62
0
معركتنا مع اليهود
.jpg)
عرض وتعليق / محمد مراح
شكلت الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي أوسع ظاهرة ثقافية وفكرية ودينية وسياسية ، على المستوى الشعبي والتجديد والتجدد الإسلامي ، منذ الثلث الثاني من القرن العشرين إلى منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تقريبا ؛ على تفاوت هذا المدى الزمني انبثاقا في الدول .
الهدف الرئيس المركزي الجامع لحركتها ؛ أن لهذه الأمة ذاتية حضارية تميزها منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم التي هي بتصوير القرآن الكريم ؛ " صبغتها " الإسلامية ؛ مصداقا لقوله تعالى :" صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ " /138: البقرة ، وهي كما ورد في تفسير الإمام الطبري، صبغةَ الإسلام؛ وذلك أنّ النصارى إذا أرادت أن تنصِّر أطفالهم، جعلتهم في ماء لهم تزعم أن ذلك لها تقديس، بمنـزلة غُسل الجنابة لأهل الإسلام, وأنه صبغة لهم في النصرانية. فقال الله تعالى ذكره -إذ قالوا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه المؤمنين به: كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا -: قل لهم يا محمد: أيها اليهود والنصارى, بل اتبعوا ملة إبراهيمَ، صبغة الله التي هي أحسن الصِّبَغ, فإنها هي الحنيفية المسلمة, ودعوا الشركَ بالله، والضلالَ عن محجَّة هُداه. فهي إذن صبغة المسلمين على مدار هذه القرون . وقد استشعر باعثو هذه الصحوة أن الأمة الإسلامية تتعرض لأول مرة لخطر يستهدف " صبغتهاالإسلامية ؛ يبيد حمضها النووي ، وزرع حمض بديل ، يحلّلها كليا أو جزئيا من التزامها مع ربها ونبيها وكتابها .
وقد وجدت مخططات هذه الإبادة الحضارية في العامل السياسي أفضل أداة تستخدمها لمواجهة الصحوة الإسلامية ؛ نظرا لطبيعة هذا العامل ، وما يوفره تركيبها من مادة لا تتوفر لغيره من العوامل ، أمضاها " الدهلزة { مُلاطفة خِدَاع؛ مُخالَبة؛ مُداهنة، مدالسة دهلز ،مراوضة على الشيء بلطيف الكلام ،مخاتلة ومداراة لغرض ما والمكايدة والمماكرة.
وقد شجعها على هذا استهداف الصحوة الإسلامية العامل السياسي في ذاتية الأمة الإسلامية،بأن جعلته ركنا ركينا في العمل على انهاضها، والعودة إلى ضلال شريعة ربها الغراء.
وعبر هذا العامل نشهد الآن مخططا عالميا للإتيان على الصحوة من جذورها استئصالَ دهلزة ومماكرة . ولعل المراقب لحركة الأدوات المستخدمة في هذا المخطط اندياح إجراءات سحب " كتاب الصحوة " من أمام عين القارئ من المكتبات والمعارض، وإصدار قوائم سميكة للكتب الممنوعة في بعض الدول العربية على وجه الخصوص.
الحمد لله أننا في الجزائر استخلصنا الدروس المفيدة لمستقبلنا الوطني من أخطر مرحلة عشناها بعد الاستقلال ؛ ميزنا بين العنف والإرهاب، والاعتدال والتعايش، التآخي واللحمة الوطنية .
وبما أن أبرز عنوان على المرحلة القائمة الآن ؛ المعركة الكبرى مع أخطر كيان زرع في أرضنا العربية ، الكيان الصهيوني في أرض الإسراء والمعراج ، أعرض لكتاب من كتب الصحوة الذي تناول في وقت مبكر جوهر المعركة معه؛ الذي تبرهن على صوابه المقاومة الإسلامية في غزة وجهات الإسناد المباشر ؛ كالمقاومة في لبنان. " معركتنا مع اليهود" سيد قطب {1906 ــــ 1966} . نحو 70 صفحة ، ضم مجموعة مقالات متنوعة ، مقال " معركتنا مع اليهود " واسطة عقده ، مسندا بمقالتين في الجوهر ، هما :" ماذا صنعتم لأبطال فلسطين ؟" " و" إلى المتثاقلين عن الجهاد" ، ومقالات غيرها بعضها في النضال الوطني ضد المحتل الإنكليزي ، والمبدأ المركزي لـ" الكتلة الإسلامية" ؛ التي يجب أن تلتف حولها وتلتقى الدول الإسلامية . وبعضها في حقيقة التصور الحقيقي للنظام الاجتماعي في الإسلام ، ومفارقته للنظم الأرضية الوضعية مصدرا ومقاصدا وحكما وامتثالا وعدلا ورحمة ومآلا .
