمطار التي كانت في السابق لا تتجاوز 20 ملم أصبحت أحيانًا تصل إلى 120 ملم. وأوضح أن السلطات العمومية سارعت خلال السنوات الأخيرة إلى تجديد شبكات الصرف الصحي بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مع تخصيص ميزانيات ضمن قوانين المالية المتعاقبة.

وفيما يخص التغطية الوطنية، أكد أن الجزائر تعتمد على شبكة موحدة للصرف الصحي ومياه الأمطار تغطي نحو 93% من التراب الوطني و96% من المناطق الحضرية، وحوالي 75% من المناطق خارج المدن، بطول إجمالي يقدّر بـ97 ألف كيلومتر. وأضاف أن خدمات الصرف الصحي متوفرة بنسبة 100% في الجزائر، مقارنة بدول إفريقية مجاورة لا تتجاوز فيها هذه النسبة 24%.

وحول النقاط السوداء المرتبطة بالفيضانات، كشف عيسيو أن آخر إحصاء أُنجز نهاية سنة 2024 سجل حوالي 13.500 نقطة سوداء عبر مختلف ولايات الوطن، وهي في تراجع ملحوظ بفضل البرامج الجديدة المنفذة بالتعاون مع الجماعات المحلية. وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفيضانات، التي صودق عليها سنة 2020، أحصت 850 موقعًا خطيرًا، منها 50 موقعًا شديد الخطورة.

وأضاف أن الدراسات التقنية الخاصة بمكافحة الفيضانات انتهت في 16 ولاية، بينما تتواصل الأشغال في 14 ولاية أخرى، وهناك 11 ولاية المشاريع قيد الانطلاق بها، ضمن مخطط وطني يهدف إلى تقليص المخاطر وحماية الأرواح والممتلكات.

كما تناول المسؤول مشكلة ارتفاع منسوب المياه القذرة في ولايات الجنوب، لاسيما الوادي وورقلة، وما يترتب عنها من خطر تلوث المياه الجوفية. وأكد أن القطاع أنجز برنامجًا من أربع مراحل وصل حاليًا إلى المرحلة الأخيرة، ما ساهم في تقليص كبير لظاهرة الفيضانات في هاتين الولايتين.

وفيما يخص استخدام المياه المعالجة، أوضح عيسيو أن قطاع الري كان يركز سابقًا على حماية البيئة فقط، لكنه اليوم، وبتوجيهات من رئيس الجمهورية منذ نوفمبر 2023، يتجه نحو استغلال المياه القذرة المعالجة في الفلاحة والصناعة والخدمات.

وأشار إلى أن 21 مشروعًا تم إنجازها أو الشروع في إنجازها، منها 18 محطة لمعالجة المياه، مع إعادة تشغيل المحطات المتوقفة ورفع قدراتها، واعتماد نظام المعالجة الثلاثية الذي يسمح باستعمال هذه المياه في سقي مختلف المحاصيل الزراعية، مثل الحبوب والخضر، بكمية تصل حاليًا إلى 110 ملايين متر مكعب مخصصة للفلاحة.

وأوضح المسؤول وجود 27 محطة متوقفة يجري العمل على صيانتها، ومع استكمال 75 محطة جديدة قيد الإنجاز، يُرتقب أن تصل طاقة معالجة المياه إلى مليار متر مكعب سنويًا خلال السنتين القادمتين.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services