210
1
معرض الحرفي الصيفي... فضاء ترفيهي تربوي يعزز معالم الثقافة و السياحة الوطنية

استثمارا في الناشئة الجديدة ببرامج صيفية راقية، احتضنت بلدية برج الكيفان، في الفترة الممتدة من 31جويلية إلى غاية2أوت، فعاليات معرض "الحرفي الصيفي" ، تزامنا مع فصل الصيف، و في اطار تنمية برامج الأطفال الترفيهية و التربوية بأبعاد ثقافية سياحية.
شيماء منصور بوناب
عرف النشاط الذي دام ثلاثة أيام، اقبال كبير من المواطنين و الزوار الذين توافدوا لبلدية برج الكفان، بإعتبارها وجهة سياحية لافتة، تحتضن العديد من التضاهرات الترفيهية و الثقافية و السياحية .
برج الكيفان.... الحضن الدافئ للأنشطة الثقافية و السياحية الهادفة
وبالمناسبة، وأثناء اشرافه على الإفتتاح الرسمي للمعرض، أكد عمارة اسماعيل رئيس المجلس الشعبي البلدي لبرج الكيفان، أن بلدية برج الكيفان تحرص دائما ضمن نشاطاتها و أولوياتها على مرافقة الجمعيات ومختلف أطياف المجتمع المدني في مسارهم الجمعوي لأنها تؤمن بالعمل التشاركي البناء بين مختلف الفاعلين في اطار تلبية احتياجات الشأن العام في سياقاتها المتعددة.
وفي سياق الحديث عن أهداف معرض"الحرفي الصيفي"، قالت نادية لعزيزي، رئيسة جمعية سبل الخير، أن تخصيص مثل هذه الفضاءات التي تجمع بين الترفيه والتربية و الثقافة و السياحة" في مواعيد مختلفة طوال السنة بعيدا عن المناسباتية، تعد تقليد خاص بالجمعية التي تؤمن بأن تعزيز الوعي المجتمعي ضرورة حتمية يجب العمل عليها بشكل مستمر من خلال تضافر الجهود بين المجتمع المدني والسلطات الرسمية وكذا المختصين كل ومجاله".
الاحتواء التربوي الترفيهي ... بعد استيراتيجي للمعرض الصيفي
كما يهدف النشاط، لاحتواء الأطفال ترفيهيا و تربويا، وفق برامج مثمرة تنشط حواسهم و تحفز ذواتهم لما يخدمهم معريفيا وسلوكيا، عبر ورشات حرفية يكون فيها الطفل المستهدف محور الاهتمام من أجل تحسين قدراته في المجال الذي يستهويه."تضيف لعزيزي".
موضحة، بأن تخصيص ورشات خاصة بالصحة و السلامة الغذائية يعد من بين أهم المحاور التي تعمل عليها الجمعية بالتنسيق مع الأطباء و المختصين ، بحكم أن أطفال اليوم باتوا من مدمني أكل الشوارع أو الأكل السريع، وهو ما اثر بشكل كبير على صحتهم الجسدية و الذهنية نظرا لطريقة الاستهلاك الغير عقلانية لهذه الأكلات .
مشددة على ضرورة التوعية و التحسيس بمخاطر هذا الفعل قبل تفاقم الوضع ، من خلال تنظيم لقاءات مباشرة مع الاولياء و الاطفال لتوضيح الخطوط الحمراء و انعكاسات هذه التغذية السلبية التي تدمر صحتهم تدريجيا دون وعي منهم.
بدورها لفتت الكوتش نايت مسعود فاطمة، إلى أن المعرض يجمع قرابة 27حرفي في عدة مجالات أبرزها صنع الاكسيسوارات و التلوين و الرسم التي اعدتها الجمعية تلبية لرغبات الأطفال الذين تستهويهم الابداعات اليدوية الصغيرة التي تكون بمثابة فرصة نوعية لهم لصب طاقتهم فيها و لاكتشاف ايضا مواهبهم الدفينة.
مشيرة إلى أن الجمعية ارتأت ضمن هذا الحدث تنظيم ورشات استشارية تديرها شخصيا من أجل الانصات و الاستماع لانشغالات الأولياء في مجال تربيتهم وتعاملهم مع الاطفال في اطار تعديل سلوكهم و تلقينهم بعض أساسيات التربية الذكية.
بجانب فضاء للحكواتي و مكتبة للفوائد و القصص،التي تمثل بالنسبة لهم فضاء ادبي ترفيهي يغري فضولهم و يحفز بذاتهم شعور الرضا الداخلي من خلال اكتشاف معارف و مفاهيم جديدة.
