1617
0
ماذا بعد اغتيال القائد اسماعيل هنية... هدف الكيان الصهيوني وسبب اختيار إيران لتنفيذ الجريمة؟
الدكتور أحمد ابراهيمي يوضح...
نزل خبر استشهاد القائد الفذ اسماعيل هنية كالصاعقة على الأمة العربية والإسلامية قاطبة، واثار الخبر استهجانا كبيرا من قبل أحرار العالم، ولكن ما اثار الكثير من التساؤلات لماذا لجأ الكيان الصهيوني لمثل هذا الإغتيال في هذا التوقيت بالذات وما الهدف من ذلك.
زهور بن عياد
تحليلات كثيرة ولكن ما يجب التوقف عنده هو التداعيات الناجمة عن هذا الإغتيال الذي استهدف الرجل الأول في حركة حماس، وماهي انعاساته على سير المعركة في الداخل والخارج، وفي هذا السياق أكد لنا الدكتور أحمد ابراهيمي نائب رئيس الإئتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين ورئيس جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني، أن هذا الإغتيال ما هو إلا تعبير عن الفشل الذريع الذي لحق بنتنياهو والكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه المعلنة من وراء هذه الحرب المدمرة.
انتقام جبان وإقرار بالجريمة
وعن صفات الشهيد اسماعيل هنية وصفه ابراهيمي بأنه القائد الفذ العظيم الذي كان يتسم بالاعتدال والوسطية ليكون بعد المؤسس وأسد فلسطين عبد العزيز الرنتيسي، ويخوض مدة طويلة في بناء الحركة وله مسار حافل بالإنجازات وعاش عدة مراحل ووصل لرئاسة الوزراء الفلسطينية وشهد الحسم العسكري في غزة، وساير 17 سنة حصار وهو مرابط ومكافح، وقاد الحركة لما يقارب 10 سنوات عالج بحكمة ملف المعر كة والمفاوضات .
وعن أسباب الإغتيال يضيف، أن الكيان الصهيوني عندما عجز على الأرض في تحقيق أهدافه التي وعد به شعبه وحلفائه بانه سيقضي على المقاومة وتهجير الشعب واسترجاع الرهائن، قام بهذا الانتقام الجبان، مشددا بالقول "نعلم أن في الحروب والثورات رجال السياسة بعيدون عن دائرة الاستهداف، فالمفروض هنية مفاوض الآن، فكيف تقتل انسان تفاوضه؟ هذا عمل جبان وحقير و انتهاك حرمة دولة وقتل رجل هو ضيف عندها".
وعن شركاء الكيان الصهيوني تحفظ ابراهيمي في ذلك مشيرا أن التحقيقات ستظهر الفواعل المتعاونة مع الكيان، مؤكدا أن الجريمة قام بها الكيان الصهيوني لأنه أقر بذلك.
ولفت محدثنا أننا شهدنا إدانة كبيرة لهذه الجريمة النكراء عبر العالم وأخذت بعدا عالميا ولأول مرة في تاريخ البشر نرى جنازة بهذه القوة، يصلي عليها أهل الشيعة والسنة وتبكي عليه الأمة وتقام عليه صلاة الغائب ، لأن الرجل كان يقود في مشروع متفق عليه عند الأمة وأحرار العالم حول أحقية أهل فلسطين على فلسطين مشروع يقول "لا ينازعك فيه أحد إلا خائن مطبع او موالي للكيان الصهيوني".
رسالة ترهيب لهزم الأمة
فالرسالة التي يريد الكيان الصهيوني تبليغها يقول ابراهيمي واضحة وهي هزم الأمة ورسالة من الكيان أنهم قادرون على الوصول إلى اي كان وفي أي بلد، رسالة الى الجبناء ليزدادوا خوفا، ورسالة تخويف وترهيب لكل أبناء الأمة ممن يساندون القضية ويقفون مع الشعب الفلسطيني.
وبالمناسبة قال محدثنا أن الشهيد يستحق التهنئة بدل العزاء موضحا بالقول " اهنئه لأنه نال الشهادة وكانت له هذه الخاتمة والحسنى التي تمناها ، هنأته على ثباته وصبره وشجاعته، هذه القيم التي تجسدت في رجل واحد صادق وثابت ، قال لن نعترف بإسرائيل وذهب إلى ربه ولم يعترف بها، قال سأضحي بمالي وأهلي ورأينا كيف دفع بأولاده واحفاده، بأكثر من 100 شهيد من عائلته ليتوجها في الأخير بشهادته".
اختيار إيران لتذكية الصراع المذهبي
ولماذا اختيار ايران لتنفيذ الجريمة؟ في جوابه عن سؤالنا لفت ابراهيمي أن ذلك تم بهدف اللعب على النعرة الدينية بين السنة والشيعة، وهذا ما أتاح الفرصة يضيف "للمرجفون من بعض الأقلام والتوجهات ليصوغوا رواية تزيد من الشرخ الموجود في الأمة منذ 14 قرن، وهذا الشرخ موجود لكنه يكبر في الفتن عندما تغيب الحكمة ولبابة العقول، هذه الطفيليات التي تغذي هذه الصراعات، كانوا ساكتين عن الدماء والدمار والجوع، ولمجرد الإغتيال سارعوا لإلقاء المسؤولية بدون دليل، ولمن يريد الاصطياد في الماء العكر نقول له عيب وعار عليك، الناس تصيح في غزة وتدعو على الأمة وهذا الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم، فكيف علينا تحمل مسؤولية دماء أهل غزة؟.
وفي ذات الصدد إستذكر محدثنا رساله اسماعيل هنية، بالقول "مات الرجل وهو يطلب من الأمة أشياءا كثيرة طلب النفير العام، ولم يستجاب له، طلب الإغاثة والمساعدة... استشهد وهو يطلب من الأمة المساندة".
انفجار قادم وعلى إيران غسل هذا العار
أما عن تداعيات الإغتيال، فقد أبرز ابراهيمي "أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الإغتيالات، هذا سيقودنا للخراب،ونحن على أبواب انفجار كبير جدا ونتنياهو لم يبقي صوت العقل،أنك تستهين بقيادة دولة وتغتال ضيفها في إقامة رسمية، فمن يتحمل هذا العار، فإيران إن تسكت على عدم الرد فهذا عار يلازمها إلى يوم الدين، فهذا ضيفها الذي كان في حمايتها".
وأضاف "رجل استدعته دولة تحت حمايتها فقتل في عقر دارها، فمن الواجب أن تغسل هذا العار، لأنه سيبقى يلازمها ، أما عن نتائج هذه الجريمة فقد بدأ التجييش وأمريكا مجهزة في حال الرد الإيراني للدفاع عن الكيان الصهيوني ، وكل الدول ستكون في دائرة الإستهداف، لأن كرة الثلج تكبر وستمس كل مناطق العالم، فالحرب ستخرج من فلسطين وتشمل الجميع وهناك من يتحدث عن حرب عالمية ثالثة، وعن الرد الايراني كيف يكون، فالمعطيات تدل على أن هناك رد إيراني خفيفا أوثقيلا لا نعلم ذلك، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
وفي الختام جدد ابراهيمي دعمه ودعم الجمعية للشعب الفلسطيني داعيا الشعب الجزائري لمواصله مساندته ومساعدته لأهلنا في فلسطين من خلال حملة الوعد المفعول التي أطلقتها الجمعية منذ بداية معركة طوفان الأقصى".