تمثل مقالة " معركتنا مع اليهود" موضوع الكتاب الرئيس ، وهدفا من عرضنا الكتاب . لقد كُتب المقال الرئيس في أرض الكنانة ، والسماء العربية والإسلامية صافية من رجز " التطويع/ التطبيع" ، والنفس العربية والإسلامية لا ترى في دولة الكيان اللقيط إلا فصلا جديدا من فصول الهجوم على الأمة ودينها ، يضاف للظاهرة الاستعمارية ، حديثا ، وللحروب الحضارية الكبرى التي حاقت بها منذ هجوم المغول على بغداد ، وسقوط الأندلس ، والحروب الصليبية . لهذا كان من الطبيعي أن تكون النفس العربية و الإسلامية على فطرتها العقيدية في استقبال الكيان اللقيط؛ دون فصل له عن دياته وعقيدته اليهودية المحرفة ، و وتاريخه الخبيث مع الدعوة الإسلامية منذ لحظة الفزع التي احتوشتهم منذ بزوغ فجر الدين الخاتم بولادة النبي صلى الله عليه وسلم . ولهذا كان الموقف الإسلامي من الكيان إسلاميا خالصا ، لا يقرأ في حقيقته ، وأهدافه ، وأساليبه إلا في القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة ، والسنة الشريفة . ظلت هذه النظرة ، وهذا الموقف ، وهذا اليقين ثابتا مركوزا في النفس الإسلامية ، لا يتطرق إليها غير حقائقه ، وعظاته ، وآياته ، وتنبيهاته ، عنهم وعن كيانهم . و لا يدور بخلد عربي ومسلم أن تدور المعركة خارجها ؛ الحال مع اليهود وكيانه ، كما جرى مع الصليبية العالمية . ولا يتصور أن تدور في غير هذا الإطار؛ لأن المستهدف هي الأمة الإسلامية بشخصيتها الحضارية . وأن كلّ همسة خؤون للخروج بالقضية عن هذا الرسوخ العقدي ، تلقى ما يلقى كلّ خائن عبر التاريخ ؛ وكلّ محاولة للالتفاف على هذا التصور والعقيدة ، كانت تراوح بين الخيانة والعبث في الضمير المسلم .
وقد رسَّخت أرض المعركة والمواجهة هذه الحقيقة ؛ فمعركتنا مع اليهود؛ لأن الصهيونية حركة يهودية ، أقامت دولتها على عقيدتها اليهودية، وكتبها المقدسة، ولم تكن ولن تكون المواجهة معها حاسمة إلا بقوة الإسلام ، وتعاليمه في مواجهة اليهود أصل الشر في تاريخ البشر . فـ"معركتنا إذن مع اليهود" . وهذا الذي استقر عليه الموقف الإسلامي الأصيل . الذي أكدت جولات هذه المعركة أن النصر فيها لا يكون إلا في ظلال الإسلام ؛ والدليل أن النصر كاد أن يتحقق ويزيل الكيان كانت المعارك تخاض باسم الإسلام غالبا ، أو فسح فيها لروح الجهاد الإسلامي المجال ؛ كحرب أكتوبر 1973؛ فمثلا كان العلماء والدعاة كالشيخ محمد الغزالي وحافظ سلامة ـــ فيما روى الشيخ العزالي ــــ يذهبون للجبهة ويرفعون الروح المعنوية للجيش المصري . وكذا ما حققته المقاومة الإسلامية من إثخان في جسم الصهيوني ، في جنوب لبنان وفي غزة ، والرد الإيراني على الهجوم الصهيوني ، وكيف حول قطعانه إلى جرذان ملاجئ ، و اليوم رغم حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية فيها ، لا تزال المقاومة الإسلامية ترعب جنوده ، وتدفعهم للانتحار والهرب من التجنيد والهجرة من الكيان .