القضية الفلسطنية تسجل حضورها في معرض الحرفي الصيفي
تضامنا مع القضية الفلسطينية، شاركت جمعية البركة للعمل الخيري والانساني، ممثلة في مكتبها الولائي للجزائر العاصمة "مكتب برج البحري " تحت قيادة حسن رمضاني ، الذي أكد أن هذه المشاركة جاءت في ظرف صعب و قاسي على اخواننا في غزة الذين يعانون الأمرين "الإحتلال الصهيوني و حرب المجاعة التي تزيد حدتها يوم بعد يوم".
منوها أن التضامن مع أهلنا في غزة يأخذ عدة أشكال من بينها ما تقوم به جمعية البركة من اغاثة و دعم انساني وخيري طيلة العدوان ، أما الدعم الثقافي فيكمن في تقريب واقع الشعب الغزوي ومعاناته و ما يقاسيه من حرمان و تعنيف وتهجير قصري إلى أذهان اطفالنا ليكونوا مخلصين لها كقضية مركزية غير قابلة للبيع او المساومة.
وبالنسبة لأهم ماشاركت به الجمعية، قال "كل ما يرتبط بالثقافة الفلسطينية من أزياء تقليدية و حلي و اكسيسوارات و كذا المنشورات و العبارات النضالية و بعض المقتنيات الصغيرة التي تحمل علم فلسطين الابية.
وعرج في ذات الشان، للحملة التي اطلقتها جمعية البركة ، تحت عنوان 5000وجبة لانقاذ المستضعفين في غزة ، لتكون بمثابة حجة لنا نشارك بها اخواننا في محنتهم التي تفرض علينا كجزائرين بالدرجة الاولى عدم الوقوف وقفة المتفرجين، لأننا مرتبطين تاريخيا و ثقافيا بالقضية الفلسطينية .
وأضاف، تم بحمد الله تحضير حوالي 1500 وجبة الى غاية اليوم في انتظار اكمال الباقي في أقرب وقت حتى نقدم ولو شيئ بسيط جدا لشعبنا في غزة المضطهدة ،وهو نداء عام لكل المحسنين و الجزائريين للانضمام لهذه الحملة اليوم لنكون شركاء في فك الاسر على اخواننا .
المرأة الحرفية المقاولة.... عنوان للاصالة
تناول المعرض في أحد جوانبه أيضا ، برنامجا متكامل من منجزات المرأة الجزائرية المقاولة التي تنشط تحت لواء جمعية نور للمرأة و الأسرة و الطفل، التي قدمت رفقة نسائها الحرفيات منتجات منزلية تنبض بالاصالة و الفخامة سواء كانت حلي أو اكسيسوارات أو لوازم العروس و حتى الحلويات التقليدية مع بعض الزيوت الطبيعية و مواد التجميل الطبيعية بنسبة 100%.
وفي هذا الصدد، أفادت رئيسة جمعية نور للأسرة و المرأة و الطفل، دليلة حسين، أن الاهتمام بالمرأة و الأسرة يصب ضمن أهم انشغالاتنا وأهدافنا كجمعية تهتم بتقوية البنية الأسرية من خلال عدة مشاريع راقية تجمع بين المرافقة و الدعم والتوجيه.
موضحة أن العمل على تهيئة الظروف البيئة الملائمة للمرأة لتكون المعيل لأسرتها ولنفسها هي أحد ركائز مشاريع الجمعية التي تشجع على المقاولاتية بأسس صحيحة مستمدة من النهج السليم للدين الاسلامي.
وبالنسبة للهدف من مشاركة الجمعية في هذه الفضاءات الترفيهية و الثقافية قالت ، يكمن في البحث عن فرص لتلاقح الافكار بين الحرفيين من اجل البحث عن سبل أفضل للترويج و للعمل المشترك أيضا.
عقب ذلك دعت حسين، في مسعى تطوير مشاريعها وتقديم المرافقة للأسرة و المرأة على لضرورة البحث عن منافذ دعم مالي تساعد الجمعية على تطوير مشاريعها الراقية سواء من خلال أجهزة السلطات الرسمية أو من مختلف الهيئات الخاصة.
فن الخط العربي... أصالة و تراث
تحت عنوان " فن راقي وارث باقي"، أكد الخطاط رضوان شكال عفاري، مدير مركز كنور للفنون، أن العودة للحضارة و الثقافة الاصيلة يأخذ في جوانبه الاهتمام بفن الخط العربي الذي يرمز لهويتنا و أصالتنا العريقية .
مشيرا، أن تعليم الخط العربي للاطفال و الناشئة الجديدة من شأنه الحفاظ على الموروث الحضاري الذي يخدم اللغة العربية و القرآن خاصة في زمن أصبحت فيه الرقمنة هي الواجهة المسيرة.