212
0
معرض الحرف التقليدية ومواد التجميل ...تجسيد لإبداعات المرأة الجزائرية
ترقية لمعالم التراث و الثقافة الجزائرية ، نظم المركز الثقافي لمصطفى كاتب بالتنسيق مع الغرفة الوطنية للصناعات التقليدية معرضا فنيا ثقافيا ، يحاكي الاصالة و يجسد ابداعات الحرفي الجزائري بصناعات تقليدية يدوية تعكس أبعاد الحضارة بمنتوجات مستلهمة من التاريخ الثقافي الأصيل.
شيماء منصور بوناب
ومن هذا المنطلق أشادت بوشو سجية حرفية في الخزف الفني من ولاية البليدة، بالحركية و الديناميكية التي تشهدها معارض الجزائر في شقها الثقافي و التقليدي خاصة في فترة الصيف بحكم توافد السياح و رجوع الجالية الجزائرية الى ارض الوطن ، تلك من بين أهم العوامل التي جعلت الاقبال اليوم على المركز الثقافي مصطفى كاتب يعرف قفوة نوعية شملت كل اركان المعرض .
البصمة الشخصية في المنتجات التقليدية .... حصانة للهوية و التراث
ونوهت ذات المتحدثة بتنامي الوعي المجتمعي تجاه التراث الوطني خلق نوعا من الغيرة على الثقافة الجزائرية بكل عاداتها و مظاهرها التي أصبحت محطة أعين الكثير من الدول الشقيقة و الأجنبية قصد نهبها و سرقتها تحت مسمى الثقافة المشتركة .
وفي ذلك عرجت لحادثة صادفتها أثناء تواجدها بالمعرض ، اين طلب زبون منها شراء بعض من منتجاتها شرط عدم احتوائها على علامة تجارية جزائرية من اجل إهدائها لأحد الأجانب .
ومن هذا المنبر ركزت بوشو على أهمية تركة البصمة الشخصية على كل المنتجات التقليدية و المحلية للحفاظ على الهوية الجزائرية و تحصينها من أي حملات همجية تسعى نحو طمس التقاليد و القضاء على المرجعية الثقافية و التاريخية للجزائر
مواد التجميل الطبيعية بديل نوعي عن المواد الكيميائية المسرطنة
على صعيد موازي عرفتنا الحرفية عيدات لويزة بعلامتها التجارية "لويزات" التي أطلقتها سنة2021 ، مختصة في صناعة الصابون الطبيعي ومنتجات التجميل الطبيعية أيضا التي تعرف اليوم اقبال كبير من الشباب الذي تفطن لأهمية المنتج الطبيعي كبديل عن المنتجات الصناعية و الكيميائية .
وعن خلفية دخولها لهذ المجال ، أفادت ان البحث عن حلول لمشاكل البشرة بأنواعها كان الدافع لتطوير مشروعها و التنويع في منتجاتها على غرار الصابون الطبيعي بالطريقة الباردة، إضافة إلى رغبتها في صناعة بديل عن المواد المسرطنة التي نجدها في عدة منتجات مصنعة بطريقة عشوائية كيميائية بمئة بالمئة.
صناعة الزيوت الطبيعية ... مشروع استثنائي لتطوير الزراعة المحلية
من جانبها وضحت بوشارب جميلة مهندسة دولة في الكمياء العضوية وصاحبة علامة مسجلة بيو لورا المختصة في استخلاص الزيوت النباتية ، أن مشاركتها اليوم معرض الصناعات التقليدية جاء تثمينا لعدة مجهودات شخصية تسعى لترقية مجال الزيوت الطبيعية كمجال حيوي يحقق الإضافة للاقتصاد الوطني .
موضحة أن حصولها على بطاقة حرفي سنة 2017كان الدافع في مواصلة مشوارها على نطاق أوسع وأشمل من ناحية الترويج و المنتجات المستخلصة من مواد طبيعية صحية ، فرضت عليها الاحتكاك بخبراء زراعيين و فلاحين قصد تزويدها بالنباتات و الأعشاب الطبيعية اللازمة في مشروعها الذي يعمل على مظربين أوله قائم على صناعة منتجات صحية طبيعية وثانيا ترقية و تنمية المجال الزراعي من خلال دراسة الاعشاب الطبية و التجميلية التي تفرض المحافظة عليها و زراعتها في عدة مناطق حسب الظروف البيئة .
وشددت على أهمية تطوير مجال الزراعة المحلية لتمكين الحرفيين من استخلاص الزيوت من النباتات المزروعة محليا للحفاظ على خصائصها الحيوية و الطبيعية بنفس الجودة و القيمة دون اللجوء للاستيراد، كما أن الاعتماد على النباتات المحلية يخلق دعامة للاقتصاد الوطني .
وبالعودة للصعوبات أفادت الحرفية بوشارب أنه في الفترة الأولى لبدايتها صادفت نقص في عدة اعشاب ومواد أولية على غرار بعض النباتات البرية كالزعتر وعرق السوس الذي يحتاج فيه الحرفي قبل قطفه واستعماله لترخيص من قبل مديرية محافظة الغابات في إطار حماية البيئة و ضمان التوازن البيئي .
وعلى ذلك أوضحت انه بحكم نقص المورد النباتي ، كانت الزيوت سابقا محتكرة في عدة أنواع فقط مثل زيت النعناع المتواجد بكثرة في ولاية البيض ، وكذا زيت الخزامى الحرة أو الزعتر البري وحتى اكليل الجبل .
و بالحديث عن انتشار هذا المجال في المجتمع الجزائري ، كشفت أن زيادة رغبة الشباب في الحصول على تكوين مثالي في انتاج المواد الطبيعية و الزيوت النباتية فتح عالم المقاولاتية أمامهم كخريجي الجامعات لتأسيس مؤسساتهم الناشئة وكذا لسد الفراغ الاقتصادي في ضل التخوف من البطالة .
ولفتت الانتباه أن يشترط قبل دخول هذا المجال عقد اتفاقية تعاون مع الفلاحين و المزارعين لتزويده بالمواد الأولية الازمة، خاصة وأن لان زراعة النباتات البيولوجية يحتاج إمكانيات كبيرة مقارنة بإنتاج المواد الكيمائية.
وأكدت أن صناعة الزيوت اليوم يكون حسب طلب الزبون و الغرض من استعماله ، بحكم أن ثقة الزبون هي رأس المال و الربح الذي يحدد صمود العلامة التجارية أو فشلها ، يضاف اليها الترويج في المعارض و المناسبات الثقافية و التقليدية التي تخرج المنتج للمجتمع ليحظى بالاهتمام و الشعبية اكثر .
وفي نصيحة لها للزبائن ، قالت " بغض النظر أنني كيميائية التخصص بالطرق العضوية و كذا خريجة الكمياء و البيئة ، دائما ما أفضل التوجه للطبيعي في كل المنتجات لأننا بتنا نشهد مؤخرا انتشار رهيب لأمراض الجلد بسبب نقص المعلومات الاستهلاكية حول المنتج الذي يفرض قبل استعماله الحصول على استشارة من مختصين في هذا المجال".