فما هي عقيدة الإسلام في " معركتنا مع اليهود" ، التي أجملها الشهيد سيد قطب رحمه الله في مقاله المرجعي، و التي نجدها مبسوطة مفصلة "في ظلال القرآن" تفسيره الذي أبدعه خلال اشتداد الأزمة والمأساة التي مرت بها الحركة الإسلامية في مصر، في خضم الصراعات المعقدة ، البالغة الخطورة بين جمال عبد الناصر رحمه الله والقوى الغربية الكبرى والكيان والصهيوينة العالمية . والتي من مآسيها إعدام الشهيد سيد قطب ومن قبل الشهيد عبد القادر عودة صاحب الكتاب الرائد " الفقه الجنائي في الإسلام " ، وقد كشفت وثائق بريطانية رفعت عنها السرية ونشرت بي بي سي تقريرا عنها في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 عن مكيدة بريطانيا في اشتداد الفتنة بين الإخوان المسلمين وتنظمهم الخاص والقيادة المصرية ، ومنها التخطيط لاغتيال الزعيم عبد الناصر . وفي هذا المقام نورد ما كشف عنه الأستاذ الكبير محي الدين عميمور متعه الله بالصحة والعافية والسعادة عن دور جزائري لوأد الفتنة واشتدادها بإعدام سيد قطب رحمه الله ؛ إذ أرسل الزعيم الراحل هواري بومدين وزير الخارجية والرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة شفيعا لدى الرئيس عبد الناصر لتوقيف حكم الإعدام، لكن يبدو أن المكيدة الصهيو بريطانية كانت أٌقوى من الإستجابة للشجاعة.
ف" في ظلال القرآن " التفسير الدعوى الحركى الذي يكاد ينفرد بكونه التفسير الذي خُطّ بروح الدعوة الإسلامية المعاصرة ، ورسم معالمها ومنهاجها ، ومصائر الإسلام والمسلمين في القرن العشرين ومايليه ، والصراع مع الباطل والكفر والمكائد الكبرى للإسلام من قبل القوى الكبرى ، بل ومصير الحضارة الإنسانية مستقبلا بمعيار قربها وبعدها عن هدى الإسلام .
بؤرة المعركة حددها المولى تعالى في قوله "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" المائدة 82 .ينطلق منها الشهيد سيد قطب رحمه الله لعرض المعركة من مصدرها الكريم ، رابطا حاضرها بمنشئها، بطابعها الأزلي لليهود ، وهو الدس والمكر ، مع أسف من عدم انتفاع الأمة حاضرا من توجيهات المصدر الإلهي ، على غير ما أفلح فيه سلفهم العظيم ، من تَشَرُّب تلك التوجيهات الإلهية ، وحسن الامتثال إليها ، وبراعة الغلب على جين خبثهم الأبدي . الذي ينفقونها في سبيل صرف الأمة المسلمة عن موارد قوتها الحقيقية ومعرفتها الصافية : دينها وقرآنها . اللذان يمثلان حقيقة إيمانها ومنهجه الرباني ، ومعالم شريعته .
وقد شَكّل اليهود للحرب الوجودية مع الرسالة الخاتمة قواعد مركزية للخطة الزمنية الأطول مدى في تاريخهم مع الرسالات؛ الحرب المسلحة ، و تأليب الأعداء عليها { وفلسطين أبرز مثال } ، ومحاربة عقيدتها ، بنثر الشبهات ، وهدمها ؛ لأنها أعظم وأخطر مدخل للأمة تؤتى منه . وتسخير من داخل صفها من يلهيها من يضللها عنها وعن حقيقة المعركة مع عدوها الأزلي .ولذا فإن معركة مع أمتنا عقيدية في المقام الأول ؛ على غير ما تكون معاركهم مع غيرنا من الأمم ، وتتأكد هذه الحقيقة الصلبة اليوم في انحصار معركة اليهود الكبرى مع الإسلام وأمته، وتسخير ما أفلح فيه كيدهم ومكرهم على عونهم في هذه الحرب ؛ فأحد أعوان استعمار الجزائر الدور الذي لعبه اليهود كما هو معروف .
