شهد الطريق الوطني رقم 43، المعروف بمحور "الوزن الثقيل" على مستوى بلدية كيسير بولاية جيجل في الساعات الأولى من صباح اليوم حادث مرور مروّع تمثل في انحراف وانقلاب حافلة لنقل المسافرين قادمة من ولاية خنشلة، ما خلف أربعة قتلى و35 جريحًا من مختلف الأعمار والفئات في حصيلة أولية مرشحة للإرتفاع.

ضياء الدين سعداوي

 

وأكدت مديرية الحماية المدنية لولاية جيجل في بيان رسمي أن الحادث وقع على منحدر خطير من المحور الطرقي المعروف بصعوبة تضاريسه وكثافة حركة مركبات الوزن الثقيل ، وقد تدخلت مصالحها فور تلقي البلاغ حيث تم تسخير عدد معتبر من الفرق والوحدات المتخصصة مدعّمة بسيارات الإسعاف والإنقاذ تحت إشراف مباشر من مدير الحماية المدنية بالولاية.

 تفاصيل الحادث

الحادث وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 43 – بلدية كيسير – ولاية جيجل ،تمثل في انحراف تلاه انقلاب حافلة مسافرين، حيث اسفرت الحصيلة الأولية للحادث عن : وفاة 04 ضحايا في عين المكان و  35 جريحاً (رجال، نساء و أطفال) و قد تم نقل الجرحى إلى المؤسسات الصحية القريبة لتلقي الإسعافات فيما تم تحويل جثامين الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث.
 

استنفار واسع وتحقيق في الأسباب

 

أوضحت ذات المصالح أن عملية الإنقاذ ما تزال متواصلة إلى غاية اللحظة بالنظر إلى عدد المصابين وتعقيدات الموقع بينما تم فتح تحقيق من طرف الجهات الأمنية المختصة لتحديد ظروف وملابسات الحادث، خاصة في ظل غموض الأسباب والتي قد تعود – وفق المعطيات الأولية – إلى فقدان السيطرة على الحافلة بسبب عامل السرعة أو خلل ميكانيكي محتمل.

طريق محفوف بالمخاطر

ويُعد هذا الحادث واحدًا من بين سلسلة حوادث قاتلة عرفها الطريق الوطني رقم 43 الذي يُصنف ضمن المحاور السوداء بسبب ضيقه وكثرة المنعرجات ومرور شاحنات الوزن الثقيل ما يثير تساؤلات متجددة حول مدى استجابته لمعايير السلامة، ويدفع إلى المطالبة العاجلة بإعادة تهيئة وتوسيع الطريق  وتكثيف الرقابة التقنية على حافلات النقل الجماعي.

في سياق متصل أطلق ناشطون محليون عبر منصات التواصل نداءات لتسريع التدخلات الطبية الإغاثية، كما عبروا عن تضامنهم مع عائلات الضحايا داعين إلى توفير نقاط إسعاف قاعدية على مستوى المحاور الحيوية وتفعيل آليات الردع فيما يخص مخالفات النقل البري.

وتبقى المأساة رغم تكرارها، ناقوس خطر يُنذر بحجم التحديات التي تواجه السلامة المرورية في الجزائر ويجدد الدعوة إلى تفعيل استراتيجية وطنية صارمة للحد من نزيف الأرواح على الطرقات.