وينبهنا الشهيد سيد قطب رحمه الله على ضوء هداية الوحي الكريم إلى تركيز اليهود على ترقية وسائل قوة الكيد لعقيدتنا بما يناسب مرحلتنا المعاصرة الأهداف التي حاولوا تحقيقها منذ فجر الدعوة الإسلامية . لهذا كان القرآن يدفع ذلك ؛ فيأخذ المسلمين بالتثبيت على الحق ، بنفي الشبهات والشكوك التي ينثرونها في طريقه . وإجلاء حقيقة العقيدة والإيمان . ودورهما في تاريخ البشرية .
ومصداقا لهذا نشهد في العقود الثلاثة الأخيرة مع تطور تكنولوجيا المعرفة والاتصال ، تناسل ألاف الجماعات والملل ومراكز الدراسات والأبحاث ، والمنظمات المحلية والدولية والجامعات والمفكرين والباحثين من داخل الأمة ، تجتمع جهودهم على هدف مركزي هو تشكيك الأمة في عقدتها من خلال حِمَمِ الشبهات حول القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة العطرة . وتعميقا لقوة الأثر أيضا عمدوا إلى رسم نموذج رعب الإرهاب باسم الإسلام .
تجديدا لما ذكره الشهيد سيد قطب عن المكر اليهودي الصهيوني باستخدام عناصر الداخل في جبهة التشكيك الفكرية والثقافية والمعرفية ، صَرْف التدين والسلوك والتعبد والاعتقاد عن المعارك الحقيقية ومصالح الأمة الكبرى ؛ فشفط العقل المسلم للانغماس في معارك " كلامية" شهدها تاريخ الفكر والتدين الإسلامي في عصور أنشأتها ظروف موضوعية غالبا ، انتهت بانتهائها ، ثم بناء الأمة على أنقاض تلك المسائل ، وإثارة المعارك الطاحنة حولها ، التي تتطور في بعض الأحوال والأوضاع إلى حروب أهلية ، وسقوط دول وتفتتها ، ثم تسليمها للعدو الحقيقي جاهزة لإعادة التصميم .
ومن أركان عقيدة الإسلام في اليهود بيان نفسياتهم في تضاعيف آييه الكريمات ؛ لأنهم تفردوا من بين الأمم بأفضع الخصال النفسية : القسوة والجحود والتنكر للأنبياء والرسل وقتلهم بأبشع القتلات وأشنع الكفر والإعتداء والكفر ، الكنود . وبعبارة مصورة أدق التصوير لما يرتكبه شياطين العالم ومجرميه اليوم في غزة ، يقول الشهيد الكبير رحمه الله :" ومخاليق تقتل الأنبياء وتذبحهم وتنشرهم بالمناشير لا ينتظر منها إلا استباحة دماء البشر واستباحة كل وسيلة قذرة تنفس عن أحقادهم وفسقهم " ! أبعد البيان بيان ؟! سؤال لعرائس التطويع /التطبيع .
قوم شذوا عن بشرية آدم ؛ فشذت بهم أخيلتهم وافتراءاتهم التي لا تخطر على قلب غير قلبهم الأقسى من الصخر الجلمود ؛ فقد بلغ بهم الحنق والحقد على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن ادعوا أن جبريل عدوهم ؛ لأنه ينزل بالهلاك والدمار والعذاب، فامتنعوا من الإيمان بالرسالة الخاتمة ، وأنهم كانوا سيؤمنون بها لو أن الذي تنزل عليه بها ميكائيل ؛ لأنه ينزل بالرخاء والمطر والخصب !
ومن فضائع قُعُور نفوسهم الكالحة الأثرة ؛ التي ظل يفيض قيحها على البشر كما وصف الشهيد الكبير :" يحسون أنهم فرع مقطوع من شجرة الحياة ويتربصون بالبشرية الدوائر ويكنون للناس البغضاء ، ويعانون عذاب الأحقاد والضغائن ويذيقون البشرية رجع هذه الأحقاد فيوقودونها بين بعض الشعوب وبعض ، وحروبا يثيرونها ليجروا من ورائه الغنائم ويروون بها أحقادهم التي لا تنطفئ،وهلاكا يسلطونه على الناس".
وفي لمحة بالغة الدلالة من قوله تعالى :" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " يرى سيد رحمه الله أن تقديم اليهود عن المشركين أنهم أشد فيها من المشركين ،والدليل سجل تاريخهم الأسود بفظائعهم مع الإسلام إلى اليوم.
· الحكمة من توسع القرآن الكريم في بيانه الموسع لقصة الشر في الأرض مجسدة فيهم ، يرى صاحب " المعركة" : ـ
ــــ لإطلاع المسلمين على سجلهم كله ، مجللا بفظائعهم تجاههم .، التي سيثبتون عليها في تاريخ الأمة كلها .
ـــــــ أنهم أصحاب آخر دين ، طال عليهم الأمد فحرفوا وبدلوا ونقضوا الميثاق مع الله وكتبه إليهم ، فكان من الحكمة والوصاة للمسلمين أن يوقفهم الله تعالى ،يطلعون على كل ذلك ،" فتضم تجربتهم إلى حصيلة تجاربهم ، فينتفعون بها وينفعون على مدار القرون ؛ لأنهم أصحاب الرسالة الخاتمة ، ويتقوا مزالق الطريق ومداخل الشيطان .
ــــــ أن طول أمد تجربة بني إسرائيل ، وما جرت بها أفاعيلهم فيها ، ستصادف أمة الإسلام كونها آخر أمم الرسالة فترات تتمثل فيها فترات من حياة بني إسرائيل ، فيتعرف الدعاة منهم كيف يعالجونها على ضوء الوحي .
يمكن عدُّ هذا البيان القطبي صورة مركزة لتراث فكري رفيع تركه علماء ومفكرين مسلمين في القرن العشرين في حقيقة المعركة معهم ، وتحليل شخصيتهم الشاذة عن البشر ، ومخططاتهم غيرها . ندكر منها : اليهود في القرآن لعبد الكريم الخطيب ، ومعركتنا مع اليهود للقائد المجاهد عبد الله التل { مذكرات من المعارك} ، اليهود أنثروبولوجيًا لجمال حمدان عبقري الجغرافيا العربي ، الذي وجد ميتا في بيته بعد إنتهائه من كتاب ضخم نحو 500 صفحة عن اليهود والكيان ، ولم يعثر على المخطوط ، مما طرح شكوكا كبيرة جادة عن سبب احتراق منزله ووفاته ! ويعد رحمه الله أحد الملهمين الكبار للمسيري في منهجه الفكري والتحليلي . أصول الصهيونية في الديانة اليهودية ، الملل المعاصرة في الديانة اليهودية للمفكر الشهيد إسماعيل راجي الفاروقي . مقالات ودراسات حسن ظاظا التي كان ينشر كثيرا منها موسعة في مجلة الفيصل السعودية لسنوات طويلة . الموسوعة الرائدة الفريدة للمفكر عبد الوهاب المسيري الذي وهبها ثلاثين سنة من عمره المبارك ، إلى ان صدرت في ثمانية أجزاء ، والمسألة اليهودية لمالك بن نبي الذي نشر بعد ستين سنة من كتابته . الذي نقرأ تمثلات عمليات في تاريخهم مع تاريخ الحضارة الغربية المعاصرة ، ودورهم في صياغتها ، ثم توجيهها لمرضيات طباعهم المندودة عن بشرية آدم عليه السلام ، في تحليل حضاري فريد ، في القسم الأول منه :" لغز العصر الحديث وما يستبطن " فهل يسعنا عدّ غزة " شاشة عرض صنعت الحضارة الحديثة وسائلها على البشرية صورة جنس شاذ عن بشرية آدم عليه السلام؟